من سلبيات هذا العصر أن كثر الحديث وكثرت النصائح لدى كثير من الأشخاص يعانون من مرض الوزن الزائد (السمنة) ويتعامل البعض مع هذه الظاهرة باللجوء إلى الرياضة دون قيد أو استشارة طبية، ومما ساعد على ذلك انتشار الصالات الرياضية مدفوعة الأجر في مدن المملكة والبعض منها دون اخصائيين في مجال رفع اللياقة ونقص الوزن، ورغم ان الرياضة ظاهرة صحية إلا أن مزاولتها دون إشراف مهني جيد يعرض الإنسان للخطر ومن ذلك مزاولة الرياضة بشكل مفرط وهو ما يسمى بالإدمان الرياضي ويتغلب عنصر الرغبة بالرشاقة والتكامل الجسماني وأحياناً التباهي بمزاولة الرياضة على كفة الإرادة والشروط العامة لممارسة الرياضة بالشكل السليم وكل ما وقع الإنسان بالإدمان الرياضي قلت عنده ممارسة الرياضة بالحس بمرح الرياضة وارتفاع المعنوية العامة بسبب الحمل الزائد المستمر. والإدمان على ممارسة الرياضة بشكل غير سليم يؤدي مع مرور الوقت إلى الإضرار بمناعة الجسم بصفة عامة أقصد الضرر بالعظام والغضاريف وأربطة المفاصل وقد يؤدي إلى الإخلال بالتوازن الهرموني في الجسم. ومما دفعني إلى التطرق إلى هذا الموضوع معرفتي بالكثير ممن يزاولون الرياضة والذين يمضون ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات يومياً ويرونها ضرورة لتخفيف الوزن ورفع اللياقة وهذا يقضي على وقت فراغهما وإهمال أمور كثيرة في الحياة كالدين والعائلة والأصدقاء وهدفهم تحقيق الكمال الجسماني وهؤلاء يمارسون الرياضة عن دافع قوي لا تقاومه إرادة وهذا ما يجعلهم أسرى للرياضة. والهوس الرياضي يشعر صاحبه بتأنيب ضمير كبير ويعاني من حالة اكتئاب إذا منعه مانع من مزاولة الرياضة يومياً عندما يتعرض إلى إصابة يمنعه الطبيب لأمر ما وكثير ممن التقيت بهم من هؤلاء لا يتوقفون عن ممارسة الرياضة عندما يتعرضون إلى الرشح أو الصداع وأحياناً الحمى ويضع هؤلاء هدفهم هو بغية الوصول إلى نقص الوزن إلى حد معين أو تكبير عضلاتهم وهو الهدف الرئيسي في حياتهم وعملهم. ونعود إلى صاحب الموضوع وهو الإدمان الرياضي فالمبالغة في الرياضة تؤدي إلى ضعف نظام المناعة بالجسم وإلى تحميل المفاصل والعظام والغضاريف أكثر من طاقتها والمدمن الرياضي غالباً يقلل من شأن هذه الإصابات الطفيفة فإنه يهدد بتحويلها إلى حالات مرضية مزمنة وتشير بعض الدراسات إلى أن التوقف عن الهوس الرياضي يعرض الإنسان إلى مختلف الأمراض مثل الصداع وأمراض المعدة والمخاوف من الاكتئاب حيث تتغير إفرازات الجسم بعد التوقف عند الشعور بالارتياح وبعض الدراسات الأخرى تذهب أبعد من ذلك كالفشل في بعض الأعضاء وأمراض القلب. إن ممارسة الرياضة بشكل صحي وكاف يعد أفضل الوسائل التي تساعد على تحسين وظائف الجسم مثل الدورة الدموية وتنظيم إفرازات الجسم وتقوي المناعة إضافة الى انها تساعد على الحفاظ على الوزن والرياضة المنتظمة تقلل خطر الإصابة بالصدمة الدماغية. في النهاية أنصح الجميع من واقع تخصصي في المجال الرياضي أن الحميات الغذائية من أجل نقص الوزن يجب الابتعاد عنها كلما أمكن ذلك والاتجاه إلى الرياضة المتزنة السليمة تحت إشراف متخصصين في نقص الوزن ورفع اللياقة والذين يرغبون في نقص أوزانهم بالوصول إلى هدفهم، والذين أعمارهم تقل عن الخمسين سنة يزاولون الرياضة بمعدل ست ساعات في الأسبوع والمفرطون بالسمنة يستحسن نقص أوزانهم تدريجياً بنسبة عشرين كغم فقط في السنة وصولاً إلى الوزن الطبيعي ونصيحتي الأخيرة لكل الرياضيين من لاعبين ومدربين الذين اعتزلوا الميادين الرياضية أن يعتزلوا الرياضة بالرياضة ويحافظوا على ما اكتسبوه خلال مشوارهم الرياضي السابق. والله الموفق
إبراهيم بن محمد إبراهيم التركي الحكم الدولي السابق |