الأخ الدكتور ماجد بن عبيد الحربي - حفظه الله- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد سعدت أيما سعادة وأنا أتصفح جريدة الجزيرة الغراء بمقالة خطتها أناملك بعنوان ( الرشيد الوزير الإنساني)، ولقد شدني العنوان وجعلني اقرأ هذه المقالة كاملة لا سيما وأنها تتحدث عن سيرة شخصية إنسانية تربوية مخلصة، ويعلم الله أخي الكريم كم سعدت كثيرا وكم حزنت أكثر وأنا استعرض تلك المقالة الرائعة -وقد تستغرب هذين الشعورين المتناقضين- ولكنها أستاذي الفاضل هي عين الحقيقة التي فرضتها كلمات تلك المقالة دون اختيار مني، فرحت كثيرا لانها استعرضت شيئا من مواقف مضيئة في تاريخ تربوي مبدع رغم أنني ادرك جيدا انها كثيرة هي الأفكار التربوية التي تحققت في مجال التربية والتعليم خلال السنوات الماضية، وكبيرة هي النقلة الكبيرة والخطى البعيدة التي خطاها التعليم في المملكة العربية السعودية منذ أن تسنم محمد الأحمد الرشيد حقيبة وزارة التربية والتعليم، ولكن قرأت شيئاً من المعلومات التي لم اقرأها بل لم اعرفها عنه من قبل أو من خلال ما قرأت عنه لمن كتبوا. وحزنت أكثر لاننا فقدنا رمزا من الرموز المضيئة في حقل التربية والتعليم، رمزا منح التعليم كل اهتمامه وعطائه.. وفي نهايته وجدتها مذيلة باسمك، وهي في الحقيقة ليست مستغربة على رجل ابدع في قيادة صرح تعليمي تربوي ثقافي شامخ في عاصمة من اكبر عواصم العالم واستطاع أن يجعل سمعته تطال آذان روسيا قاطبة خلال فترة وجيزة.. نعم لقد استوقفتني كلمات المقالة كثيرا، ومما شدني فيه قولك (ليس غريباً أن يبدع الرشيد!) نعم أستاذي الكريم انني اوافقك الرأي وأقول (لا فض فوك وسلمت أناملك!). أستاذي الكريم، أن التجارب التربوية الشاهدة في الميدان التربوي لهي خير شاهد على ما بذل وعلى ما أعطى، وهي خير شاهد على ما يتمتع به هذا الرجل من نظرة علمية ثاقبة، وفكر تربوي جهبذ، ولقد قفز التعليم في المملكة خلال السنوات قفزات هائلة واصبحنا قدوة لكثير من الدول التي ربما كانت تتقدمنا بمراحل في مجال التعليم، بل وصرنا مضرب المثل العلمي والتربوي لها. (وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة، والمشرف التربوي عين الوزارة، وايجاد وكالة لكليات المعلمين، ومنع الضرب في المدارس، والتقويم المستمر، والصفوف الأولية، والأسبوع التمهيدي، والنشاط الطلابي، والاعلام التربوي، واعادة طبع وتوزيع مجلة المعرفة، والتقويم الشامل وتغيير مسمى وزارة التربية والتعليم، ومشروع تبني الموهوبين والمتفوقين التي توجت بانشاء مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين) وغيرها من الأعمال الجليلة التي قدمها لخدمة التربية والتعليم والتي ستظل بصمات شامخة في سماء التربية والتعليم تركها محمد الأحمد الرشيد. ولقد أثلج صدور أولياء امور الطلاب كثيرا، عندما قال يوما من الأيام (أنا ولي أمر أي طالب في مدارسنا في أنحاء المملكة)، هنا تجلت الأبوة الحقة والمسؤولية العظيمة والتربية المنشودة، واطمأن الآباء لهذا التربوي الرائع والأب الحنون، وعمل رجال التربية والتعليم في المدارس في ضوء هذه التوجيهات السديدة، اضافة إلى ما تحلى به من صفات القائد الناجح والمربي الفاضل والمواطن الصالح والمسؤول المدرك والمعلم الواعي. ولا غرابة فمحمد الأحمد الرشيد هو من اولئك الرجال الذين تم اعدادهم وتأهيلهم للمساهمة في بناء هذا الوطن الغالي، وهنا يتبادر -بلا شك- جهود حكومتنا الرشيدة -أيدها الله- المضنية في اعداد انسان المستقبل وفق منهجيتها وثوابتها والعمل على اعداد الشباب السعودي الاعداد المناسب لمواكبة التقدم والتطور.. والدكتور محمد بن احمد الرشيد هو احدهم وهنا نتذكر جيدا أن ذلك لم يأت من فراغ فقطاع التربية والتعليم يتربع على قائمة اهتمام الدولة الرشيدة ويتسنم هرم الموازنة المالية، كل ذلك جاء ايمانا بأهمية التعليم ودوره في بناء الأجيال وادراكا أن الأمم والشعوب لا تقاس الا بما وصلت اليه من العلم والتقدم. أستاذي الفاضل ان المتتبع لتاريخ هذا الرجل يجده أنه كان يتصف بالتميز طيلة حياته الوظيفية منذ بدايتها حتى اسندت له حقيبة وزارة المعارف والتي ما لبث ان غير مسماها إلى (وزارة التربية والتعليم) اذ كان اختيارا موفقا غير على اثره العديد من المفاهيم وصححها. لقد كان مبدعا طيلة عمله بوزارة التربية والتعليم، ولقد منح التعليم كل اهتمامه وعطائه واليوم وبعدما ترجل هذا الفارس من منصبه كشمعة مضيئة احترقت من اجل الآخرين، أو كنجم افل وهو في أوج التهابه ولمعانه، نقول له، وفقك الله ايها المربي الفاضل وجعل ما قدمته للتربية والتعليم في موازين حسناتك.وفي الختام أستأذنك في نشرها مرة أخرى مخالفا للأعراف الصحفية ذلك في نشرة (أضواء المعرفة) والذي يقوم عليها قسم الإعلام التربوي بالأكاديمية السعودية بموسكو وما ذلك إلا تكريما لهذا الرجل. كما اجدها فرصة مواتية الانتهاز لأشكرك على ما قدمته للأكاديمية السعودية بموسكو خلال مدة عملك بها فقد وجدته أكبر من ان اكتب عنه في هذه المقام. وتقبل خالص تحياتي وتقديري
الأكاديمية السعودية بموسكو هلال بن محمد الحارثي |