* الرياض - الجزيرة: يحتفل العالم اليوم الثلاثاء باليوم العالمي لمكافحة الدرن الذي عرف من العصور القديمة عند قدماء المصريين عندما تم اكتشاف هذا المرض بعد العثور على مومياء تقارب عمرها 3700 قبل الميلاد، والدرن أو (السل) يسببه ميكروب يسمى (المتفطرة السلية)، ولقد اكتشف سبب مرض الدرن الدكتور روبرت كوخ، وذلك في 24 مارس 1882م بمدينة برلين بألمانيا. (الجزيرة) التقت الدكتور سعيد بن راشد الزهراني مدير مستشفى الملك سعود للأمراض الصدرية بالرياض حيث قال: من المتوقع أن تصل نسبة الشفاء من مرض الدرن إلى 85% خلال الأعوام الثلاثة القادمة، حيث طرحت منظمة الصحة العالمية استراتجية (المعالجة قصيرة الأمد تحت الإشراف المباشر)، والتي ثبت نجاحها في العديد من دول العالم؛ وقد بدأت المملكة العربية السعودية في تطبيق هذ الاستراتيجية منذ عام 1419هـ في ثماني مناطق إدارية، وفي عام 1421هـ تم تعميمها على جميع مناطق المملكة، حيث تم ارتفاع معدل الشفاء من 46% إلى 70% بعد تطبيق الاستراتيجية في وقت قصير جداً. وهذا المؤشر يدل على أن هناك خطوات مدروسة وفعالة ومتسارعة تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، وبتوجيه من معالي وزير الصحة، ومتابعة دقيقة من مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض، وذلك بالاهتمام البالغ والدعم المستمر لمجال مكافحة الدرن، فمنذ عام 1962م تم إنشاء أول مركز للدرن بالرياض بالتعاون بين حكومة المملكة ومنظمة الصحة العالمية، ثم افتتاح مستشفى عتيقة بسعة (50) سريراً، وفي عام 1405هـ انتقل المستشفى إلى مبنى جديد بحي السليمانية بسعة (120) سريرا أطلق عليه اسم مستشفى صحاري، أضيف إلى مهامه فحص العمالة الوافدة، وفي عام 1408هـ تم استحداث اقسام أخرى للأمراض الصدرية غير الدرنية، كما تم افتتاح قسم العناية المركزة، وكذلك وحدة التنظير للشعب الهوائية، ووحدة الغسيل الكلوي، وفي شهر جمادى الأولى من عام 1424هـ انتقل المستشفى إلى مقره الجديد (الحالي) بحي السلي (السعادة) شرق مدينة الرياض في مبنى حديث ومطور لتصبح السعة (200) سرير، وسمي مستشفى الملك سعود للأمراض الصدرية، وقد زود بكافة الكوادر والأجهزة الطبية الحديثة؛ ولم تتوقف الجهود عند هذا المستوى حيث إن قسم المشاريع والصيانة بمديرية الشؤون الصحية بمنطقة الرياض على وشك ان تنجز جميع الدراسات الهندسية للمشاريع التطويرية التي ستساعد في تقديم خدمات افضل، من ابرزها: توسعة قسم الطوارى والإسعاف والعيادات الخارجية، وقسم الأشعة الخاص بكشف اللياقة الطبية التي شملت أجهزة ومباني، كما تم تزويد المستشفى بكوادر طبية لعيادة الأنف والأذن والحنجرة وجار استكمال توريد الأجهزة الطبية اللازمة لهذه العيادة، وكذلك تزويد المستشفى بكوادر طبية لعيادة القلب، وجار تزويد المستشفى بأجهزة خاصة لهذا التخصص، وتم استكمال عيادة الفحص الطبي قبل الزواج حيث تم تزويد المستشفى خلال الأيام الماضية بالأجهزة الطبية اللازمة لذلك، وسيتم ربط المستشفى بشبكة للحاسب الآلي، كما قام المستشفى بإعداد برامج داخلية بقسم الاسعاف وقسم العيادات الخارجية وبعض الأقسام الأخرى، وقد تم إنشاء قسم للجودة والنوعية وتشكيل لجنة لهذا الغرض، وجار التعاون مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث للاستفادة من خبرتهم في هذا المجال، وفي الإطار نفسه تم وضع هيكل تنظيمي للمستشفى وفق أسس علمية مدروسة. وقد تم تكوين إدارة طبية، وتم تحديد مهامها وصلاحياتها، وتم إنشاء قسم شؤون المرضى، وأوكل إليه الاشراف