أمير الصعاب المثقلات الجلائل
أبا أحمد رمز الرجال الأوائل
أبا أحمد يا من بدأت حياتكم
مع الصقر من يسعى لجم الشمائل
فكنت كسيفٍ في يد الصقر دائماً
لقمع عدو أو لنشر الفضائل
وكنت إذا ناداك يوماً أجبته
ولم تثنكم دنيا وحب الحلائل
تسنمت أمراً في الإمارة يافعاً
تؤمن حداً أن ينال لصائل
وترعى أمور الناس بدوٍ وحاضرٍ
وتنأى بهم عن فعل كل الرذائل
فكنت بجازان الخصيبة ضيغماً
وكنت على الأعداء نار القنابل
وكنت لأهليها كما الأب حانياً
وتوليهمو عطفاً كظل الظلائل
تقدر أهل العلم والرأي والنهى
وتحلم دوماً عن سفيه وجاهل
فنفذت أمر الصقر فيما وليته
وتسعى للم الشمل بين القبائل
تنقلت في طول البلاد وعرضها
لتشريفكم فيها رجال الحمائل
غمرتهمو خلقاً كريماً مسدداً
وسعت بها أبناء طودٍ وساحل
وإني لممن نال عطف أبوة
بحرصك تعليمي بخير المناهل
مناهل علم في الدراسة نائلاً
عنايتك المثلى كخير الدلائل
تحولت من جازان نحو تبوكها
فقدمت فيها من صنيع الجمائل
وعشت زماناً تبذل الخير والعطا
وتسلك في الأخلاق نهج الأوائل
كأسلافك الغر الأوائل زائدٍ
همو أهل جود في السنين الأماحل
ويكفي لكم فخراً بأن كان سبطكم
مليكاً بنى ملكاً عظيم الجلائل
وأخوال من سادوا على الأرض بالنهى
وبالجود والأخلاق من نسل وائل
همو آل فهد والفهود عزيزة
ومن مثل فهدٍ في جليل الشمائل
ومن مثل فهد في دهاء وحكمةٍ
ومن مثل فهد للأمور الجلائل
ففهد له في الناس حب ومنزل
رفيع تعالى عن رفيع المنازل
مليك تسامى في الملوك مكانه
فليس بهم يحلو الحديث لناقل
وليس له قرن بوقتي نقيسه
بفهم وإدراكٍ لكل المسائل
إذا قال قولاً للملوك تطيعه
كذا قادة الدنيا بدون تخاذل
ويشهد فعل الفهد نحو كويتنا
فلبى ولاة الأرض دعوة عاقل
وجاءوا لنصر الحق دون تردد
وقد حملوا ردعاً سلاح القنابل
وكنت لعين الملك عيناً بصيرة
وكنت لساناً ناطقاً في المحافل
وكنت حسام الحاكمين بحكمة
تسدد بالآراء كل المشاكل
تكرم أهل الخير بالخير دائماً
وتقضي على الفوضى بحل المناضل
وكنت سفيراً في بلاد شقيقة
تمثل رأيا للأباة العواهل
عنيت بني صقر الجزيرة كلهم
ليوث لهم في الحرب فعل الزلازل
فأديت ما يرجو الولاة بحنكةٍ
وصبرٍ وتدبيرٍ بكل الوسائل
ومن كان من عبد العزيز اقتباسه
ينال بهذا الكون جل الفضائل
فعشت عزيزاً في بلاد عزيزة
أعزت بشرع الله خير الرسائل
وتبذل معروفاً لمن جاء ناصياً
وتنصر مظلوماً على كل صائل
فأسأل ربي أن تكون بجنة
بها الروح والريحان خضر الخمائل
فهذا عزائي للكماة ولاتنا
ملوك بني الغبرا الأجلا الأكامل
بني زايدٍ مني العزاء يعمهم
وأبناء مفقودٍ عزيز وفاضل
وأبناء إخوان الفقيد جميعهم
وأسرتهم أيضاً كرام الخصائل
دواسر أهل الجود والصدق والوفاء
وسل عنهمو نجداً وكل المحافل
تقول لكم قولاً حقيقاً بحقهم
شهادة صدق في اقتحام الجحافل
وعاشوا وفاء للملوك ولاتهم
وساروا بدرب الصيد أبناء وائل
وما طمعوا يوماً بإمرة غاصبٍ
ولا خدموا.. باغٍ بنجدٍ وحائل
فلما أتى صقر الجزيرة فاتحاً
أتو نحوه قبل انضمام القبائل
فكانوا جناحاً للمليك محلقاً
ومخلبه اليمنى لضرب المخاتل
فأرسلهم نحو الجنوب وغربها
شمالاً وشرقاً قادة للمحامل
فأدوا بحزم كل ما كلفوا به
ونالوا من الصقر العظيم الخمائل
فأسأل ربي يا ابن أحمد رحمة
ومنزلة فوق الغمام الهمايل
وصلِّ إله العرش دوماً على الذي
أتى بكتابٍ فيه خير الدلائل