* جولة زهير الغزال - الأحساء: رغم أن قرية المنيزلة الواقعة في القرى الشرقية من محافظة الأحساء التي تبعد عن مدينة الهفوف 15 كم والتي تشكِّل موقعاً هاماً وإستراتيجياً لوقوعها على طريق القرى الشرقية إلا أنها تفتقر للعديد من الخدمات والتي شكَّلت الكثير من العوائق وجعلت أهاليها يعيشون على أمل التطوير. (الجزيرة) كان لها هذه الوقفة للتعرف على مطالبهم فكانت هذه المحصلة: بداية استعرضنا تاريخ المنيزلة الذي يعود إلى أكثر من ستمائة عام حيث تقع المنيزلة في الوسط بين مدينة الهفوف والقرى الشرقية وهي حلقة الوصل بينهما، ولموقع القرية أهمية كبيرة تمتاز بها وتتكوَّن القرية من القديمة والمنيزلة الشمالية وحي المثلث الجديد وتتكون من منطقة أ - ب - ج - د - هـ وحي سكيكو وحي المزرعة الذي جرى تخطيطه وتمتد القرية حتى مخطط الشروق غرباً بمحاذاة الهفوف وتمتد مساحتها 21 كيلومتراً وتوجد بالمنيزلة آثار قديمة ما زالت بعض آثارها قائمة إلى يومنا هذا وأشهرها قصر أجود بن زامل الجبري ودولته التي حكمها من هذا القصر وذلك في القرن الثامن الهجري ويقع هذا القصر في جنوب غرب قرية المنيزلة، وهذا القصر ينبئ عن قيام حضارة عريقة انطلقت كما ذكر المؤرخون في كتبهم فقد ذكر صاحب كتاب (واحة الأحساء) ان المنيزلة تُعد أطيب نواحي الأحساء هواءً وأحسنها موقعاً وبها آثار قصر أجود بن زامل الجبري وأنها كانت قصر حكومة آل جود.. كما ذكر صاحب كتاب تاريخ هجر أنه يوجد بالقرب من بلدة المنيزلة مقر آثار قصر يُدعى قصر أجود بن زامل الجبري الذي أنشأ ذلك القصر هناك لإحدى زوجاته حيث كان أهلها يقطنون تلك الناحية وذكر صاحب كتاب أعلام من الأحساء.. أن قصر أجود بن زامل الجبري موجود في المنيزلة حيث يعتقد أن المنيزلة كانت قاعدة الحكم لدولة بني جبر وأيضاً ذكر صاحب كتاب الموسوعة الجغرافية أنه يوجد بالمنيزلة قصر أجود بن زامل الذي توحدت الأحساء والقطيف في عهده وذكر صاحب كتاب (تحفة المستفيد).. أنه بالمنيزلة يوجد بقايا رسوم أجود بن زامل الجبري فأهالي بلدة المنيزلة يناشدون المسؤولين إدراج هذا المعلم التاريخي مقصداً للزوار في محافظة الأحساء والحفاظ عليه من الاندثار أما المنيزلة الآن فأخذت في التوسع والتطور العمراني الذي توليه حكومتنا الرشيدة لكل قطر من أقطار أرضنا الطيبة ويوجد بالمنيزلة ثمانية مساجد وتقام صلاة الجماعة في خمسة منها حيث كانت تقام صلاة الجماعة في مساجد المنيزلة من عام 1327هـ، وكان أول عمدة للمنيزلة علي بن محمد آل سعيد وكان ذلك عام 1274هـ حيث لا يوجد عمدة في القرى المجاورة سوى المنيزلة ويأتون إلى عمدة المنيزلة لحل بعض المشاكل بينهم وأخذ رأيه في بعض الأمور والتشاور معه فيما ينفع الجميع. أعمال ومهن
يعمل سكانها في التدريس وشركة أرامكو السعودية وشركة الكهرباء - سكيكو - وكثير منهم في الوظائف الحكومية بالإضافة إلى الفلاحة والمهن الأخرى اليدوية وغيرها. بها مدارس ثانوية ومتوسطة وابتدائية والبعض مستأجرة وحكومية من البنين والبنات.. العديد من القرى والهجر والمدن تمر بهذه القرية من أهالي محافظة الأحساء.. ويقارب عدد سكان القرية حوالي 17000 نسمة.. ويوجد في القرية نادٍ رياضي ريفي تابع لمركز التنمية الاجتماعية. نقص في الخدمات
