رحيلك يا عبدالعزيز مؤرق
يشب على أكبادنا ما تحاذره
رحلت ولم ترحل شموعك إنها
تضيء سبيلاً أنت فيه منائره
لقد كنت فينا فارساً لا منازع
وكنت لنا نعم الذي كم نشاوره
إذا استبهم الرأي السديد نأمه
لنلقاه بعد الله نور بصائره
أبا صالح إنا فقدناك رائداً
عفيفاً سمت أفعاله وخواطره
كأن لم تكن يوماً كبير معاشر
مشت في سبيل الله صدقاً معاشره
أنبكيك ماذا ينفع الدمع جارياً
وقد أرهقت مما تفيض محاجره
ولكنها شكوى المحب إلى الذي
تمن على عبدالعزيز ذخائره
فيا رحمة المولى أفيضي على الذي
فقدناه بدراً مشرقات قوامره
فبان وكل الناس في الدرب سائر
توافيه - رغم الحرص - يوماً بصائره
تعزى بهذا كل نفس كليمة
تضج بها الشكوى إلى من ذخائره
نعيم وغفران وأفضال منعم
على مَنْ بتوحيد الاله سرائره
تُلفف لا تُطوى على غير واحد
هو الله من بالفضل جادت بواكره
إلى رحمة المولى نشيع راحلاً
إلى دار خلد مؤنسات نواظره
أنبكي وهل يجدي البكاء على أمرئ
وقد لُف في الأكفان مَنْ هو ذاكره