على عدة أقسام وفق الهيكل التنظيمي وتم تحديد مهامه وصلاحياته، وتم تطوير قسم التدريب والتعليم المستمر وتشكيل لجنة للتدريب والتعليم، حيث يشرف حالياً على تدريب وتعليم طلاب وطالبات الكليات الصحية والجامعية والمعاهد الحكومية والخاصة المتدربة لدى المستشفى وفق أسس علمية، إضافة إلى وضع برنامج تعليم مستمر لكافة أقسام المستشفى لمدة عام كامل. كما أن المستشفى وبحكم تخصصه يقدم جميع الخدمات الطبية اللازمة لمختلف الامراض الصدرية عموماً ومرضى الدرن خصوصاً، فهو يقوم بالتخطيط والتنسيق لبرامج مكافحة الدرن بالتعاون مع الوكالة المساعدة للطب الوقائي بوزارة الصحة والمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض، وتنفيذ ومتابعة البرنامج الوطني لمكافحة الدرن، وذلك بالتعاون مع المستشفيات الحكومية والخاصة والمراكز الصحية والعيادات داخل وخارج مدينة الرياض وتدريب الكوادر الصحية بمنطقة الرياض والمناطق الأخرى على أعمال مكافحة الدرن، والمشاركة في الدورات التدريبية والتنشيطية في جميع مناطق المملكة والمشاركة في التوعية الصحية ببرنامج مكافحة الدرن في داخل المستشفى وخارجه، وتقديم الاستشارات الطبية والفنية لجميع العاملين في مجال مكافحة الدرن في مختلف المستشفيات والمراكز الصحية، ومعالجة جميع حالات الدرن وتنويم الحالات التي يتم تشخيصها وهي الحالات المعدية والخطيرة منها، وبأمر سام كريم يتم علاج جميع الوافدين الذين ثبتت إصابتهم بالدرن مجاناً حيث تتحمل الدولة- رعاها الله- تكاليف العلاج من التنويم والمتابعة، وذلك حفاظا على المجتمع من مغبة انتشار الدرن مما كان له الأثر الإيجابي على مكافحة الدرن بالمملكة، وتطعيم الأطفال الذين لم يسبق لهم التطعيم ضد الدرن، وتشخيص وعلاج وتنويم الحالات الصدرية غير الدرنية مثل الربو الشعبي والالتهاب الرئوي والهبوط التنفسي والأورام الرئوية، ومشاركة المستشفى في جميع حملات التطعيم ضد الأمراض المعدية بصفة عامة، ويتم الكشف على جميع العمالة المنزلية الوافدة من أجل استكمال إجراءات الإقامة النظامية، وكذلك يقوم بفحص جميع المواطنين والمواطنات الراغبين في الالتحاق بالوظائف الحكومية المدنية، وفحص الصدر لبعض القطاعات العسكرية، حيث إنه خلال الستة شهور الماضية تم فحص (13.838) وافدا ووافدة من العمالة المنزلية لاستكمال إجراءات استخراج الإقامة، كما تم فحص (5.027) سعودي وسعودية للالتحاق بالوظائف الحكومية وتم فحص (1.646) طالب وطالبة للالتحاق بالجامعات والكليات المختلفة، وتم فحص (5.707) للالتحاق بالكليات والمعاهد العسكرية المختلفة، وتم فحص (757) بهدف الزواج من خارج المملكة أو زواج الأجانب المقيمين، وتم فحص (215) رجلا وامرأة للحصول على الجنسية، ليصبح مجموع ما تم فحصه خلال الستة الأشهر الماضية في أقسام اللياقة الطبية الرجالية والنسائية فقط (سبعة وعشرين ألفا ومائة وتسعة وتسعين) (27.199)، وللمعلومية فإن المستشفى من المستشفيات التي استفادت من المكرمة الملكية بالسماح للاطباء السعوديين بالعمل خارج أوقات الدوام الرسمي في المنشآت الحكومية (مركز خدمات الأعمال) حيث بدأ العمل منذ ما يقارب العام، بأسعار منافسة جداً لما يمتلكه المستشفى من اجهزة طبية دقيقة جداً تصل إلى 100% وبحكم تخصص المستشفى بالأمراض الصدرية فإنه يستقبل جميع الأمراض الصدرية مثل أمراض الربو الشعبي والالتهابات الرئوية المختلفة، وقد حقق المستشفى سمعة ممتازة لدى المراجعين من المواطنين والمقيمين فالمركز يرحب بالجميع. وأخيراً وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الدرن فإنني أتوجه بالشكر الجزيل والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وإلى النائب الثاني وزير الدفاع والطيران صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وإلى وزير الصحة د. حمد المانع وإلى مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض د. عبدالعزيز الدخيل لما يولونه من اهتمام بالغ في مجال الصحة عامة وفي تسخير الإمكانات للتخلص من مرض الدرن، كما أتوجه بالنصح والإرشاد إلى مرضى الدرن بأن يتوخوا الحذر من مغبة الإهمال في العلاج أو تركه دون الرجوع إلى الطبيب المعالج بعد شعوره بالتحسن خلال برنامجه العلاجي، وهذا الامر خطير لما يسببه من إحداث مضاعفات يصعب علاجها بعد ذلك حيث يعود المرض مرة أخرى ويكون أكثر خطورة على حياة المريض وأكثر صعوبة في المعالجة. (التخلص من الدرن - حان الوقت لذلك)
كما التقينا الدكتورة أديبة بنت سعود النشمي المدير الطبي بمستشفى الملك سعود للأمراض الصدرية بالرياض واستشارية أمراض باطنة ومعدية التي قالت يسرني بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الدرن الذي تحتفل به المملكة مع دول العالم أن أقدم نبذة مختصرة عن هذا المرض. الدرن (السل) هو أحد اقدم الأمراض التي عرفها الإنسان إذ يرجع تاريخه إلى عصر قدماء المصريين حيث وجد في موميائهم التي يرجع تاريخها إلى حوالي 3700 سنة قبل الميلاد، ويسببه ميكروب يسمى المتفطرة السلية، التي اكتشفها الدكتور روبرت كوخ في 24 مارس 1882م بمدينة برلين بألمانيا وقد اختارت منظمة الصحة العالمية هذا اليوم لكي يكون اليوم العالمي للدرن. في شهر إبريل من عام 1993م، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الدرن أصبح يشكل خطرا على البشرية ودعت جميع الحكومات بالتدخل السريع لمنع انتشار المرض، وأظهرت نتائج الدراسة التي قامت بها منظمة الصحة العالمية عام 1995م بأنه يوجد 50 مليون حالة درن في العالم حيث يتوقع اصابة 8 ملايين شخص بمرض السل سنوياً أكثرهم من الشباب والبالغين، وقد بلغت حالات الوفيات من الدرن ما يقارب الـ 3 ملايين حالة سنوياً حيث يقدر انه في العشر سنوات القادمة قد يصاب 90 مليون شخص بالعدوى. ما هو الدرن؟
الدرن مرض معد يصيب الإنسان بسبب عصيه السل (المتفطرة السلية) وتحدث معظم حالات العدوى نتيجة استنشاق النوى القطيرية التي تحتوي على ذراري من عصيات السل البشرية. يكون دخول ميكروب الدرن في الغالب بالاستنشاق عن طريق الجهاز التنفسي ويصيب الرئتين على شكل عطب أولي (primary lesion) إن عدوى الدرن تنتقل في الغالب بواسطة السعال أو العطس حيث تحمل عصيات الدرن من الإنسان المصاب بالدرن الرئوي إلى الإنسان السليم عن طريق النوى المتفطرة التي تجف وتتجمع حول ذرات التراب العالق في الهواء لمدة ساعات ويمكن أن تستقر عصيات الدرن في أي جزء من أجزاء الرئة كعطب أولي، ومن ثم إلى باقي أجزاء الجسم عبر الدم والمسالك اللمفاوية. إن استنشاق عصيات الدرن لا تعني الاصابة بالدرن فقد تكون الكمية التي تم استنشاقها قليلة وغير كافية لأن تسبب المرض، وتسمى هذه الحالة بالعدوى بميكروب الدرن و5 - 10% فقط من الأشخاص الذين تعرضوا للدرن يمكن أن تظهر عليهم أعراض المرض لاحقاً. - ما هي أنواع الدرن؟ - ينقسم الدرن إلى نوعين: 1 - الدرن الرئوي (pulmonary tuberculosis) ويشكل أكثر من 80% من حالات الدرن وينقسم إلى نوعين الدرن الرئوي ايجابي القشع ويكون معدياً جداً والدرن الرئوي سلبي القشع وتكون نسبة العدوى ضئيلة جداً. 2 - الدرن غير الرئوي (Extra - pulmonary tubereulosis) ويمكن أن يصيب أعضاء مختلفة كالعظام والغدد والجهاز البولي التناسلي والأمعاء والجهاز العصبي (التهاب السحايا التدرني) والغشاء البلوري المبطن للرئة والغشاء المحيط بالقلب والغشاء البرتوني في البطن وهو غير معد. * ما هي أعراض الاشتباه بالإصابة بالدرن الرئوي؟ يجب الاشتباه بالاصابة بالدرن لأي شخص يشكو من سعال مستمر لمدة ثلاثة أسابيع أو أكثر وغالب ما يكون مصحوباً ببلغم وذلك بالإضافة إلى واحد أو أكثر من الأعراض التالية: 1- الحمى. 2 - الم بالصدر. 3 - صعوبة بالتنفس. 4 - تناقص الوزن. 5 - بصاق مختلط بدم (نفث دموي Haemoptysis. * ما هي مضاعفات الدرن الرئوي؟ - يتحسن المريض كثيراً مع استمراره على العلاج ولكن عدم الانتظام على العلاج يؤدي إلى مضاعفات كثيرة منها: - الدرن الدخني (Miliary tuberculosis) - النفث الدموي (Haemoptysis) - استرواح الرئة (Pneumothorax) - الانصباب الجنبي (plural effusion) هنا وتعد الاصابة بالدرن المقاوم للأدوية من اخطر المضاعفات حيث لا يستجيب المريض للعلاج وتتدهور حالته غالباً. * كيف يتم تشخيص الدرن الرئوي؟ - يعتمد تشخيص الدرن الرئوي في المقام الأول على التعرف على عصيات الدرن بالفحص المجهري للبصاق بالإضافة إلى الاشعة السينية للصدر وفحص التيويركلين. * ما هو علاج الدرن؟ - الدرن من الأمراض الممكن علاجها والشفاء التام منها، ولقد اعتمدت المملكة العربية السعودية استراتيجية المعالجة قصيرة الأمد تحت الإشراف المباشر. Directly Observed Treatment. Short Course (DOTS وهي استراتيجية تعتمد على مشاهدة المريض وهو يأخذ الدواء ومتابعته بشكل مستمر حيث أثبتت أن معدلات الشفاء قد تصل إلى أكثر من 90%، ويهدف البرنامج الوطني لمكافحة الدرن إلى رفع مستوى الشفاء لمرضى الدرن ايجابي القشع إلى أكثر من 85% بحلول هذا العام 2005م مع الاكتشاف المبكر لأكثر من 70% من حالات الدرن، وكذلك خفض معدل الإصابة بالدرن بين المواطنين السعوديين إلى 1- 100.000 بحلول هذا العام. ويقسم العلاج إلى مرحلتين الأولى المرحلة الابتدائية المكثفة (Intensive Lnitial Phase) ومدتها لا تقل عن شهرين ويستخدم خلالها على الأقل 3 إلى 4 أدوية والثانية المرحلة التكميلية (Continuation Phase) لمدة 4 اشهر ولا يقل استخدام الادوية عن عقارين بأي حال من الاحوال. وفي الختام فإنني أود التأكيد على أن مرض الدرن قابل للشفاء التام بإذن الله تعالى طالما استمر المريض على العلاج للمدة المقررة، كما أني أنصح أي مريض لديه سعال (كحة) لمدة أكثر من أسبوعين بضرورة عمل أشعة للصدر، كما أنصح إخواني المواطنين بإجراء الفحص الطبي لمكفوليهم من العمالة الوافدة بمجرد دخولهم إلى المملكة للتأكد من خلوهم من الدرن وبقية الأمراض المعدية، وذلك حتى يتم اكتشاف هذه الأمراض بينهم مبكراً ولا يكونون سبباً في نشر العدوى بها. كما تحدثت إلينا الدكتورة إيمان الصافي رئيسة قسم اللياقة الطبية بمستشفى الملك سعود بالرياض التي قالت يصادف اليوم العالمي لمكافحة الدرن ذلك المرض الذي أودى وما زال بحياة ملايين البشر على وجه الارض. السل أو الدرن مرض معد ينتقل عن طريق الهواء وتسببه جراثيم عصوية الشكل بحجم 1 ملم تقريبا، وهي قادرة على البقاء معلقة في الهواء لمدة تزيد عن ست ساعات مما يزيد من فرص العدوى حتى في حال عدم وجود الشخص المصاب في ذات الوقت ينتقل مرض السل عن طريق الهواء فعندها يسعل المصاب بالسل تنتشر هذه العصيات في البيئة المحيطة بالمريض ومن