ويقول أحد سكان المنيزلة عبد العزيز الأحمد إنه بالرغم من الكثافة السكانية والمباني الحديثة التي تشهدها القرية إلا ان هذه الكثافة والتطور في البنيان لم يشفعا لدى البلدية حيث يعاني السكان من نقص في الخدمات يتمثَّل في الشوارع التي تبحث عن السفلتة بالإضافة إلى غياب الإنارة الداخلية بعدما اكتفت شركة الكهرباء بإيصال التيار الكهربائي للمنازل دون إنارة بعض الشوارع الهامة في داخل القرية. أما علي بن حسين السعيد فيقول: هناك بعض المؤسسات ترمي مخلفاتها على قارعة البلدة أما النخيل المحروق فيزيد المنظر سوءاً إضافة إلى الحيوانات النافقة وما قد ينبعث منها من روائح تزكم الأنوف وتؤذي المشاعر. وأضاف.. وعلى امتداد البلدة تستمر المعاناة مع بعض السلبيات الاخرى التي تهدد البيئة والصحة أما البيئة فلأن النفايات تلوث المياه التي هي المصدر الرئيس للشرب في القرية أو أحد مصادرها مما ينتج عنها بطبيعة الحال آثار صحية تشكِّل خطراً على حياة المواطنين.. وطالب بتكثيف الرقابة ووضع جزاءات رادعة وقوية ضد هؤلاء المخالفين. فرع الدفاع المدني
وتحدث المواطن جاسم بن سلمان العيد قائلاً إن القرية بحاجة ماسة إلى فرع للدفاع المدني لأن المنيزلة من اكبر قرى المحافظة وموقعها الإستراتيجي يخدم القرى المجاورة.. علماً بأن الدفاع المدني يمتلك أرضاً في القرية ولكن لم يفتح فرعاً له حتى الآن. وتحدث المواطن عبد الله المسيليم عن الشوارع فيقول إن قاطني القرية القديمة يشتكون من تلك الشوارع البالية المتحفرة والتي تكون مستنقعاً للمياه عند نزول المطر حيث مضى على سفلتته هذه الشوارع أكثر من خمسة وثلاثين عاماً دونما أي صيانة أو تعديل حتى أصبحت غير صالحة للاستخدام لكثرة الحفر والتصدعات فيها واهترائها وتحوُّلها إلى شوارع ترابية بالإضافة إلى انعدام الإنارة فيها حيث أغلب الأعمدة مصابيحها مكسورة ولا تعمل وتحتاج إلى تصليح واستبدال.. وينطبق ذلك على شوارع البلدة الجديدة بحال أكثر سوءاً بسبب طفح مياه البيارات والمجاري لعدم وجود شبكة صرف صحي وتجمع تلك المياه الطافحة في الحفريات الموجودة في الشوارع وتكوِّن المستنقعات التي تكون مرتعاً للحشرات الضارة الناقلة للامراض المعدية وما حالات الإصابة بمرض اللشمانيا المنتشر بين أهالي القرية إلا دليل واضح على تلك المعاناة الأليمة. منتزهات وحدائق
وطالبت مجموعة من الشباب بمن فيهم علي ومحمد وعلاء الراشد بضرورة إيجاد بعض الحدائق والمنتزهات حتى يمكنهم قضاء الأوقات فيها وكذلك تحديد أماكن للعائلات كما طالب عدد من الاطفال بتوفير حدائق مزودة بالالعاب حتى يمكنهم الاستفادة منها بدلاً من اللعب في الشوارع والطرقات.. ورغم عدم وجود إنارة في بعض الأحياء لهذا القرية إلا أن ليلها يتحوَّل إلى نهار بسبب مجاميع الشباب التي تأتي إلى بعض ساحات القرية لممارسة التفحيط والاستعراض والتصفيق من قِبل الجمهور للمفحطين.. يقول محمد بن صالح الموسى: لم يعد بإمكاننا السكوت على ما يجري من تصرفات غير مقبولة وخطيرة من قِبل هذه الفئة الطائشة التي تسبب لنا الإزعاج وتحرمنا من الهدوء والسكينة سواء كنا في منزلنا أو بجانب منزلنا.. ويشير إلى إحدى السيارات الصغيرة الواقفة إلى جانب