في مثل هذا اليوم من عام 1991 كانت نهاية حلف وارسو، ذلك الحلف العسكري بين الاتحاد السوفيتي والبلدان الدائرة في فلكه في أوربا الشرقية بعد 36 عاماً من وجوده. وكان هذا بمثابة علامة أخرى على فقدان الاتحاد السوفيتي للسيطرة على حلفائه السابقين ونهاية الحرب الباردة. وقد نشأ حلف وارسو في عام 1955 في المقام الأول كرد على قرار الولايات المتحدة وحلفائها في غرب أوربا بإعادة تسليح ألمانيا الغربية وضمها إلى حلف شمال الأطلنطي (حلف الناتو). وكان الناتو قد تألف في عام 1949 كحلف عسكري دفاعي بين الولايات المتحدة وكندا وعدة دول أوربية لإحباط أي محاولة سوفيتية محتملة للتوسع داخل أوربا الغربية. وفي عام 1954، صوتت دول حلف الناتو على السماح بإعادة تسليح ألمانيا الغربية وضمها إلى الحلف. ورد السوفيت على ذلك بتأسيس حلف وارسو. وضم الأعضاء الأوائل في الحلف كلاً من الاتحاد السوفيتي وألمانيا الشرقية وبولندا والمجر ورومانيا وبلغاريا وتشيكوسلوفاكيا وألبانيا. وبرغم ادعاء السوفيت بأن ذلك الحلف هو حلف دفاعي، إلا أنه سرعان ما أتضح بأن الهدف الأساسي له هو دعم الهيمنة الشيوعية في أوربا الشرقية. واستغل السوفيت للحلف من أجل إعطاء الشرعية لتدخلهم وسحقهم للثورات المعادية للشيوعية في المجر عام 1956 وتشيكوسلوفاكيا عام 1968م. ومع ذلك، ففي أواخر الثمانينيات بدأت الحركات المعادية للسوفيت والشيوعية في أوربا الشرقية في شق صف حلف وارسو. وفي عام 1990 خرجت ألمانيا الشرقية من حلف وارسو تمهيداً لإعادة توحيدها مع ألمانيا الغربية. وأشارت بولندا وتشيكوسلوفاكيا أيضاً إلى رغبتها الشديدة في الانسحاب من الحلف. وفي مواجهة هذه الاحتجاجات والمعاناة بسبب تدهور الاقتصاد والوضع السياسي غير المستقر، خضع الاتحاد السوفيتي وأذعن للأمر الواقع. وفي مارس 1991، تخلى القادة العسكريون السوفيت عن سيطرتهم على قوات الحلف. وبعد شهور قليلة، عقدت اللجنة السياسية الاستشارية للحلف اجتماعاً أخيراً واعترفت رسمياً بما حدث بالفعل وبأنه لم يعد هناك وجود لحلف وارسو.
|