في مثل هذا اليوم من عام 1976 تمت الإطاحة بحكم رئيسة الأرجنتين إيزابيل بيرون زوجة الرئيس الأرجنتيني الراحل خوان بيرون. ففي عام 1943 أطاح ضباط الجيش بالحكومة الأرجنتينية وبعد تسلم الكولونيل خوان بيرون سدة الحكم، توالى الجنرالات على رئاسة البلاد. وقد عمل بيرون، بصفته وزيرًا للعمل، على تقوية النقابات، وحاز دعم عمال المناطق الحضرية بمنحهم أجورًا أعلى وإجازات مدفوعة الأجر ومزايا أخرى. وفي عام 1946 تم انتخاب بيرون رئيسًا للبلاد، كما عملت زوجته الثانية إيفا مساعدة له حتى وفاتها عام 1952 . وقد زادت المصروفات الحكومية كثيرًا أثناء حكم بيرون. كما تولت الحكومة إدارة كثير من الصناعات الوطنية وامتنعت عن تشجيع الاستثمارات الأجنبية. وقد جمعت الأموال لدعم الصناعة بشكل سريع عن طريق فرض الضرائب على المنتجات الزراعية. ونتيجة لذلك قلّ الإنتاج الزراعي، وهبط الدخل القومي، لكن الأجور واصلت ارتفاعها. وقام بيرون بتعليق حرية الصحافة وحرية الكلام، كما عدّل دستور الأرجنتين لتدعيم سلطاته وتمكينه من البقاء في الحكم لفترة ثانية.أصاب الضعف سلطات بيرون أثناء رئاسته الثانية التي بدأت عام 1952. والواقع أنه كان قد أوجد أعداء كثيرين له. وأخيرًا فَقَدَ دعم الكنيسة الرومانية الكاثوليكية له بعد أن قام بالحد من سلطاتها. وفي عام 1955 قام الجيش والأسطول بثورة ضده فهرب من البلاد. وفي نهاية الأمر ذهب إلى المنفى في اسبانيا. تولى القادة العسكريون السلطة في الأرجنتين بعد الإطاحة ببيرون. وفي عام 1956 أعاد العسكريون العمل بموجب دستور عام 1853، فانتخب أرتورو فرونديزي، رئيس الحزب الراديكالي المتشدد، رئيسًا للبلاد. وخشي قادة الجيش أن يخضع فرونديزي لضغوط البيرونيين (المساندين لبيرون)، وأن يعيد السياسات الاقتصادية البيرونية. فأطاحوا به عام 1962.ثم قام بحكم البلاد سلسلة من الرؤساء المدنيين والاستبداديين العسكريين حتى عام 1972. وفي أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن العشرين ساء أداء الاقتصاد الأرجنتيني نتيجة للإدارة السيئة في الحكومة وانتشار الفساد في الجيش وأدى الضعف في الاقتصاد إلى إضرابات وأعمال عنف واحتجاجات ضد الحكومة. وأخيرًا سمح القادة العسكريون لمؤيدي بيرون بالعودة للسلطة، على أمل أن يعيدوا النظام للبلاد. وفي عام 1973 تم انتخاب هيكتور خوزيه كامبورا، أحد أتباع بيرون، رئيسًا للبلاد وفي وقت لاحق من ذلك العام عاد بيرون إلى البلاد.واستقال كامبورا بعد فترة قصيرة من عودة بيرون، عندها تم انتخاب بيرون رئيسًا بأغلبية كبيرة، كما أصبحت زوجته الثالثة إيزابيل نائبة للرئيس. وبعد موت بيرون عام 1974 أصبحت إيزابيل أول امرأة تحكم الأرجنتين. ازدادت مشاكل الأرجنتين بعد تسلم إيزابيل الحكم حيث ازداد التضخم المالي، وانتشر الإرهاب على نطاق واسع من قبل المتطرفين السياسيين المحافظين والليبراليين. وفي أوائل عام 1976 ألقى القادة العسكريون القبض على إيزابيل بيرون وتسلموا زمام الحكم وحلوا الكونجرس.
|