سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة - حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: فقد اطلعت على ما كتبه الأخ محمد أبو بكر حميد بعنوان: (حقوق المساكين) المنشور في جريدتكم المباركة الخميس 14 من صفر 1426هـ العدد 11865، والذي يذكر فيه قصة عامل يغسل سيارة لصاحب فلة، الشهر بخمسين ريالاً، والرجل يوعده بالدفع حتى أصبحت 250 ريالاً وما زال يماطله فيها ولم يعطه حقه وهو مسكين فقير محتاج إليها. ونقول لهذا ولأمثاله: اتقوا الله إن كنتم مؤمنين، فقد جاء الوعيد الشديد في ذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره).. رواه البخاري وابن ماجة بزيادة ومن كنت خصيمه خصمته. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء) رواه مسلم. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن.. إلى أن قال واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) رواه البخاري ومسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) رواه مسلم. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: فلان شهيد وفلان شهيد حتى مروا على رجل فقالوا فلان شهيد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة) رواه مسلم. وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رجل أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي فقال صلى الله عليه وسلم: نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا الدَيْن فإن جبريل قال لي ذلك). رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه) رواه البخاري. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينجينا من حقوق العباد وأن يطهر البلاد من الظلم والفساد إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كبيراً.
عبدالرحمن بن صالح الدغيشم الرياض 11445 - ص. ب 19644 |