* رام الله - القدس المحتلة - القاهرة - بلال أبودقة - الوكالات: أكثر من تطور يتحقق على أكثر من صعيد على الساحة الفلسطينية، فهناك انسحابات وهناك إفراج عن معتقلين وهناك حوار، وكلها عناصر تعكس ربما حالة من التهدئة، وهي تهدئة قد تتخذ شكل الهدنة على الرغم من الموقف المتشدد من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي لا يرى فرصة للهدنة مع منظمات مثل حماس والجهاد، حسب اعتقاده. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الثلاثاء إنه سيتم الإفراج عن الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، المتهم بتوجيه أمر بقتل وزير اسرائيلي، من سجن في أريحا بعد أن تنسحب اسرائيل من المدينة هذا الأسبوع. ومن المرجح أن تثير خطة الافراج عن سعدات وعن فؤاد الشوبكي وهو مساعد للرئيس الراحل ياسر عرفات اتهمته اسرائيل بتهريب السلاح انتقادات وسط المتطرفين الصهاينة قبيل خطة للانسحاب من أريحا وإعادة نشر للقوات اليوم الأربعاء في إطار خطوات للسلام. وقال عباس لرويترز هاتفياً (سيتم الإفراج عن سعدات والشوبكي بعد خروج الاسرائيليين من مدينة أريجا وتسليمها للجانب الفلسطيني حسب اتفاق حول وضع المطاردين الفلسطينيين). وأضاف (لقد وردت أسماء سعدات والشوبكي على لائحة المطلوبين لدى اسرائيل والاتفاق بيننا وبين الاسرائيليين حول المطلوبين هو إنهم لن يتعرضوا للمطلوبين بعد انسحابهم من المدن الفلسطينية وبالتالي لن يكون هناك ما يمنع إخلاء سبيلهما من السجن. وقد اتفقت اسرائيل والفلسطينيون يوم الاثنين على بدء الانسحاب الذي تأجل طويلاً من أريحا ومدن الضفة الغربية الأخرى كجزء من خطوات السلام عقب اتفاق الهدنة في قمة شرم الشيخ في الثامن من فبراير شباط. واتهم سعدات والشوبكي وثلاثة آخرون بالتورط في اغتيال الوزير الاسرائيلي رحبعام زئيفي عام 2001 وهم محتجزون في سجن بأريحا تحت حراسة بريطانية وفقا لاتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين أبرم عام 2002م. وأصدرت محكمة فلسطينية حكما بالسجن على الخمسة غير ان المحكمة العليا أمرت في وقت لاحق بالافراج عنهم. وقال مسؤولون فلسطينيون انهم محتجزون في أريجا (حفاظاً على سلامتهم) لحمايتهم من أي محاولة اغتيال اسرائيلية. وبشأن الأسرى الفلسطينيين أيضاً فقد اجتمعت لجنة مشتركة حول مسألة اكثر من سبعة آلاف معتقل فلسطيني مساء الاثنين للمرة الأولى في القدس المحتلة برئاسة تسيبي ليفني وزيرة العدل الاسرائيلية وسفيان أبو زيدة الوزير الفلسطيني المكلف شؤون الأسرى. وأوضحت وسائل الإعلام الاسرائيلية ان الفلسطينيين قدموا لائحة مطالب تتعلق بالافراج عن المعتقلين إلى الوفد الاسرائيلي الذي وعد باعطاء رد في الأيام المقبلة. وكانت اسرائيل افرجت في الثامن من شباط - فبراير بعد قمة شرم الشيخ في مصر عن 500 معتقل فلسطيني في إطار تدابير ترمي إلى إعادة الثقة بين اسرائيل والفلسطينيين، وستفرج عن 400 آخرين. وفيما يتصل بالانسحاب من أريحا أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس الثلاثاء أن الجيش الاسرائيلي سيزيل كافة الحواجز من أريحا اعتباراً من اليوم الأربعاء وأن عمليات الإزالة هذه ستكتمل في مدة لا تتجاوز أربعة أسابيع موضحاً أن الجيش تعهد أيضاً عدم القيام بعمليات توغل في منطقة أريحا لملاحقة مطلوبين. وقال عريقات لوكالة فرانس برس إنه (تم الاتفاق مع الجانب الاسرائيلي على أن ينسحب الجيش الاسرائيلي من منطقة أريحا اعتباراً من اليوم الأربعاء وتنشر قوات شرطة فلسطينية في المنطقة بما في ذلك بلدة العوجا) التي كانت اسرائيل ترفض من قبل الانسحاب منها.وأضاف عريقات انه (تم الاتفاق على إزالة جميع الحواجز بما فيه حاجز الارتباط العسكري الجنوبي الذي ستتم إزالته بعد أربعة أسابيع) اعتباراً من بدء الانسحاب اليوم. يذكر ان الجيش الاسرائيلي لا ينتشر داخل مدينة اريحا لكنه يسيطر على مداخلها. وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن الجيش الاسرائيلي سينسحب من منطقة طولكرم شمال الضفة الغربية، بعد يومين من بدء انسحابه من أريحا. وفي القاهرة بدأت الفصائل الفلسطينية مساء أمس حواراً حول مواصلة الهدنة الهشة والحاسمة لمستقبل عملية السلام مع اسرائيل. إلا أن شارون رفض مسبقاً نتائج هذا الحوار، مؤكداً أن (وقفا لاطلاق النار يناقشه الفلسطينيون لن يساعد الحرب على الإرهاب ولا يشكل حلا). وأضاف أن (اتفاقاً سياسياً مع منظمات اسلامية متطرفة كحماس والجهاد الاسلامي لا يمكن أن يؤدي إلى زوالهما)، موضحاً أن عباس (سيواجه صعوبة في تفكيك المنظمات الإرهابية تزداد بقدر تأجيل ذلك). ومن جانبه أعلن أنور أبو طه عضو القيادة السياسية للحركة لوكالة فرانس برس أمس الثلاثاء في القاهرة، أن الحديث عن هدنة يتطلب تحقيق المطالب الفلسطينية. وقال (يصعب الحديث عن هدنة دون تحقيق المطالب الفلسطينية المتمثلة بالانسحاب من المناطق الفلسطينية ووقف كافة الاعتداءات والحصار ووقف الاغتيالات بكافة أشكالها والافراج غير المشروط عن كافة الأسرى والمعتقلين). وأكد أنه (على الطرف الاسرائيلي ان يوقف كافة الاعتداءات لينجح اي اتفاق لوقف اطلاق النار)، داعياً السلطة الفلسطينية إلى التوصل مع الجانب الاسرائيلي إلى (تفاهم يتيح التوصل للهدنة).وأكد أبو طه أن حركة الجهاد الاسلامي (ليست ضد المشاركة في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والمشاركة السياسية بل هي جزء من القرار السياسي الفلسطيني). وأضاف أن المشاركين في الحوار (يريدون التوصل إلى تفاهم حول إعادة بناء مؤسسات الفلسطينية وبرنامج سياسي مشترك ومسألة الهدنة). كما أكد ان الجهاد الاسلامي ترحب (بأي موقف عربي يدعم حقوق شعبنا الفلسطيني)، مشدداً خصوصاً على (جهود مصر في تعزيز الحوار والوحدة الوطنية الفلسطينية).
|