* الرياض - عمر اللحيان: تطلق جمعية الاطفال المعوقين يوم السبت 9-2-1426هـ برنامج (عطاء الطلاب) في 6 مدن هي: الرياض، مكة المكرمة، جدة، المدينة المنورة، الجوف، وحائل. ويستمر لمدة 3 أسابيع بمشاركة جميع المدارس والكليات والجامعات في هذه المدن ويهدف البرنامج الذي يأتي ضمن استراتيجية الوقف الخيري بالجمعية الى توعية الطلاب والطالبات برسالة الوقف ودوره في مساندة الأعمال الانسانية والخيرية وكذلك حشد الدعم لمشروعات الجمعية وبرامجها في تلك المناطق ولأهمية هذا الموضوع وإسهاماً من (الجزيرة) في التوعية بأهميته للفرد والمجتمع وأبرز المجالات التي يشملها الوقف طرحت عدداً من المحاور على متخصصين ومهتمين بهذا المجال. بداية تحدث وكيل رئيس مجلس الشورى وعضو لجنة الجمعية الدكتور صالح بن سعود آل علي فقال: الوقف سنة إسلامية حميدة ووجه من أوجه الإنفاق ينال بها المسلم خيري الدنيا والآخرة: ذكراً حسناً في الدنيا وحباً ومودة يحظى بها في حياته وثواباً جزيلاً بعد مماته كما قال تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} وقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية..) الحديث واشار إلى أن للوقف مقاصد متعددة أهمها رجاء الواقف المثوبة والأجر عند الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. والاسهام في سد خلة وعوز مَنْ خُصِّص الوقف لهم وإيجاد مورد مالي ثابت لا ينقطع عن الجهات الخيرية الموقوف عليها وكذا الأفراد ثم هو من التعاون على البر والتقوى الذي أمر الله به : {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى}. وأكد آل علي على أهمية الوقف وقال: أهمية الوقف ظاهرة في كل عصر وهي في هذا العصر أظهر وذلك أن الحياة ومتطلباتها تستدعي من أهل البر والإحسان أن يسهموا مما أعطاهم الله في سبل الخير سواء لمؤسسات خيرية أو لأفراد المجتمع من الأقارب وذوي الارحام والمحتاجين من الفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات الخاصة من طلاب العلم والمعوقين واليتامى ولما يقدم خدمةً للأمة مثل المستشفيات والمدارس والجامعات والمقابر ورصف الطرق وطباعة الكتب وغيرها. وشدد على دور رجال المال والأعمال في دعم الاوقاف الخيرية وقال: رجال المال والأعمال الذين جاد الله عليهم بمال وفير وتجارة رابحة وحباهم أمناً وأماناً لاشك ان عليهم مسؤولية عظمى بشأن الاسهام في الأعمال الخيرية التي من أهمها الوقف على وجه من أوجه البر بل على أكثر من وجه لأن هذا المال الذي حباهم الله لا يمكن أن يهنأوا به ويكون - كما هو - نعمة عليهم إلا إذا أدوا حق الله فيه من الزكاة المفروضة ومن الصدقات كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن في المال حقاً سوى الزكاة)، مشيراً إلى أن الوقف الذي هو تسبيل منفعة مشروع خيري يقيمونه مستشفى أو طريقاً أو آباراً للسقيا أو مساكن أو مدارس او مكتبات أو رعاية أيتام وأرامل: هذا الوقف هو من أفضل القربات التي يدخرونها لأنفسهم وهم يتذكرون قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (يقول العبد: مالي مالي، إنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فاقتنى وما سوي ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس) رواه مسلم. وعن برنامج عطاء الطلاب أكد ان هذا البرنامج هو من أفضل المساعي لدعم موارد هذه الجمعية التي أجزم ان كل ذي قلب رحيم يتعاطف معها ويتحرق قلبه لمعاناة هذه الفئة من ابنائنا وانه متى ما خُدم خدمة كافية من وسائل الإعلام ومن أعضاء الهيئة التعليمية ومن مجالس الآباء فإنه سيوفر لهذه الجمعية من المال الشيء الكثير الذي به تستطيع أن تضاعف من خدماتها الإنسانية وتطوير خططها المستقبلية. كما تحدث وكيل وزارة التربية والتعليم لشؤون الطلاب الدكتور محمد بن سليمان الرويشد فقال: الوقف الخيري أحد أبرز الوسائل التي يتم من خلالها التراحم والتعاون والتواصل