الشارع ويقول: لقد اصطدمت بأحد المنازل وأحدثت أضراراً كبيرة بالمنزل. ويعتقد عمار البراهيم.. أن البلدية ساعدت على تنامي حالة التفحيط والاستعراض في القرية حين أزالت لاسباب يجهلها أهالي القرية المطبات التي كانت موجودة في بعض شوارع القرية والتي تجبر السائقين على تخفيف سرعتهم الجنونية.. ويضيف: لا يخلو يوم من وقوع حادث مروري في القرية.. ويعتقد أن عودة المطبات ستساهم في تقليل ممارسة التفحيط في القرية. مخلفات البناء
بالإضافة إلى ما تخلفه البيوت من أوساخ ونفايات وتتراكم في القرية هناك أنقاض متراكمة في بعض شوارع القرية بسبب رمي مخلفات المنازل قيد الإنشاء أو التي انتهى للتو بناؤها.. ويطالب علي الحسين البلدية بالتحرك السريع لإزالة تلك النفايات والأوساخ والأنقاض وفرض غرامات مالية وعقوبات رادعة على كل من يقوم برميها في شوارع القرية. * أما إبراهيم الخليفة فيقول توجد في القرية حديقة واحدة مضى على إنشائها ما يزيد على العشرين سنة وإلى الآن لم تكتمل الخدمات بها إذ ينقصها عدد من المسطحات الخضراء والأشجار وأماكن الجلوس حيث لا مقاعد بها ويضطر زوار الحديقة إلى الجلوس على الأرض.. لذا نأمل من بلدية المحافظة العمل على إضافة هذه الخدمات المهمة حتى يستطيع سكان قرية المنيزلة الاستفادة منها. ويقول محمد بن عبد الله الراشد.. كثرة التقاطعات في القرية من غير إشارات تسبب لنا قلقاً ونكون في حيرة من أمرنا حتى الإشارة لم تشتغل أبداً لذلك نطالب بتكثيف رجال المرور للحد من السرعة الزائدة. ويؤكد حجي بن صالح العلي أن مدخل القرية يشكِّل خطراً.. أولاً لوقوعه على طريق القرى الشرقية ومن الضروري وضع إشارات ضوئية او مطبات اصطناعية أو كوبري علوي حتى يقلل نسبة الحوادث.. وتمنى أن يكون بالمدخل الرئيس مساران بدلاً من المسار الواحد والعمل على توسيع الشارع المؤدي للقرية. وتحدث المواطن عبد العزيز بن حسين البراهيم بقوله: لقد أصبح الظلام الدامس يخيم على القرية بسبب عدم وجود إنارة للشوارع حتى الشارع الرئيس لا يبدو عليه اي اهتمام. نقص المياه
ويقول علي بن عبد الله الشهيب إن القرية تعاني من نقص المياه ولا توجد بها شبكة مياه متسائلاً عن أسباب عدم توفير الخدمات ولماذا يكون تركيز البلدية فقط على الأحياء السكنية الجديدة دون النظر في هذه القرية. كما أبدى عدد من السكان مخاوفهم من كبائن الكهرباء المزروعة في شوارع البلدة التي تتربص بأبنائهم. وتحدث المواطن إبراهيم بن حسين البراهيم وقال إن وزارة المواصلات قامت مؤخراً بعمل الشارع الدائري المؤدي إلى شاطىء العقير حيث يمر بجانب بلدة المنيزلة إلا أنه توجد هناك ملاحظة أنه لم يتم ربط هذا الطريق بشارع البلدة 30 م حيث إنه لا يفصله عن هذا الشارع الحيوي سوى أقل من كيلو متر تقريباً كما توجد بجانب هذا الطريق الترابي مخلفات كثيرة يصعب المرور من بينها.. لذا نناشد الجهات المختصة بربط هذا الطريق بشارع الثلاثين بالبلدة حتى تتم الاستفادة منه. المركز الصحي
