Wednesday 9th March,200511850العددالاربعاء 28 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

أضواءأضواء
اغتيال شهود الحقيقة
جاسر عبدالعزيز الجاسر

من بين الإفرازات الأكثر سوءاً في العراق، القتل العمد للصحفيين، وكأن هدف الذين يسعون إلى قتلهم هو العمل على منع معرفة الحقيقة وما يجري في العراق.. ولقد كشفت محاولة قتل الصحفية الايطالية سفرينا بعد الإفراج عنها وقتل ضابط المخابرات الايطالية الذي تفاوض للإفراج عنها أن كل القوى المسلحة التي تفرض سيطرتها على العراق لا تريد أن يعرف العالم ما يجري في هذه البلاد التي غُزيت واحتلت لأسباب ثبت عدم صحتها، وأن ما استند عليه لغزو العراق، كان غير صحيح، وأن أسباباً أخرى يقدمها الغزاة في فترات ثم يبدلونها.. وهكذا يظل العراقيون والعالم من حولهم في حيرة من أمرهم.. ولكي لا تظهر الحقيقة كاملة يدفع الصحفيون أرواحهم ثمناً لخنق الحقيقة والمعرفة التي يجب أن يعمل الجميع على تمكين الجميع من العلم بها، إلا أنه في العراق، المحتلون لا يريدون للحقيقة أن تظهر، والمقاومون أيضا لا يريدون للعالم أن يعرف ما يجري في بلادهم.. والإرهابيون وجدوا في الوضع بالعراق فرصة لمنازلة من يعتبرونهم أهدافاً في حربهم ولا يريدون أن تنشر تفاصيل أعمالهم الإرهابية، كما أنهم وجدوا الصحفيين أهدافاً سهلة يمكن استثمارها لتمويل (حربهم الإرهابية) فيجري خطفهم واستبدالهم بملايين الدولارات..!! فالسيدة سفرينا اختطفها الإرهابيون وأفرجوا عنها مقابل مليون دولار أو ثلاثة ملايين دولار، ولأن الأمريكيين لا يريدون أن يستمرئ الإرهابيون هذا الأسلوب السهل.. أو لأن الصحفية تعرف أكثر مما هو مسموح به لصحفي غربي يستطيع أن ينشر ما يعرفه دون أي اعتراض. فقد حاولت القوات الأمريكية افشال عملية الإفراج عن الصحفية الايطالية فقتل من قاد عملية الإفراج الضابط الايطالي، وأصيبت الصحفية وهي التي تحمل جنسية ايطاليا البلد الحليف لأمريكا في حربها بالعراق.
أما الصحفية العراقية رائدة محمد وجيه الوزان التي تعمل في قناة العراقية التي وجدت مقتولة في يوم 25 شباط فبراير بعد خمسة أيام من اختطافها مع ابنها في مدينة الموصل، فكان مصيرها أسوأ من زميلتها الايطالية، إذ قتلت الصحفية العراقية بعد أن أفرج عن ابنها ربما لأن الصحفية العراقية لا تدعمها دولة ولا جماعة تستطيع تقديم فدية لإطلاق سراحها، أو لأنها تعرف معلومات لا يريد لها أن تعرف، فقرر أن يدفن ما تعرفه مع جثتها. وهكذا تغتال الحقيقة في العراق مع عمليات قتل شهود الحقيقة الذين قتل منهم حتى الآن ثلاثة وثلاثون صحفياً، وأصيب منهم المئات في أكبر عمليات حرب ضد الإعلام ونشر المعرفة.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved