Thursday 10th March,200511851العددالخميس 29 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

وللجنادرية في خاطري ذكرىوللجنادرية في خاطري ذكرى
م. فادي بن إبراهيم الذهبي (*)

في كل عام يبدأ مهرجان الجنادرية أتذكر والدي رحمه الله (إبراهيم الذهبي) المذيع في الإذاعة السعودية عندما كان يعود للمنزل من مهرجان الجنادرية لابساً شماغه والشمس قد رسمت علاماتها على وجهه، حيث كان يحب التجوال في الصحراء التي تعكس حنينه للبادية وعاداتها وتقاليدها , وكان لدى عودته في الليل متأخراً يكون متعباً إلا أنه يكون سعيداً ويروي لنا كيف كانت الجنادرية وعن العرضة السعودية التي كان يحب متابعتها وخصوصاً من سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ففي أحد الأوقات بمهرجان الجنادرية تقدم والدي لمصافحة سمو ولي العهد فكان لسموه الكريم يحفظه الله كلمة رائعة لوالدي رحمه الله عندما قال (هذا إبراهيم.. من جنود الحرس)، فكم شعر والدي بسعادة غامرة في ذلك الوقت، وقد اتضحت كلمة سمو سيدي ولي العهد ملياً بعد وفاة والدي رحمه الله عندما طلبنا - يحفظه الله - للاطمئنان عن أحوالنا وتعزية لوالدنا - رحمه الله - وبدأ يسألنا - يحفظه الله - بكل أبوية وحنان رائعين عن والدي - رحمه الله - ومما كان يشكو فقلنا له بأنه لم يكن يشكو من شيء لكن قضاء الله وقدره شاء ان يتوفى وهو في أوج صحته، فكانت لفتة أبوية من سموه الكريم بالغة الحنان، ويعلم الله بأننا لن ننسى موقف سموه الكريم - يحفظه الله - مدى الحياة وسنرويها لأولادنا، فبالرغم من انشغال سموه الكريم إلا أنه لم ينس (إبراهيم الذهبي- رحمه الله)، فعندما قال يحفظه الله (هذا إبراهيم من جنود الحرس) كان سموه يعنيها بكل جدية.
موقف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز موقف الرجال الكرام وتعلمنا منه يحفظه الله بأن هذه البلاد قادتها وشعبها أوفياء لرجل أحب هذا الوطن و(الوفاء للرجال الأوفياء)، ولا بد لي من ذكر موقف الأمير الإنسان الذي خطفه الموت فجأة فبكت العيون لخسارته وحزنت القلوب لفقدانه انه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - الرئيس العام لرعاية الشباب، عندما تلقينا عزاء منه - يرحمه الله - حيث كان والدي رحمه الله من ضمن المثقفين الذين هم على تواصل دائم بجمعية الثقافة والفنون، فيصل بن فهد الأمير الطيب أمير الخير الذي وان رحل لن يرحل من قلوبنا فما عرفنا أعماله الطيبة إلا بعد وفاته - يرحمه الله -، ولن ننسى الشعب السعودي الكريم وأصدقاء الوالد من إعلاميين وصحفيين وغيرهم الكثير وكل من قدم العزاء الذي كان ينبع من حب وتقدير له وجريدة الجزيرة الحبيبة التي واستنا في ذلك الوقت وعملت على تغطية جوانب حياته وغيرها من الصحف المحلية، هذا الوطن الوفي الذي نشعر بدفء المحبة فيه وتاريخنا ودراستنا وذكرياتنا فيه وكيف لا نحب هذا الوطن الذي دفن فيه والدي واصبح جزءا من هذه الأرض.

(*) مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام- مشاريع الحكومة الإلكترونية - سجل للتقنية

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved