|
انت في "الرأي" |
تتزاحم داخلنا الذكريات الجميلة، وأحلاها يواصل بريقه وعنفوانه لينشر إلى الملأ عبيره الزاكي، وها هو بريق ذكرى يعيدني إلى ليلة هانئة أنيقة في عاصمتنا الجميلة، وعبر واحدة من أمسياته الكثيرة التي جاب بها أقطار الوطن العربي والكثير من دول العالم، فارساً مُلهَماً وشاعراً حالماً وفناناً أصيلاً، في تلك الأمسية كنت قريباً جداً قبالة خالد الفيصل، وهو يُعلن أنه (عاشق)، قالها والابتسامة تعلو قسمات وجهه؛ إذ كان على يقين بأن ذلك الجمع الكبير الذي أمامه سيفهم الأمر على هواه، وقد تأكد له ذلك وهو يسمع صفير الشاب المولع به وبأشعاره، وما أن هدأت تلك العاصفة الشبابية الغرامية حتى جال خالد الفيصل ببصره نحو الجمهور؛ يَتَفَحَّصُ عيونَهم ووجوهَهم، وهو الخبير بلغة العيون وهمسات الوجنات، ويُوزِّعُ عليهم ابتساماته؛ يُحييهم، ويَحْمَدُ إليهم حسن المتابعة والإصغاء، ويستأذنهم بأن يُكْمِل عبارته حيال عشقه!! ولمّا شعر بأن الجمهور بات جاهزاً لاستقبال ذلك النوع المختلف من العشق، أكمل أنه عاشق مُتيّم، وأنَّ اسمَ معشوقته (أبها)!! ولكنه في هذه المرة كان بادياً على مُحيّاه شيء من القلق خشية أن يكون الجمهور قد أصيب بصدمة إحباط؛ وخصوصاً الشباب الذي ظن أنه سيستمع إلى قصيدة غزلية تنعش أحلامه بوخزات الحب والهيام، إلا أن المشهد كان مفاجئاً تماماً لخالد الفيصل وهو يرى تلك العاصفة الشبابية الغرامية تتحول متألقة إلى عرس جماهيري يزدهي بلباسٍ وطني أصيل، ليكتشف بعدها أنه ليس العاشق الوحيد، وأنه ألهب مستمعيه بجرعة حب أسمى وأرقى وأجل تهتف حباً بالوطن وللوطن، فانطلق خالد الفيصل محلقاً يرفرف بمفردات أشعاره في فضاء أبها -وقد تعلقت قلوب محبيه وأبصارهم بأوتار إحساسه وخيوط أنواره-: |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |