إنَّ عملية الانتخابات لمجالس البلدية كانت ضمن الخطوات التطويرية للإصلاح الوطني، والتي قامت بها المملكة العربية السعودية، والتي مازالنا بانتظار نتائجها حتى الآن. وهذه الخطوة الرائعة تؤكد للجميع أن الشعب السعودي شعب متحضر، قادر على تحمل مسؤولياته في العمل والقيام بها بإخلاص. ولإدراكنا التام بالدور الحيوي والمهم الذي سيقدمه الفائزون بالترشيح في هذه الانتخابات، فإن اختيار الناخبين للمرشحين لابد وأن يكون هدفه في المقام الأول المصلحة العامة للوطن والمواطنين، وألا يكون مبنياً على مصلحة ذاتية أو شخصية؛ فهؤلاء الأعضاء هم الذين يمثلون المواطن في المجلس، يطرحون وجهات نظره المتعلقة بالخدمات البلدية، والعمل على تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين في منطقتهم، وبنقل رغبات واحتياجات المواطنين إلى البلدية. والانطباعات إيجابية لدى الكثير من المواطنين عن هذه الانتخابات سواء من ناحية النظام الانتخابي المطبق لانتخاب أعضاء المجالس البلدية بكافة مراحله المتتالية، والذي وُضع بشكل منظم من الناحية التنظيمية والإجرائية، أو من ناحية سير العملية الانتخابية. ولكن لوحظ مبالغة بعض المرشحين في الحملات الدعائية وإقامة الحفلات والولائم في القصور والفنادق للناخبين؛ لضمان عدد كبير من الأصوات. فنجاح الانتخابات - حسب ما أرى - مرتبط بعدم المبالغة أو الغلو في تلك المظاهر؛ لأن اختيار الناخبين للمرشحين لابد وأن يحمل في ثناياه الأهداف السامية التي من أجلها بدأت الانتخابات، وهي خدمة الوطن والمواطنين وتجسيد تطلعاتهم وآمالهم في تحقيق التطوير وتأمين الخدمات والمشروعات لكل الأحياء دون الالتفات لأي محسوبية. ومثل هذا السلوك كان من بعض السلبيات التي انتقدها بدوري كما انتقدها الكثيرون؛ لأن الصالح العام هو ما نسعى إليه من خلال هذه الانتخابات. وهنا أقول لكل مواطن: لابد لنا أن نكون قادرين على تحمل مسؤولياتنا كمواطنين بالتعاون مع الجهات القائمة على هذا العمل العظيم لإنجاحه وتحقيق المصلحة العامة لوطننا الغالي ولجميع المواطنين في هذا البلد الخيّر، دون الاهتمام بأي مصالح شخصية لا تقدم ولا تؤخر بل ربما ستكون جانباً سلبياً يعمل على إرجاعنا الى الخلف بدلاً من دفعنا إلى الأمام.. ونجاح هذه الانتخابات سيكون خطوة عظيمة للتوسع والتطوير في المجالات الأخرى.
|