بدأ الستار يسدل عن الانتخابات البلدية التي شهدتها المملكة والتي تعتبر تجربة تقوم بها لوضع المواطن موضع المسؤولية حتى يشارك في القرار وهذه الانتخابات كشفت العديد من الامور والجوانب المهمة للمواطن فالمرشحون بعد أن رأوا انفسهم في ميدان المنافسة وفي مواجهة المسؤولية اتبع كل واحد منهم طريقة معينة للفوز بمقعد في الانتخابات حتى وان كلفه ذلك الكثير والبعض يضع برنامجا انتخابيا كما يقول الدكتور حمد القاضي في محاضرته عن الانتخابات الرياض لا توجد بها أية خدمات وان هذا المرشح اذا فاز سوف يحقق للمواطنين كل الخدمات وهناك الكثير ممن نقرأ لهم في الصحف اليومية ضمن حملتهم الترويجية بأن لديهم خططاً سوف تقضي على كل السلبيات بمجرد الفوز بالمقعد وبعضهم يقول إنه سيوفر لجميع العاطلين وظائف وآخر سيضع في كل قرية لجنة لدراسة الاحتياجات وهناك العديد من البرامج البراقة التي نناشد فيها المسؤولين ضرورة متابعة برنامج كل من سينضم إلى المجلس البلدي وقبل ذلك الاعلام الذي يجب عليه متابعة برنامج كل عضو في المجلس البلدي فربما يجدهذا العضو نفسه في موقف حرج لا يستطيع معه الوفاء بكل ما قاله من أجل الفوز بعضوية المجلس البلدي وإذا كانت الانظمة في الانتخابات البلدية تسمح لكل ناخب بأن يرشح نفسه في الانتخابات البلدية فليس معنى ذلك ان يتهافت الجميع للفوز بعضوية المجلس البلدي والمزايا التي تكون فيه ولكن من باب الفرصة للجميع ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه فقد شاهدنا صور لاشخاص لا يسمح لهم الوقت من كثرة أعمالهم بزيارة الاقارب والأهل فكيف إذا كان عضوا في المجلس البلدي يتطلب منه الموقف متابعة مصالح الناس والوقوف على احتياجاتهم لايصالها للمسؤولين كما ان البعض بدأ يسرد سيرته الذاتية بطريقة عجيبة فإذا كان مؤهله متواضعا رفض ذكره وإذا كانت وظيفته بسيطة رفض ذكرها وربما سنحت له الفرصة بالحصول على بعض الدورات حتى وان كانت على حسابه الخاص إلا انه يضعها في مقدمة سيرته الذاتية. ان المواطن لا يهمه الشهادات والالقاب ولا تهمه البرامج الانتخابية الوهمية للعضو في المجلس البلدي وانما يهمه ماذا قدم هذا الفرد لمنطقته او دائرته التي سيتم ترشيحه فيها فهناك العديد ممن قدم جهودا وأعمالا تطوعية أدت إلى تطوير بلدته او مدينته قبل ان يتم تطبيق الانتخابات وهم من سيتم ترشيحهم من قبل المواطن فالمواطن اصبح على قدر من الوعي والادراك بحيث يختار من يثق فيه ويعرف أنه متواصل معه قبل ان ينضم للمجلس البلدي اما من يبحث عن فرصة له في عضوية المجلس البلدي وحتى وان كان لديه العديد من الأعمال الخاصة والعامة فإن المواطن ليس بهذه السذاجة التي يبحث فيها عن شخص ليس بمقدرته تلمس احتياجاته ومعرفة اماكن القصور لمعالجتها. ان حكومتنا الرشيدة عندما أقرت الانتخابات البلدية كان الهدف منها التواصل بين المواطن والمسؤول في هذه الجهة بصورة أفضل وان يتم التطوير والبناء بكافة المحافظات والقرى بطرق علمية مدروسة مبنية على الواقع حتى يتم تمديد الاولويات. والله من وراء القصد.
|