ويطالب فاضل البراهيم بضرورة الاهتمام بالمركز الصحي بالقرية مؤكداً أنه يخلو من العيادات الهامة الأمر الذي يضطرهم لقطع المسافات الطويلة للعلاج في مستشفى الملك فهد بالهفوف أو مستشفى الأمير سعود بن جلوي بالمبرز أو المستشفيات الخاصة ويشدد على وجود سيارة إسعاف تفي بالغرض عند الضرورة. وذكَّرت مجموعة من طالبات المرحلة الثانوية اللاتي يدرسن في الفصول بعدم وجود مدارس خاصة بالمرحلة الثانوية في القرية وإيجاد باصات خاصة لنقلهن مؤكدات أنهن عانين كثيراً من متاعب الطريق والمشي عليه في حرارة الشمس خصوصاً عندما لا تتوافر السيارات الامر الذي يسبب لهن أزمة في التأخير عن مدارسهن، وكذلك هناك معاناة من مخاطر الطرق كما طالب أولياء الأمور بضرورة إنشاء مدارس للمرحلة الثانوية للبنات فقط. وتحدث المواطن إسماعيل الفرحان قائلاً: إن هناك خزاناً قديماً في وسط القرية آيلاً للسقوط ونرغب في إزالته حتى لا يسقط على أطفالنا الذين يلعبون من حوله كل يوم وأيضاً نرغب في إزالة مبنى السوق القديم الواقع بالقرب من مدرسة المعتصم بالله.. ذلك المبنى الذي أصبح مظهره لا يليق بما وصلت إليه المنطقة بالإضافة إلا أنه أصبح وكراً لذوي النفوس الضعيفة ومخبأ لبعض الطلاب المهملين علما أننا طالبنا كثيراً بإزالته من خلال الجهات المختصة، ولكن بدون جدوى وأتكلم عن الحديقة التي اصبحت ملعبا للأطفال حيث تحوَّلت تلك الاشجار الجميلة إلى هيكل من الغصون اليابسة وأسوارها تساقطت وأصبح منظرها غير حضاري بسبب إهمالها وعدم متابعتها من قبل المختصين.. لقد كانت في السابق مظهراً حضارياً رائعاً والآن هل ستبقى هكذا أم تعود لترقى لما كانت عليه سابقاً، وأيضاً مشروع الري والصرف الذي يخدم مزارع القرى الشرقية الذي يمر في وسط القرية أصبح مجمعاً للأوساخ وخطراً على الصغار.. ونحن نطالب بتغطيته علماً أنه تمت إفادتنا عن تغطيته ولكن دون جدوى. ويطالب عبد الرزاق السعيد.. بإنشاء مجمع لمدارس للبنين والبنات كما نأمل من وزارة التربية والتعليم العمل على الصيانة الدورية لمدارس الاولاد فهناك الكثير من الاعطال في الابواب والكهرباء والمكيفات وبرادات المياه ودورات المياه فنحن نجلب الماء من منازلنا حيث تنقصها الصيانة بشكل كبير وملحوظ. ويقول راضي بن موسى بو شاجع: نعاني من شح المياه وقلتها في قريتنا خصوصا في أيام الصيف الذي نعتمد فيه كلياً على أصحاب الصهاريج الذين اضطهدونا بأسعارهم المرتفعة جداً واستغلالهم لحاجتنا الماسة للمياه.. ومعاناتنا نحن سكان المخطط الجديد أشد لصعوبة الحصول على المياه وانعدامها طوال أيام السنة وذلك لعدم وجود خزان مياه في البلدة. وقال المواطن عبد العزيز الحسن إن القناة الرئيسة لمشروع الري التي تغذي القرى الشرقية بمياه الري تمر بجانب قريتنا على امتداد ثلاثة كيلومترات.. وتنبت بجانب هذه القناة الحشائش التي تعيش فيها الفئران والزواحف والحشرات والثعابين والبعوض التي تنقل الأمراض لأهالي القرية ونوجِّه هذه المعاناة إلى المختصين بإزالة تلك الحشائش وتخليصنا من تلك الحشرات الضارة.. وأتمنى من هيئة الري والصرف بمحافظة الأحساء الاهتمام بذلك. مشروع الصرف
وتحدث المواطن خالد بن علي العميرين عن الصرف الصحي حيث ذكر لنا بأن جميع القاطنين بمخطط البلدة الجديدة يعيشون معاناة ليست بجديدة وإنما معاناة رافقتنا سنوات طويلة ونحن نعيش حالة يرثى لها فعدم وجود الصرف الصحي يسبب لنا مشاكل كثيرة من جراء طفح البيارات وتكوين المستنقعات.
|