ثم يستنشقها شخص آخر فيصاب بالمرض. يؤثر مرض السل بصورة خاصة على الجهاز التنفسي، ولكنه قد يصيب أجهزة الجسم المختلفة كالجهاز العصبي والليمفاوي والهضمي والبولي، وتختلف أعراض المرض باختلاف العضو المصاب، فالدرن الرئوي يؤدي إلى السعال المصحوب احياناً بدم بالإضافة إلى نقص الوزن وضعف الشهية وارتفاع في درجة حرارة الجسم فيما تؤدي اصابة الجهاز العصبي بمرض السل إلى تغيير في درجة الوعي وتشنجات عصبية ومن ثم غيبوبة كاملة. يؤثر هذا المرض على كل دول العالم بدون استثناء ولكن بدرجات متفاوتة وتكثر الإصابة به في كثير من دول آسيا كإندونيسيا والفيلبين وسيريلانكا وشبه القارة الهندية، كما ينتشر ايضا في افريقيا وامريكا اللاتينية وفي الآونة الاخيرة ازداد انتشار أنواع من الدرن المقاوم للمضادات الحيوية مما يؤثر سلبا على إمكانية العلاج. إن ظروف المعيشة الحالية اقتضت وجود أعداد كبيرة من العمالة الوافدة، وهذا بدوره يزيد من العبء على وزارة الصحة وعلى أجهزة مكافحة العدوى في الوزارة للحفاظ على هذه البلاد من هذا المرض القاتل. إن شعار السنة الحالية هو قد حان الوقت لندحر السل يجب أن يجسد إحساسنا جميعا بالمسؤولية والتعاون للقضاء على هذا المرض ووقاية اجيال المستقبل من خطر الإصابة به هذا التعاون الذي يبدأ من حرص المستقدم على إجراء فحص متكامل للعمالة الوافدة وبأسرع وقت ممكن والتزام كامل بالعلاج في حال الإصابة لا قدر الله. كما تحدثنا مع محمد سليمان البركة رئيس قسم الخدمة الاجتماعية بمستشفى الملك سعود الذي قال الدرن الرئوي في مقدمة الأمراض التي يبرز فيها التداخل بين الظروف والعوامل التي تقع على المستوى الطبيعي الحيوي، وتلك التي تقع على المستوى الثقافي المجتمعي، إذ غالبا ما ترتبط الاصابة بجرثومة الدرن الرئوي على المستوى الطبيعي بانخفاض المستوى الاقتصادي والتعليمي، حيث إن 61% من المصابين بالدرن الرئوي بمستشفى الملك سعود للأمراض الصدرية بالرياض الذين احتاجوا إلى تدخل مهني اجتماعي خلال الأعوام من 1416هـ حتى 1425هـ كانوا يعانون من مشاكل مادية، و15% منهم كانوا يعانون من مشاكل نفسية، و14% كانوا يعانون من مشاكل أسرية، و6% كانوا يعانون من مشاكل مرتبطة بالعمل، و2% كانوا يعانون من إعاقات جسدية، وفي دراسة سابقة للاستاذ محمد السلطان - جامعة الملك سعود عن مرض الدرن على مستوى المملكة ثبت أن غالبية المصابين بالدرن الرئوي ينتمون إلى فئات الفقراء والتعليم المنخفض، وهذا يعزز مقولة أن غالبية مرضى الدرن هم من الفئات الفقيرة أو دون خط الفقر، لذا نلاحظ أن الاصابة بمرض الدرن الرئوي غالباً ما تصاحب ببعض الأوضاع الاجتماعية والنفسية. حيث تبرز الاضطرابات الانفعالية، والقلق النفسي، والتوتر العصبي التي كثيراً ما تصاحب الاصابة بمرض الدرن الرئوي، والتي تفرزها بعض المخاوف التي من أهمها: 1 - الخوف من الوحدة التي يتصف بها مريض الدرن الرئوي نتيجة ابتعاد الناس عنه خوفا من العدوى، وهو في أشد الحاجة إلى التفاعل الاجتماعي، ونتيجة لذلك فهو ينظر إلى المجتمع بمنظار أسود، مما قد يتسبب في رغبة المريض لنقل العدوى إلى الآخرين. 2 - الخوف من احتمال الوفاة. 3 - الخوف من طول مدة العلاج واحتمال الفصل من العمل. 4 - الخوف من انتقال العدوى الى أحد أفراد أسرته. 5 - الخوف من الضعف الجنسي. 6 - الخوف من عدم إخلاص زوجته وابتعادها عنه. ومثل هذه المخاوف غالبا ما تؤدي إلى إنهاك قوى المريض وعرقلة الجهود العلاجية المبذولة إذا لم يكن هناك تدخل مهني ناجح من قبل الفريق المعالج.
|