والبر بين أفراد المجتمع المسلم والوقف من أجل الأعمال الخيرية التي يصيب المسلم نفعها في الدنيا وبعد وفاته وهذا واضح كما في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له). وعن أهمية الوقف في عصرنا الحاضر قال الدكتور الرويشد: أؤكد ما ذكرتم من ازدياد أهمية الوقف في عصرنا الحاصر نظراً للتطور الذي شهدته المملكة وازدياد السكان وانشغال الناس بعضهم عن بعض وتبني عدد من الجهات والجمعيات الخيرية برامج وأنشطة تهتم بالوقف والاستفادة منه في رعاية الفئات المحتاجة التي هي أقدر على معرفتها بحكم طبيعة عملها وهناك مجالات متعددة في مجتمعنا يمكن أن يوقف الانسان ماله لها أهمها إنشاء المدارس والكليات ودعم الطلاب المحتاجين ورعايتهم وبناء المستشفيات وتأمين الرعاية الصحية للفقراء والمحتاجين والمصابين بأمراض مزمنة كالفشل الكلوي والسرطان وفشل الكبد ونحو ذلك. كذلك دعم جمعيات الايتام والمعوقين وأسر السجناء والارامل والوقف على حلقات تحفيظ القرآن وبناء المساجد وطبع الكتب الدعوية والعلمية ودعم جميع البرامج التي تقوم بها الجمعيات الخيرية ومكاتب الدعوة والارشاد وكل ما له نفع للناس في دينهم ودنياهم. وأشار إلى أن هناك وسائل متعددة يمكن من خلالها نشر الوعي الاجتماعي بأهمية الوقف الخيري كإحدى الصور المضيئة والعلامات الفارقة لمجتمعنا المسلم من بين شعوب الأرض وأرى ان أهم وسيلة يمكن الانطلاق منها هي ابراز النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية التي توضح فضل الاوقاف والاجر العظيم لصاحبها في الآخرة والاستفادة من وسائل الاعلام والمدارس والجامعات والمساجد في التوعية بهذا الموضوع اضافة إلى ذلك يمكن تشكيل لجنة من عدد من الجهات كوزارة الشؤون الإسلامية ووزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارات التربية والتعيلم والتعليم العالي والعدل لوضع برامج لتنشيط دور أفراد المجتمع في مجال الأوقاف الخيرية. وبخصوص دور رجال الأعمال وأهل الخير في تفعيل مشروعات الوقف أكد الرويشد ان هذا دور بارز وفعال مشيراً إلى وجود رجال أعمال يدعمون الأعمال الخيرية ولهم مبادرات في انشاء المدارس ومدارس تحفيظ القرآن الكريم ومراكز المعوقين ومشروعات الاسكان الخيري والمراكز الطبية المتخصصة والمساجد وغير ذلك مما يصعب المجال لحصره. ويرى ان برنامج (عطاء الطلاب) من أهم البرامج التي ستدعم الجمعية وتساعدها على التوسع في خدماتها لأكبر فئة من الأطفال المعوقين الذين أصبح عددهم يتزايد يوماً بعد آخر بما يساهم في افتتاح فروع ومراكز جديدة وتوفير خدمات التأهيل والتعليم والرعاية الشاملة المتخصصة لهذا الفئة الغالية علينا جميعاً ووجه د. الرويشد الدعوة لجميع الطلاب للتفاعل مع البرنامج ودعمه بما يستطيعون فإنه سيكون صدقة جارية يعود نفعها عليهم وعلى أسرهم ومجتمعهم. كما تحدث عضو مجلس إدارة الجمعية ورئيس اللجنة الإعلامية عبد الله بن محمد آل الشيخ فقال : ليس أدل على رقي الأمة وجدارتها بالحياة واستحقاقها لقيادة العالم من سمو النزعة الإنسانية في أفرادها سمواً يفيض بالخير والرحمة على طبقات المجتمع كافة وبهذا المقياس تخلد حضارات الأمم، وامتنا الإسلامية بلغت في ذلك الذروة التي لم يصل إليها شعب من قبلها. وتجسد ذلك في انتشار الأوقاف الخيرية في كل ركن من أركان الدولة الإسلامية تفتح أبوابها لكل إنسان بصرف النظر عن جنسه أو لغته أو بلده أو عقيدته، وقد كان الوقف في الإسلام من أهم المؤسسات التي لها دورها الفعال في عملية التطوير والنمو الاقتصادي والعلمي والاجتماعي في مختلف العصور الإسلامية. فالوقف يهدف إلى تحقيق الخير في المجتمع، وتحقيق الخير واجب ديني وركن حضاري، وقد كانت للوقف منافع عديدة في كل مرافق الحياة. وأشار آل الشيخ إلى اهتمام الدولة بدعم الوقف الخيري مؤكداً أنها لا تألو جهداً في توفير كل الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية