لا أستطيع الصبر عن الكتابة - إذا وجدت تجاوباً - وقد حُبست عنها أشهراً، حبسني حابس، وهو مكتبة قيس والطبعة الرابعة من ديوان السامري والهجيني وكتاب (أضواء على بعض دواوين وكتب الشعر العامي القديمة)، ثم السيل والخير والربيع هذا العام. أعادني - قسراً - للكتابة مقال الأستاذ منصور بن محمد الخريجي الذي نُشر في هذه الجريدة بعددها 11869 في 18- 2-1426هـ بعنوان (نزهة على الطريقة السعودية) الذي أثار شجوناً كثيرة وتأثراً عميقاً بما يفعله إخواننا السائقون وإخواننا المتنزهون من مخالفات وتهور واستهتار بالآخرين وبالأنظمة من إخواننا الأولين، أما إخواننا الآخرين أو الآخرون فبما يفعلونه من رمي مخلفاتهم من مناديل وأوراق وأكياس وعلب (وغيرها) (وغيرها) في الطرق والصحارى والمتنزهات، بل أمام بيوتهم. بُنيت عمارة للشقق المفروشة بجانب مكتبة قيس فتناثرت المناديل أمام المدخل!! والأستاذ الخريجي عانى من ذلك مرة واحدة، أما نحن (أقصد أنا وأمثالي) ممن يذهبون لقراهم وبلدانهم والصحراء التي يحبونها حباً جماً ولا يستطيعون عنها صبراً فإن تلك التصرفات السيئة تواجهنا باستمرار ونلاقي منها المتاعب والأمرَّين (بل وأكثر)، وندعو الله آناء الليل وأطراف النهار أن يمنَّ عليهم بالهداية، وأن ينزل عليهم حب النظام والوعي والأخلاق والأدب، اللهم آمين. رؤوس أقلام الأستاذ إبراهيم التركي كتب عن الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله مقالة رائعة في هذه الجريدة العدد 11773 وتاريخ 10-11-1425هـ بعنوان (لماذا نستعيد الشيخ؟)، وأشار إلى مقالة له تتعلق بالشيخ أيضاً نُشرت في العدد 11423 تاريخ 15-11-1424هـ عنوانها (الشيخ)، رجعتُ لها فقرأتها، وظهر لي أني لم أقرأ الأولى؛ لأن عنوانها (الشيخ) فقط، وربما ظننت - وبعض الظن إثم - أنه يقصد شيخاً من شيوخ أو مشايخ هذا الزمان، وأقصد مشايخ العقار والثروة والشركات، وكان المفروض أن يكون العنوان الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في رأيي المتواضع. أعود للمقالين القيِّمين اللذين تحدثا عن سلوك الشيخ السعدي وأخلاقه وطريقته الرائعة مع الآخرين، وليت المساحة تسمح بإيراد بعض النماذج الحسنة التي أوردها الكاتب عن الشيخ ابن سعدي رحمه الله، ولكنها تحتاج إلى تفصيل في المستقبل إذا انتهى الربيع والخضرة (والجو) الحسن، وأتمنى أن أرى الكتاب الذي قال الأستاذ إبراهيم أنه سيخرج عن الشيخ.
محمد بن عبد الله الحمدان |