Friday 8th April,200511880العددالجمعة 29 ,صفر 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

كان أحد فرسان المعرفةكان أحد فرسان المعرفة
إلى رحمة الله يا محمد العمير
د. علي بن حمود الكريديس*

قال الغطمش الضبي:


إلى الله أشكو لا إلى الناس إنني
أرى الأرض تبقى والإخلاء تذهب
أخلائي لو غير الحمام أصابكم
عتبت ولكن ما على الموت معتب

بمزيد من الأسى والحزن نعت كلية الملك فهد الأمنية ابناً من أبنائها البررة إنه الدكتور الفاضل محمد بن صالح العمير رئيس قسم العلوم الادارية الذي وافاه الأجل في يوم الثلاثاء الموافق 11- 2-1426هـ هجرية ورغم ايماننا بالقضاء والقدر، جاعل الأيام بين الناس بمقدار، تذكرة لأولى الابصار، ومعرفتنا بأن حكم الاله في البرية جارٍ، وما هذه الدنيا بدار قرار، المرء فيها اليوم بدر، وغدا خبرا من الأخبار، وان الدنيا مطبوعة على كدر.
وطالب الصفو في هذه الدنيا يرجو المستحيل، فالأيام تأكل عمر الانسان، فنحن نعد الأيام والأيام تعدنا وما بأعمارنا من مزيد، ولابد للمنية من كرة على الانسان، فالدنيا أفعى تبدل كل أونة اهابا، تحسن الصنع لياليها، وما ان تبرح حتى تكدر احسانها، ونفاجأ بأمر غير محتسب هكذا الدهر حاله ثم ضد، واشد ألما أذا كان المر المرتحل فارسا من فرسان المعرفة والفكر والأخلاق الحميدة والصدقات الجمة، عرفته زميل عمل، ثم زميل دراسة في الدكتوراه، في قسم واحد ومشرف واحد يالها من أيام جميلة أقف عندها محزونا كلما مرت لي هذه الذكريات فكان - رحمه الله - نعم الناصح الأمين الحريص على بلده يقيم من أجل الوطن المعارض الخارجية في الجامعات وفي كل المناسبات يوزع صورا من بلادي كدعاية لهذا البلد العظيم، يؤمن بأن لنا دوراً يجب أن نقوم به كل في مجاله لخدمة هذا البلد فيوزع الأدوار علينا، يسعى إلى نجاحها وجمالها كان قدوة رحمه الله لكثير منا، حريصا على خدمة الجالية الإسلامية في بلاد الغربة، كان يتلمس الأخبار ليقوم بما يلزم، حريصا على فعل خير يفيد الناس {فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَات} (48) سورة المائدة ، {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ}(46) سورة فصلت، كان تواقا شغوفا إلى أن يدل على الخير والاستقامة نبراسه وكان يحثنا أن نقوم بذلك فهذا هو دور المسلم، ترأس النادي السعودي. كان قائماً بحقوق اخوانه في المجتمع من رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز واجابة الدعوة وابرار القسم ونصرة المظلوم، لا يعرف الحسد ولا البغض أو الكراهية. يحب الستر ويكره اشاعة العورات وهتك محارم الآخرين.. دائم الوقوف مع المحتاج والمضطر يحب ويعشق بأن يفرج لمكروب ولو تطلب ذلك شد الرحال المهم عنده هو تنفيس كربة لأخيه، يحب التيسير على المعسر.. أما الإصلاح بين الناس فهذا ديدنه ومذهبه في جميع الميادين التي فيها خلاف بين طرفين أو أكثر وكان يردد هذه الآيات {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}(128) سورة النساء، فكان خبر موته صدمة لنا - رحمه الله -، عرف بلين الجانب والتواضع والعدل والابتسامة لا تفارق محياه انه احد ابناء هذا الوطن البررة الذي خدم في مجاله بكل قدرة واقتدار، خدم أمن هذا البلاد، كان - رحمه الله - حريصاً على ما يفيد الطالب لقد رحل وهو في قمة عطائه، لقد رحل وهو على قمة المحبة من الناس وأركان عمله، لقد رحل والكل يدعو له، إنه والله امر شديد وحدث جسيم طبعاً والله.. نؤمن بالقضاء والقدر، ونسأل الله أن يثبتنا عند حلول البلاء، فأرجو من الله العلي القدير أن يغفر لهذا الفارس الذي رحل ويلهم أبناءه صالح ومشاري وإخوانهم ووالدتهم الصبر والسلوان ويرزقهم بره فهو بار بوالديه ونعم الرجل والله المستعان، ويؤلمني قول عبيد بن الأبرص - وهو حق:


وكل ذي غيبة يووب
وغائب الموت لا يعود

*كلية الملك فهد الأمنية- الرياض

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved