يقول الله - جل وعلا - في محكم التنزيل {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ )26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} صدق الله العظيم.. إن الخطب جلل والمصاب أليم، لقد فقدت محافظة الزلفي ابناً من أبنائها البررة، ولكن المصائب والخطوب تهون وتتضاءل أمام إيماننا الراسخ الذي لا تزعزعه المصائب مهما عظمت، فالرب سبحانه وتعالى يقول {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. وفي الحديث الصحيح أن في الجنة بيتاً يسمى بيت الصابرين. لقد فقدت محافظة الزلفي الرجل الشهم الكريم المتواضع (حمد بن محمد الأومير) وهذا الإنسان ينتمي إلى أسرة الناصر تلك الأسرة العريقة التي ضربت جذورها في عمق التاريخ، وكان والده - رحمه الله - من الرجال الذين يعملون الخير وقد خدم بلاده بكل أمانة وإخلاص وصدق. لقد عرفت حمد الأومير منذ ما ينوف على خمسين سنة أو تزيد، فكان رجلاً مثالياً في الأخلاق والتواضع والكرم وعمل الخير، وقد عمل في شركة ارامكو السعودية قبل أربعين سنة إلى أن كوَّن هو مع إخوانه الأفاضل مؤسسة توسعت فعملت في سفلتة الطرق ولازالت تعمل حتى الآن، وقد لعبت دوراً كبيراً في إنجازها مما جعل وزارة النقل تختارها لترسية المشاريع الكبيرة والضخمة، وكان يديرها أخوهم مشاري هذا الرجل العملاق، وقد انتقل إلى رحمة الله منذ ما ينوف على عشر سنوات وظلت مؤسسة الأومير تزدهر - بفضل الله - ثم بفضل إخوانه العصاميين. ولا يسعني في هذا المجال وهذا الموقف العصيب إلا أن ارفع أكف الضراعة إلى الله - جل وعلا - أن يعين إبراهيم الأومير وإخوانه وأولاده زيد وإخوانه ويثيب صبرهم وحسبي والله حسيبه أن إبراهيم كما أعرفه يتمتع بأخلاق فاضلة ومصداقية وحكمة وأهل للأمانة.. وهنا أقف لأقول غفر الله له وأسكنه فسيح جناته وجعل الله قبره عليه روضة من رياض الجنة، وجعل أسعد ايامه يوم لقائه والهم أهله وذويه الصبر والسلوان، انه سميع مجيب.
|