للمواطنين بمختلف فئاتهم وشرائحهم. كما أن حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حققت نهضة حضارية شاملة في مختلف أنحاء البلاد وعلى كل المستويات وفي هذا الإطار حظي المعوقون بدعم لا محدود من الدولة، وتعد جمعية الأطفال المعوقين نموذجاً مثالياً لمساندة الدولة للأعمال الخيرية، حيث ما كان للجمعية ان تحقق كل هذه الانجازات والنجاحات في علاج وتعليم وتأهيل المئات من الأطفال المعوقين دون دعم الدولة والحمد لله. كما ان مساندات أهل الخير قامت بدور بارز فيما حققته الجمعية خلال العشرين عاماً الماضية من انجازات.. ولكن لابد من تطوير هذه المساندات في ظل تذبذب ايرادات الجمعية من التبرعات، وتوسع خدمات الجمعية، وذلك من خلال انشاء أوقاف خيرية وقد بينت الدراسات والمناقشات التي أجرتها الجمعية حول الاوقاف الخيرية أن اهميتها زادت بالفعل في عصرنا الحالي نظراً لتزايد احتياجات فئات المعوقين وغيرهم وتعد مجالات الرعاية الصحية والتعليمية والاجتماعية من أبرز المجالات التي يمكن ان يشملها الوقف، وقد كان لتاريخ الوقف في هذه المجالات سجل حافل من الانجازات في حضارتنا الإسلامية. وعن أهم الوسائل لترسيخ مفهوم الوقف في المجتمع أكد أن الاعلام يظل صاحب الدور البارز في ترسيخ مفهوم الوقف والتوعية بأهميته.. وذلك في ظل ما تحظى به وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية من اهتمام جماهيري كبير وواسع النطاق، كما أن علماءنا الأفاضل في المساجد والدروس الدينية التوعوية لهم دور مهم في توعية أفراد المجتمع بأهمية الوقف وحثهم على المشاركة في احيائه بما تجود به النفس سواء كان قليلا أو كثيرا، حيث ان علماءنا لهم احترامهم وتقديرهم لدى الجمهور من المواطنين، لإيضاح فضل الوقف ودوره الذي قام به خلال مسيرته المشرفة في تاريخنا الإسلامي. كما أثنى آل الشيخ على دور رجال الأعمال وأهل الخير في تفعيل مشروعات الوقف وقال ان رجال الأعمال وأهل الخير قاموا بدور كبير في دعم ومساندة جمعية الأطفال المعوقين كما ذكرت ذلك، والحمد لله فإن رجال الأعمال في بلادنا والمؤسسات الاقتصادية الخاصة يدركون دورهم الاجتماعي ولا يألون جهداً في تفعيل هذا الجانب، ولهذا تتطلع الجمعية دائماً إلى رجال الأعمال ومؤسساتنا الوطنية للتواصل مع خدماتها والتفاعل الايجابي مع مشروعاتها، ومن ابرزها مشروعات أوقافها الخيرية التي شرعت في إنشائها في مختلف المناطق التي تحتضن مراكزها. وعن تبني الجمعية لبرنامج عطاء الطلاب ونظرته لدعم هذا البرنامج للجمعية قال: تظل على الدوام جمعية الأطفال المعوقين رائدة في برامجها، وصاحبة مبادرات متميزة تهدف إلى توفير أفضل خدمة لمنسوبيها من الأطفال المعوقين.. وفي هذا الاطار يأتي برنامج (عطاء الطلاب) الذي يحظى برعاية متميزة من اصحاب السمو أمراء المناطق، لما ينطوي عليه البرنامج من أهداف نبيلة وهي توعية وتعريف النشء من أبنائنا في جميع المدارس والجامعات بالوقف الخيري وفضله ودوره في التاريخ الإسلامي، بالاضافة إلى حثهم من خلال هذا البرنامج على مساندة اخوانهم من الأطفال المعوقين من خلال دعم أوقاف الجمعية ومراكزها وهي وقف (واحة الأعمال) بالرياض، ومشروع وقف مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز بالمدينة المنورة، ومشروع وقف مركز الجمعية بمكة المكرمة، وأوقاف مراكز جدة والجوف وحائل وأكد أن البرنامج موجه للجميع وقال: نأمل مشاركة كل أفراد المجتمع من خلال هذا البرنامج.. فإذا كنا نوجه خطابنا للطلاب إلا أننا ندعو أولياء أمور الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات وأعضاء هيئات التدريس في المدراس والجامعات، وذلك لأن هذا البرنامج سيكون داعما رئيسيا لمشروعات أوقاف الجمعية في مختلف مناطق المملكة التي ستكون بدورها هي مصدر تمويل الخدمات المجانية التي توفرها الجمعية لمنسوبيها من الأطفال المعوقين.
|