Wednesday 30th March,200511871العددالاربعاء 20 ,صفر 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

وداعاً يا عماهوداعاً يا عماه
أحمد دحيم عوض بن حماد الرشيدي/حائل

الحمد لله وحده وبعد.. لقد كتب الله عز وجل الموت على الخلائق وجعل لكل أجل كتاباً فلا تؤخر نفس عن أجلها، وجعله سنة من سنن هذا الكون العظيم.
قال تعالى: {لَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا}.
وإن هذه الدنيا دار ممر إلى الدار الأبدية في الآخره، وعاجل بشرى المؤمن وفاته على دين الإسلام وكلمة الإخلاص، فالمصاب جلل والفجيعة كبيرة والمصيبة عظيمة ولكن قضاء الله كائن وقدره صادر لا محالة لقد فجعنا في وفاة الشيخ الفاضل والعابد الزاهد والمربي الناصح (أديهم عوض بن حماد الرشيدي (عصر يوم الثلاثاء (28-12-1425هـ) رحمه الله رحمة واسعة، عن عمر يناهز الخامسة والسبعين قضاها في طاعة وذكر وعمل الخير ومساعدة الضعفاء والمحتاجين حسب قدرته.
كان -رحمه الله وجميع أموات المسلمين- تقيا زكيا ولا نزكي على الله أحداً، ذاكراً لله في جلوسه وقيامه وسيره، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، محباً لمجالس الذكر مجتنباً مجالس اللغو والعصيان، وقد طهر لسانه ومجالسه من الحديث في أعراض الناس.
* كم يصعب على النفس فراق الأحبة خاصة إذا كانوا أمهات أو آباء أو أبناء أو أعمام.
قال تعالى:{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}(26)
لكن هذه سنة الله في الحياة وليس لنا إلا الصبر واحتساب الأجر من عند الله والدعاء لهم، فلم يبقَ لهم من برهم إلا الدعاء.
لقد رحلت ياعماه ولكن لن ينساك أقاربك لكثرة نصحك لهم وتوجيههم مراراً وحثك إياهم دائماً على المحافظة على الصلاة خاصة وعلى طاعة الله في كل شيء عامة ومراقبته في السر والعلن. لقد ابتليت في سنواتك الأخيرة بالمرض فصبرت واحتسبت ورضيت بالقدر.
لقد رحلت وفقدك الأهل والأقارب والأرحام والأصدقاء والجيران وفقدك أصحاب الحاجات عند أبواب المساجد. نعم فقدناه جميعا وتبقى ذكراه العطرة في نفوسنا.
وإن مما يخفف من هول المصيبة استقامتك على طاعة الله وعبادته وحبك للخير وشهادة الناس لك بذلك.
فنسأل الله الكريم أن يرحمك ويعفو عنك ويسكنك فسيح جناته وأن يعلي منزلتك في الآخرة ويرفع درجتك في الجنة، وجميع أموات المسلمين.
ويبقى لي أمل ورجاء أتوجه به إلى أبناء الفقيد الراحل وهم على جانب من الخلق والمعرفة وكريم التربية بأن يتحول حبهم المخلص للفقيد وألمهم المفجع لفراقه إلى أن يعملوا سوياً في خطوات محسوبة على أن يظل ذكر اسم والدهم حيا في قلوب محبيه الموافقة عن طريق الإسهام في بناء مسجد يحمل اسمه وأن ينهجوا نهجه في كل أمور دنياه وآخرته.......؟
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved