سعادة رئيس تحرير جريدة (الجزيرة) خالد بن حمد المالك.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: لقد اطلعت على المقال الذي كتبه الأخ عبد الرزاق بن حمود الزهراني بعنوان: الرجل و المرأة هل يستويان؟ المنشور في جريدتكم المباركة ص 17 الثلاثاء 19 من صفر 1426هـ العدد 11870 وقد أفاد وأجاد جزاه الله خيراً وأثابه وسدد خطاه، فقد فضل الله الرجال على النساء في كتابه العزيز وفي السُّنَّة المطهرة، قال تعالى: )وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ( (سورة البقرة 228)، وقال تعالى: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى) (سورة آل عمران 36)، وقال تعالى: (أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ) (سورة الزخرف 18). وقد عاب الله على المشركين حين نسبوا له الولد وجعلوا له الإناث فقال تعالى: (أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى، تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى) (سورة النجم 21 - 22)، وعاب عليهم تسميتهم الملائكة تسمية الإناث فقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَى) (سورة النجم 27). والرسل كلهم رجال قال تعالى: )وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) (سورة النحل 43). وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم ابنة عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام). وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري وابن عمر رضي الله عنهم، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما رأيتُ من ناقصات عقل ودين أذهب للبِّ الرجل الحازم من إحداكن). وفي البخاري عن أبي بكرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لن يفلح قوم ولَّوا أمرهم امرأة). وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره وغلام أسود يقال له أنجشة يحدو، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنجشة، رويدك سوقاً بالقوارير. قال العلماء: سمى النساء قوارير لضعف عزائمهن تشبيهاً بقارورة الزجاج لضعفها وإسراع الإنكسار إليها. قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد: وقد جاءت الشريعة بهذا التفضيل في جَعْل الذكر كالأنثيين في الشهادة والميراث والدية والعقيقة. كما أن عتق الأنثيين يقوم مقام عتق الذكر كما في جامع الترمذي وغيره عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما امرئ مسلم أعتق امرءاً مسلماً كان فكاكه من النار يجزي كل عضو منه عضواً منه، وأيما امرئ مسلم أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار يجزئ كل عضو منهما عضواً منه، وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة كانت فكاكها من النار يجزئ كل عضو منها عضواً منها)، حديث صحيح. انتهى كلامه. والمرأة يعتريها الحيض والحمل والولادة والنفاس، والرجل بعيد عن هذا كله، والمرأة فراش للرجل وخادم له، كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (الولد للفراش). وكما قال الشاعر:
إذا رمتها كانت فراشاً يقلني وعند فراغي خادم يتملقُ |
والمرأة لا تسافر إلا مع ذي محرم، كما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم). والمرأة لا تتزوج إلا بولي كما روى أبو داود والترمذي وابن ماجه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا نكاح إلا بولي). والرجال عليهم القتال والجهاد وحماية الأهل والبلاد كما قال تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ) (سورة البقرة 216). وفي الحديث: قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله، هل على النساء من جهاد؟ قال: (عليهن جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة) رواه ابن خزيمة في صحيحه وصححه الألباني. وكما قال الشاعر:
كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جر الذيولِ |
فرحم الله امرءًا عرف قدر نفسه، ورحم الله مَن أنصف من نفسه ووقف عند حده ورضي بما قسم الله له. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
عبد الرحمن الدغيشم الرياض 11445 ص. ب 19644 |