|
انت في "الرأي" |
|
إن التربية الحديثة تتجه إلى العناية بأساليب التدريس وتهذيب أصوله وطرائقه لتذلل الصعاب وتمهد الطريق أمام المتعلم حتى يحصل على جملة من المهارات والخبرات يستطيع بواسطتها مواجهة كل ما يعترضه من المشاكل الحياة بيسر وسهولة. فهي تحرص على امتلاك ناصية التكنولوجيا الحديثة للمعلومات والاتصالات بجانب غيرها من التكنولوجيات التربوية حتى تسخرها للأغراض التعليمية لتواكب التطور الذي يشهده عالمنا المعاصر، ولتسهم كذلك في اتساع التعليم وبخاصة إن معظم جامعات العالم أصبحت تشكو من زيادة الطلب على الالتحاق بها رغم القيود والشروط التي تفرضها على الطلبة الراغبين في الالتحاق بها. فالمتقدمون لها في زيادة مستمرة والطاقة الاستيعابية لهذه الجامعات قليلة، مقارنة بعدد طلاب الثانوية العامة الذين يتخرجون سنويا، ولهذا استحدث خبراء التربية والتعليم نظام الجامعات المفتوحة والذي يسعى إلى زيادة الفرص المتاحة لخريجي الثانوية العامة الذين يتزايدون عاماً بعد عام. إن الكثير منا يسمع عن نظام التعليم المفتوح ونظام التعلم عن بعد وهي مصطلحات يتردد صداها في عالم التقنية محدثاً ثورة تجتاح دنيا العلم والمعرفة.. ووددت في مقالي هذا أن أوضح ما ترمي إليه هذه المصطلحات من مفاهيم، فنظام التعليم المفتوح يتيح فرصاً شتى لكل من يرغب في التعليم متخطياً تلك الحواجز التي كان يفرضها نظام التعليم التقليدي، والمتمثلة في السن والتفرغ للدراسة ومكان الإقامة وعدد سنوات التعليم.فمن خلاله يمكن للمتعلم أن يوفق بين علمه وعمله دون أن يؤثر أحدهما على الآخر سلبا. أما نظام التعلم عن بعد المتطور عن الدراسة بالمراسلة، فهو يقوم على عدم اشتراط الوجود المتزامن للمتعلم مع المعلم في الموقع نفسه، وبهذا يفقد كلا المعلم والمتعلم خبرة التعامل المباشر مع الطرف الآخر ومن ثم تنشأ الضرورة لأن يقوم بين المعلم والمتعلم وسيط يستثمر التقنية والمعرفة لإيصال العلم إلى مكان وجود المتعلم سواءً كان في منزله أو مكان عمله.فكلا النظامين مكملان لبعضهما البعض لتحقيق ما يسمى بمبدأ ديمقراطية التعليم، حيث مكنا المتعلمين من تلقي تعليمهم على حد سواء، رغم اختلاف جنسياتهم ولغاتهم ودياناتهم ومجتمعاتهم. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |