في مثل هذا اليوم من عام 1977 التقى الرئيس المصري محمد أنور السادات بالرئيس الأمريكي جيمي كارتر لأول مرة في بداية جولة جديدة من جهود إحلال السلام بين مصر وإسرائيل. وشكل هذا اللقاء نقطة تحول رئيسية في جهود السلام حيث وضع الرئيس السادات ملف الصراع في أيدي الإدارة الأمريكية التي اعترف بأنها تمتلك 99 في المئة من أوراق الحل وهو ما شجع الرئيس كارتر بعد ذلك على دعوة الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت مناحم بيجن إلى جولة مفاوضات مباشرة في منتجع كامب ديفيد الرئاسي بالولايات المتحدة. انتهت مفاوضات كامب ديفيد باتفاق أطراف التفاوض على مبادرة سلام عامة تحدد الخطوط العريضة لحل الصراع العربي الإسرائيلي. حملت هذه المبادرة اسم اتفاقية كامب ديفيد، والتي تضمنت انسحاب إسرائيل من كامل شبه جزيرة سيناء المحتلة، والتوقيع على اتفاقية سلام مصرية - إسرائيلية. ونتيجة لذلك منح السادات وبيجن جائزة نوبل للسلام لعام 1978 وارتبط اسم الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر بأول معاهدة سلام بين العرب وإسرائيل التي جرت وقائعها عام 1979 في منتجع كامب ديفد. ولكن نجاح كارتر في تحقيق أول سلام بين إسرائيل ودولة عربية لم يكن كافيا لإقناع الأمريكيين بإعطائه فترة حكم ثانية بعد فشله في مواجهة المشاكل الداخلية التي أثرت على شعبية كارتر مثل ازدياد معدلات التضخم وارتفاع الأسعار، ثم كانت حادثة الرهائن الأمريكيين في السفارة الأمريكية بطهران من أخطر المشاكل التي واجهته ولم يستطع التعامل معها، حيث احتجزت مجموعة من الإسلاميين الإيرانيين خمسين أمريكياً داخل السفارة منذ نوفمبر 1979 حتى يناير 1981م. وخسر كارتر الرئاسة أمام رونالد ريجان في انتخابات الرئاسة عام 1980م. في حين اغتيل السادات في مصر في الخامس من أكتوبر عام 1981 وخسر بيجن الانتخابات في إسرائيل أمام حزب العمل.
|