سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة.. الأستاذ خالد بن حمد المالك المحترم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. طالعتنا جريدتنا الغراء الجزيرة العزيزة في عددها رقم 11861 الصادر يوم الأحد الموافق للعاشر من شهر صفر 1426هـ في صفحة وراق الجزيرة بمشاهدات سجلها وحوارات وثقها يوسف بن محمد العتيق ومن رافقوه في رحلة البحث عن تاريخ ومعالم تاريخية وأثرية في منطقة سدير، حيث أفاد في مقدمة تقريره إن ما سيورده من معلومات إنما هو امتداد لتسجيل مختصر لمشاهدات علمية لآثار وتراجم من ثلاث مناطق من أرضنا (الرياض - القصيم - حائل). وكان ضمن المدن التي ذكرها كاتب التحقيق مدينة روضة سدير بتاريخها الحافل.. وبآثارها العريقة. وكنا ننتظر أن يتحفنا الضيف والمرشد السياحي بالكثير والكثير عن تاريخ هذه البلدة الغنية بآثارها.. ولكن تفاجأنا وكل من يعرف تاريخ هذه البلدة العريقة بتقرير تطرق إلى المدينة إلا أنه جاء ناقصاً ولا يحمل كافة التفاصيل والمعلومات التي وردت في كتب التراجم والتاريخ والتي الكثير يعرفها إلا أنها قد تغيب عن القارئ الذي لا يعرف تاريخ هذه المدينة العريقة وأقل ما نقول عنه إنه تقرير مبتور.. كنت أتمنى من الكاتب عدم إقحام أسماء وصور الأشخاص الذين رافقوه في رحلة البحث هذه، وكذلك الذين لم يحضروا معه مثل خبير البر مثلاً!.. على حساب التاريخ والمعالم الأثرية المهمة في هذه المدينة العريقة التي كانت ولا زالت محل إعجاب كل من زارها، فمثلاً نرى الكاتب أهمل بناء الروضة والذي كان في عام 630 للهجرة على يد مزروع بن رفيع التميمي.. كما أهمل الكاتب - رعاه الله- أقدم سد في نجد والذي يسمى (سد السبعين) الذي بني في فترة رميزان بن غشام التميمي - رحمه الله- في عام 1050هـ تقريباً، وهو أعظم عمل أفاد بلدة روضة سدير من ناحية تعديل مجرى السيول إلى مزارع الروضة حتى تكتفي، وبعد ذلك يصب الزائد من مياه السيول من خلال سبعين فتحة (عرصة) إلى الوادي وما يلي الروضة من بلدان سدير. كذلك أهمل الكاتب أقدم آثار البلد وهي آثار مقبرة بني العنبر والتي يعود تاريخها إلى أكثر من ألف سنة تقريباً.. ومن أهم المعالم الأثرية قصر الإمارة قصر الضيافة لأسرة الماضي ماضي وقصر التركي الماضي بنقوشه وزخارفه الجميلة.. وكذلك السراديب التي تصل بين قصر الإمارة القديم وبين سور البلدة من الجهة الشرقية والذي يستخدم في حالات الحروب قديماً. هذه بعض من المعالم الأثرية وهناك العديد منها والتي يطول المقام مع سردها، والتي يعرفها كل أبناء المنطقة والمناطق الأخرى لكن الكاتب لم يتطرق لها لعدم إلمامه ومن رافقه بالكثير من المعلومات التاريخية، فالكتابة التاريخية في نظري تختلف عن التقارير الصحفية الوقتية عن موضوع من الموضوعات مما يستلزم على الصحفي أو الكاتب الذي يتطرق إلى مثل هذا النوع من الكتابة التاريخية الاطلاع والقراءة من أكثر من مرجع وسؤال أهل الاختصاص بدلاً من الاعتماد على مصدر يمثل وجهة نظر واحدة فقط تتمثل في القناعات والمعلومات غير الموثقة التي يرويها بعض الأشخاص مما قد يغبر أو يشوه الحقيقة المتمثلة في تاريخ بناء الروضة وبمعالمها الأثرية الموجودة في كل كتب التاريخ التي تعكس الحضارات في كل منطقة من مناطق هذه البلاد الغالية على نفوسنا جميعاً، مقدرين للكاتب اهتمامه واجتهاده خاصة وأن حرصي على الإيضاح جاء لكون الموضوع نشر في جريدة مثل الجزيرة الرائجة ليس بين العديد من أبناء منطقة سدير ولكن من كافة مناطق المملكة. والله ولي التوفيق.
بندر بن محمد الشايع - روضة سدير |