الرآئي لما تشهده المملكة في هذا الوقت، لا يساوره شك أن وراء ذلك ماضيا عريقا، وأصالة خالدة تحكي حياة سابقة تشعبت جذورها في نفوس الآباء والأجداد، حتى ولو كانت تلك الحياة حياة بسيطة، وأي تقدم وأي رقي لأي دولة، ما لم يكن لها أساس متين وقاعدة صلبة ترتكز عليها لتقيم فوقها حضارة عظيمة، ذلك هو التراث العريق الذي خلّد الحضارات وأبرز الشعوب على مر العصور. لذا حرصت الدولة -أيدها الله- دعم هذا الأساس ليبقى قوياً صامداً ليعين على بناء مستقبل مشرق. من هنا جاءت فكرة إقامة مهرجان الجنادرية الذي ساهم بربط الحاضر بالماضي، ربط حاضر الأبناء بتراث الأجداد، ذلك التراث الذي ساهم في بناء هذا الصرح العظيم والذي من خلاله يدرك الأبناء الحياة الهنية التي يعيشونها في واقعهم الحالي، وصفعة قوية على وجوه أولئك الناكرين للمعروف، الجاحدين للنعم التي يتنعمون في كنفها، ويترعرعون في أرجائها، فلا شك أن أولئك لا يمثلون أبناء هذا الوطن التواقين لخدمة دينهم ووطنهم وأمتهم على النهج الصحيح.. هذا المهرجان أعطى طابعاً آخر ونظرة مغايرة للأساس المجيد الذي يقوم عليه هذا الوطن والمستمد جذوره من ديننا الحنيف. وأعطى صورة أخرى يُدرك المتمعن في جوانبها ما تعيشه المملكة في الوقت الحالي مقارنة بالماضي من تقدم حضاري يواكب التقدم الذي يعيشه العالم اليوم، وفي فترة وجيزة، كيف لا!! ووراء ذلك دولة عظيمة، وقيادة حكيمة سخرت كل الطاقات لخدمة هذا الوطن، بل وسخرت مالم تستطع الدول الكبرى تسخيره. وبعد هذا كله.. أفلا نكون يداً واحدة في سبيل بناء هذا الوطن والمحافظة على أمنه واستقراره؟.. أفلا نكون قلباً واحداً في حبه والتضحية من أجله؟ أفلا نتعاون لكل مافيه تقدمه وازدهاره؟
|