لم أكن أرغب بالرد على تعقيب الأخ نزار العلولا على مقالة الأستاذ خالد المالك رئيس التحرير (الانسحاب..!) لا لشيء إلا لإحساسي بأن ما سأقوله لا يمكن أن يرتقي لمكانة الأستاذ المالك بشخصه، وبقلمه، وبفكره، وبنظرته الثاقبة للأمور. إلا أني ومن منطلق وضع الأمور في نصابها، وإيقاظاً للأستاذ العلولا من هذا الحلم، أو لنقل هذا الكابوس الذي يسيطر على السابحين في تيار الأمركة، والذين أصابهم الصمم، ولم يسمعوا إلا لصوت أمريكا، ولم يروا إلا ما يراه إعلامها، أقول: بالأمس القريب وقف الشعب اللبناني بكل أطيافه وبمختلف أديانه وقال كلمته التي أسمعت من بهم صمم، وقالوا بصوت واحد: لا لأمريكا ولا لـ1559، أما إذا رافق الصمم العمى، فالشاشات الفضائيات الأمريكية نقلت صور هؤلاء الملايين. لا أعرف إذا كان القرن الماضي بخمسينياته وستينياته، قد أنكرها الأستاذ العلولا وتنكر لحركات الاستقلال والتحرر العربي التي سادت تلك الفترة، لينادي اليوم وفي القرن العشرين لعودة الاستعمار وطغيانه لنهب ثروات الأمة ومقدراتها. يا سيدي، يا علولا.. تابع قراءتك لمقالة الأستاذ المالك، ستجد بأنك تسرعت في حكمك على الأستاذ المالك وعلى مقالته وعلى الأمة بأكملها.
علي المزايدة /كاتب وصحفي أردني |