تعكس الندوة العلمية التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تحت عنوان (الوقف والقضاء) ويتفضل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بافتتاحها الحقيقة التي عليها المملكة العربية السعودية وهي الجدِّية المتواصلة لبناء وأحياء كلِّ ما هو مفيد لهذا الوطن العزيز مأرز الإيمان ومهبط الوحي والحاوي لأطهر البقاع مكة المكرمة والمدينة المنورة وفيهما بيت الله الحرام ومسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. ومن كان منصفاً فإنه يشاهد بعينه وقلبه الأعمال الجليلة من حكومتنا الرشيدة لبناء الوطن بناء قوياً أساسه ثابت في أعماق الأرض وفرعه باسق على عنان السماء، والبناء شامل لكل مناحي الحياة ليسعد الناس على اختلاف مطالبهم. وعناية ولي العهد بوزارة الشؤون الإسلامية ورعايته لنشاطاتها ليس غريباً ولا مستكثراً من سموه الكريم بل هو السباق لرعاية كلِّ خير، وخاصة الأمور الإنسانية، وبأعماله سمِّيت المملكة (مملكة الإنسانية).. والأوقاف الخيرية هي من أسس الرحمة بالإنسانية. والندوة هذه تذكر الغافلين وتشحذ همم الذاكرين بأهمية الوقف، فالكلُّ من بني آدم منقطع عن الحياة يوماً، وبانقطاعه تنقطع أعماله الصالحة إلا من ثلاث: ولد صالح يدعو له، أو علم ينتفع به، أو صدقة جارية، وهي الوقف.. فمن وقف على بر ينفع المسلمين القريب له منهم والبعيد فلا شك أن أجره يأتي له وهو في قبره، وأي فضل أكبر من هذا؟.. إنه فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. وعنوان الندوة يشعرك بالهيبة لأنَّ الوقف الشرعي هو في رعاية القضاء، ووزارة الشؤون الإسلامية تهدف إلى أمور كثيرة من هذه الندوة لإيضاح العلاقة بين الوقف والقضاء وتبصير الناس فيما ينبغي لهم عمله من الأوقاف وتوسيع المصارف الشرعية وتبسيط إجراءات إثبات الوقف والدلالة على الصيغ المناسبة للوقف وإرشاد الناس إلى أنّ معظم مشاكل الوقف إنّما هي بأسباب الشروط التي لا ينظر مشترطوها إلى تغيّر الأزمان ولا إلى المستقبل البعيد.. فالندوة في غاية الأهمية وسوف تكون نتائجها إيجابية، تكون محل العمل وينطلق منها الوقف الإسلامي. وختاماً أشكر خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو وزير الداخلية وأمير منطقة الرياض وأمير منطقة المدينة المنورة وغيرهم من الأمراء الذين يباركون الأعمال الخيرة ويشجعون على تذليل الصعاب.. والشكر موصول لمعالي وزير العدل الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل شيخ ومعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ على جهودهما وتفانيهما من أجل إحياء الأوقاف وتذليل الصعاب ودفع الجميع لعمل كل ما هو مثمر ومفيد. وصلى الله على محمد وآله وصحبه.
(*) رئيس محاكم منطقة المدينة المنورة ورئيس مجلس الأوقاف الفرعي بمنطقة المدينة المنورة
|