* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة: في خطوة إسرائيلية جديدة تهدف إلى تهويد النقب والجليل المحتلين في فلسطين عام 1948م أقرّت اللجنة الوزارية لشؤون النقب والجليل تخصيص ملياري شيكل لتهويد المنطقتين المذكورتين خلال الأعوام الخمس القادمة بهدف فرض أغلبية يهودية في المنطقتين اللتين تشهدا تواجداً عربياً سكانياً بصورة أقلقت الإسرائيليين. وشارك في اجتماع اللجنة الوزارية الإسرائيلية المذكورة الوزير الإسرائيلي العمالي شمعون بيرس باعتباره رئيس اللجنة، إلى جانب وزير الصناعة والتجارة الإسرائيلي الليكودي إيهود أولمرت، ووزير المالية الليكودي بنيامين نتنياهو، ووزير الزراعة الليكودي يسرائيل كاتس، والوزير أوفير بينس، والنواب والوزراء (شالوم سمحون، ويتسحاق هرتسوغ، وتيسبي ليفني، ومئير شطريت، وإبراهام هرشزون، وتساحي هنغبي، وحاييم رامون، ونتان شيرانسكي). وتهدف خطة التهويد التي كُشِف عنها إلى نقل ثلث سكان الدولة العبرية للسكن في الجليل والنقب.. وتخطّط اللجنة لأن يصل عدد اليهود في تلك المناطق إلى 3 ملايين يهودي خلال العام 2010م، علماً أنّ عدد السكان اليوم في المنطقتين يقدّر بـ 1.8 مليون نسمة غالبيتهم من العرب. وتقضي خطة التهويد بتغيير سلَّم الأولويات القومية بحيث يحتلّ تطوير المنطقتين مكان تطوير المستوطنات في الضفة الغربية، ويتمّ تخصيص مبلغ مليار شيكل لمشاريع تُنجز في العام 2006م، بينما تحصل دولة الكيان على مليار شيكل أخرى كمنحة من الولايات المتحدة لهذا الغرض. وتشمل الخطة مد سكك حديدية، وإكمال مشروع شارع (عابر لإسرائيل) الذي يتمّ إنشاؤه فوق أراضٍ فلسطينيّة مصادَرة باتجاه الجنوب والشمال، ونقل مواقع عسكرية إلى مناطق مختلفة في النقب. وتقضي الخطة أيضاً بإنشاء مدينة وثلاثة تجمعات سكنية كبيرة بين (شوكيت) و(عراد)، ومستوطنات أخرى قرب (نيتسان) و(كرميت) و(ميتار). كما تتحدّث الخطة عن إقامة تجمّعاتٍ سكنية دائمة للسكان البدو، الأمر الذي يعني إخراجهم من أراضيهم وإجبارهم على الإقامة في أماكن تحدّدها الحكومة الإسرائيلية. وأُطلق على المشروع (حلم شمعون بيرس) الذي يلقّبه البعض ب (أبو الاستيطان) اليهودي. وعبّر بيرس عن إقامة قرى للطلاب الجامعيين في النقب والجليل، ومتنزه (للهاي تك) في بئر السبع، ومدّ سكة حديدية بين غزة وجنوب الضفة الغربية. وحسب مصادر إسرائيلية فإنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون وضع خطة لتنفيذ مخطّطٍ استيطانيّ جديد يتمثّل في نقل التوسّع الاستيطاني من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى منطقتي النقب والجليل داخل الخط الأخضر، لكنّ المشروع الاستيطاني الجديد لا يعني بالنسبة لشارون نقل أو إخلاء المستوطنات القائمة الحالية التي لا تشملها خطة (فك الارتباط) التي طرحها للانسحاب من قطاع غزة، وأربع مستوطنات معزولة شمالي الضفة الغربية. يشار إلى أن معطيات جديدة أعدها بنك إسرائيل المركزي نشرت الأسبوع الماضي حول المواطنين العرب في إسرائيل خلال العام 2004م دلَّلت على أن نصف العائلات العربية في إسرائيل تعتبر فقيرة. وقال التقرير: إن المجتمع العربي يعاني من مستوى تطور اقتصادي متدنٍّ ونسبة بطالة عالية والعمل في وظائف منخفضة على سلم الوظائف في سوق العمل.. ويشكل العرب المقدَّر عددهم نحو مليون ومائتي ألف نسمة 20% من المواطنين في إسرائيل.
|