Monday 21st March,200511862العددالأثنين 11 ,صفر 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "زمان الجزيرة"

28 جمادى الثانية 1392هـ - الموافق 18 أغسطس 1972م - العدد (403)28 جمادى الثانية 1392هـ - الموافق 18 أغسطس 1972م - العدد (403)
كلمات حتى نصل
أدبنا والمرحلة الجزئية

بقلم: محمد المنصور الشقحاء
(فانه من المهم تخليص صفحاتها بقدر المستطاع من جميع أنواع التحصيل المحض وهوامش النقد والتحقيق والجدال حول تفاصيل جزئية مما لا يفيد إلا عدداً قليلاً جداً من المتمرسين). وجدت هذه الجملة تقف أمامي وتشاركني ما تبقى من سطور المقدمة بل وأنا أقلب صفحات العدد الأول من النسخة العربية لمجلة تدعى (ديوجين أو البحث عن الانسان).
وتأملت واقعنا الأدبي من خلال هذه الجملة فإذا نحن نعيش المرحلة الجزئية غير عابئين بما لذلك من تأثير على المكانة المطلوبة منا أن نعيشها أو نكونها.
تحدث الدكتور طه حسين في مقدمته للديوان الثالث للشاعر حسن عبدالله القرشي قائلاً:(إني لسعيد بأن يعرف العالم العربي هذا الشاعر المجود من شعراء الحجاز وعسى أن يكون شعره طليعة رائعة لشعر كثير من زملائه).
وتحدثت مقدمة ديوان شعاع الأمل للشاعر صالح العثيمين مستغربة اصراره على أن تقدم - امرأة - ديوانه وطوق هذا الاستغراب المقدمة التي كان المأمول فيها أن تقول شيئا عن المؤلف.. مع أن ما قيل فيه الكفاءة..
كانت البداية رائعة وأكبر من مطامحنا إذ إنها تعتمد على (ثقافة المؤلفين في عهد شبابهم) ومن هنا نرى توقف البعض، واصرار النزر اليسير على تكملة المشوار.. ووجود بعض الوجوه الجديدة اليت تبحث لنفسها عن هوية ليس في واقعنا.. ولكن فيما تقرأ.
تحدث الأستاذ محمد عبدالمنعم خفاجي عن جيله قائلاً:(وهذا الجيل ظهر في الأدب العربي وليس لهم مزاحم وكانت الصحافة كلها مسخرة لنشر آرائه في عصر كانت الصحافة هي صحافة رأي لا صحافة خبر ونال هذا الجيل في مصر من الشهرة وذيوع الصيت ما ناله) ولم أجد في تلك الأسماء أديبنا العواد.. ولا ابراهيم هاشم فلالي.. كما لم أجد في كتاب الفنون الأدبية تأليف أنس المقدسي أي ذكر.. وأخذت أتأمل كلمات الأستاذ محمد حسين زيدان (العالم العربي كل قطر فيه أناني بالنسبة للكلمة لا يقرأ عربي في قطر كلمة لعربي آخر ولولا ثبوت الرحبانية لما كان لهم هذا الشأن)، وسرحت بعيدا أفكر في أسباب ذلك وماذا يعني هذا وهل هناك دوافع لمثل هذه المقاطعة أو متجاوز.
وشعرت باختناق وأنا أقرأ تجربة الشاعر حسن عبدالله القرشي الشعرية. كنت أبحث عن شاعر سعودي له قراء أو قال بيتا يستحق أن يضرب به كمثل.. ولكن خرجت بخفي حنين..
ووجدت العلة.. أنا هنا لا أقوم بمحاسبة أحد أو تقييم عمل أحد..!
ولكن أحاول معرفة أسباب هذا التجاوز.. الشاعر محمد حسن فقي والشاعر أحمد قنيلد فرسا رهان.. هكذا قال الزيدان.. ولكن ماذا فعل الاثنان لنا ولأدب هذه البلاد التي ينتمون اليها..
سعد البواردي كاتب وأديب معروف ماذا حاول أيضا.. قد يقول قائل متأثراً بما جاء في مقدمة طه حسين للأمس الضائع - ديوان شعر - منذ عشرين عاما..
العتب هنا على دور النشر..
ولكن ماذا تعمل دور النشر أمام تخوف عزيز ضياء وبحث أحمد السباعي عن الكفيل الغارم واستساغة عبدالله بن ادريس للصمت مكتفيا بصدى شعراء نجد المعاصرين؟ ماذا تعمل أمام أصحاب المخطوطات التي فقدت قابليتها وطعمها مع الأيام.. نحن منذ مليون عام كتبنا دراسة عن أبي القاسم الشابي..
كما ألفنا كتابا عنوانه - من رصيف الحياة -.. ودونا سفرا عن الأدب الشعبي.. وأعددنا - ديوان شعر - لم يطبع ولم يرتب أشياء كثيرة تستحق الذكر، وتدعو إلى التأمل.. يقال: إن المضمون الروحي هو على الدوام العامل الفاصل (وفي كل حالة نجد العامل الفاصل مطلقا ويقوم بالتأليف ولكن هناك أسئلة.. ما هو موقفنا من الأدب؟ وماذا ينبغي عمله..؟
ولكن يكون الجواب الحقيقي يجب ايجاد المادة والمادة في الأدب ليست المقالة أو اليوميات الفارغة، ولكن في السفر الذي هو حصيلة جهد وعطاء ذاتي.. يتناقله الآخرون للاطلاع والدراسة كما أنه يحتفظ بمكانة الأديب..
ويفرض مؤلفه كثقل في المحافل يؤخذ بما جاء فيه بعين الاعتبار.. نحن بالاضافة الى ما سبق.. نستسيغ عمل الدراسة عن معاصرين وآخرين متوغلين في القدم متخذين من حصيلة القراءة مؤلفاً لكن نتوقف عند التحقيق والادلاء بالرأي إذ إن اعتمادنا كليا يكون على الأقوال.. نحن نخشى دحض الرأي وتلخيص الآراء للخروج برأي جديد من عندياتنا فلذا كان.. الاهمال.
نحن نستسيغ التعليق على بعض داخليا ونخشى الخروج الى العالم رغم أن ما حولنا هو وليد مجهود مشابه للجهد الذي نبذله واللحظات التي نقضيها في الاطلاع.. فمتى نعي ونفرض أسماء أبناء هذا البلد على الآخرين كمشاركين في بناء الحضارة؟!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved