Sunday 6th March,200511847العددالأحد 25 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "وَرّاق الجزيرة"

من رجالات الملك عبد العزيزمن رجالات الملك عبد العزيز

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فإن الملك عبد العزيز -رحمه الله- وفق في اختيار الرجال الأكفاء الذين كانت لهم خدمات جليلة لهذه الدولة السلفية المباركة أعزها الله بالاسلام (وكانوا مشهورين في بلدانهم أو في مناطق خارج الجزيرة العربية) وممن اختارهم الملك عبد العزيز للخدمة في هذه الدولة الأمير حسين بن عساف بن سيف العساف أحد أبطال نجد والجزيرة القلائل والذي اشتهر بالشجاعة والبطولة والذي تولى إمارة الرس وهو في مقتبل الشباب.
نسبه
هو حسين بن عساف بن سيف بن منصور بن سيف بن عساف بن ناصر بن حمد بن محمد بن علي أحدجة(1) المحفوظي العجمي.
مولده
ولد في الرس عام 1270 توفي والده وهو صغير فكفله علي العواجي من أقاربه وبعد بلوغه سن الثالثة عشرة رحل إلى والدته التي كانت في الحناكية قرب المدينة(2)، ومتزوجة من رجل من أهل الرس اسمه دريويش بن منصور الريس(3)، العائلة المعروفة بالرس منهم عائلة الضلعان المشهورة من قبيلة تميم، ولكنه أبت عليه نفسه أن يكون عالة على زوج أمه فلم يمكث سوى شهرين أو ثلاثة ثم رحل إلى المدينة المنورة لطلب الرزق والتقى بجماعته من أهل الرس حيث يعملون في جيش الدولة العثمانية ورغب التسجيل ولكن المسؤول رأى صغر سنه ثم بدا له أن سجله مراقب في الدوريات التي بضواحي المدينة، وبعد أن أمضى ثلاث سنوات رجع لبلده الرس، وبعد أن بلغ سن الشباب ظهرت عليه بوادر النباهة والرجولة، فسمت به نفسه لطلب معالي الأمور.
ويقول العقيل نقلا عن حفيده منصور (وعندما توفى والده عساف بن سيف وهو على الرس طلبه أهلها ليكون أميراً عليهم فعاد من المدينة وأمروه عليهم)(4).
صفاته
كان شجاعاً مهاباً قوي الشخصية، يقول أبو راس: (ويعد حسين العساف من أبرز أسرة العساف وكان معروفاً بالشدة والقوة مما جعل منه رجلاً مهاباً له آراء جريئة يبرز من خلالها الحقائق في صراحة ووضوح)(5).
عرف عنه انه كان وفياً لمن بايعه من ولاة الأمر ولا أدل من ذلك عدم تسليمه الرس ومبايعته للملك عبد العزيز حتى تأكد له مقتل عبد العزيز بن رشيد وقد أثنى عليه الملك عبد العزيز هذا الوفاء وقد ألحقه بخدمته لوفائه.
أعماله
تولى الإمارة في وقت مبكر حيث كان معروفاً في تاريخ الرس أن الإمارة كان يتناوبها أحفاد محمد علي العجمي (الشارخ والعساف والرشيد) من العجمان، ويقول أبو راس: (وقد كان حسين العساف أميراً على الرس منذ عام 1295هـ إلى حين انضمام تلك المنطقة الى الملك عبد العزيز موحد البلاد وباني مجدها، حيث بايع حسين العساف الملك عبدالعزيز ودخلت الرس تحت لواء الدولة السعودية الثالثة وبقي أميراً على الرس حتى عام 1333هـ)(6)، وقدا امارة كل من صالح بن عبدالعزيز الرشيد وحزاب بن علي الشارخ.
وكانت إمارة الرس تابعة لحسن المهنا أمير القصيم في ذلك الوقت وقد ولاه إمارة الرس فيما بين عام 1300 - 1307هـ ثم عزله فالتحق في خدمة محمد بن رشيد بعد عزله، يقول مقبل الذكير: (كان حسين بن عساف أميراً في الرس من قبل بن مهنا فعزله وجعل مكانه صالح العبدالعزيز الرشيد ولما حصل خلاف بين بن رشيد وبن مهنا التحق بن عساف بابن رشيد فجهز معه سرية وأمره أن يذهب إلى الرس لاخراج أمير بن مهنا منها فلما قرب من البلد هرب صالح بن رشيد ودخل حسين بن عساف واستولى على البلد)(7)، قلت: كان ذلك عام 1308هـ كما عينه الامير عبدالعزيز بن رشيد أميراً في الرس عام 1315هـ للمرة الثانية في فترة حكم آل رشيد للمنطقة حتى استيلاء الملك عبدالعزيز على القصيم عام 1322هـ.
ويقول العقيل نقلاً عن حفيده منصور (في عام 1315هـ اشتكى إليه أهل الرس قلة في الأطعمة فذهب إلى أمير بريدة بن مهنا ومعه صالح العذل ولكنه لم يجد منه تجاوباً فذهب إلى ابن رشيد في حائل فأكرمه واعطاه أرزاقاً على سرية ولما وصل بها إلى الرس وزعها على الأهالي وسد بها حاجتهم بعدها صار في ولاية بن رشيد واستمرت الرس تابعة لابن رشيد حتى وفاته عام 1324هـ)(8).
ويقول فهد الرشيد: (تولى إمارة الرس عدة مرات، وبعد انضواء الرس تحت لواء الدولة السعودية الثالثة عينه الملك عبدالعزيز أميراً عليها، وبقي في هذا المنصب حتى عام 1337هـ. وكان رحمه الله بطلا من أبطال الجزيرة المشهورين)(9).
ويقول أبو راس: (وقد صاحب حسين العساف الملك عبدالعزيز رحمهم الله جميعا وحضر معظم غزواته مثل: السبلة وجراب وكان من أعوان الملك في الرغامة وأورد يوسف ياسين مؤلف الرحلة الملكية أن حسين العساف كان في هذه الرحلة ومعه ابنه سليمان وعساف الحسين وله العديد من القصص المشهورة مع موحد المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز رحمه الله تدل على مدى اخلاصه وتفانيه في خدمة مليكه وبلاده.
مدح الشعراء له
كان له رحمه الله بعض المواقف البطولية التي جعلت شعراء الرس يشدون به مدحاً لأعماله تلك حيث يحرص على حماية أهل بلدته فكان يردع المعتدي على الرس من قطاع الطرق أو من أهل الأطماع من بعض البادية المجاورين للرس فكان يقوم بما يمليه عليه واجبه كأمير لحماية أموال ومراعي أهل الرس وقد مدحه الجد صالح بن محمد بن قبلان العماري في بعض القصائد منها:


يا عيال الحزم يا هل الحميه
اسمعوا قبل على شف بالي
قايله في حسين زبن الوليه
شيخنا حامي عقاب التوالي
إن ركب فوق كور المطبه
هم صكوا به قروم العيالي

وقال في مدحه بعد العودة من غزو الضبط عند جبل النير:


يا سلام لنا على شيخ شاعت أذكاره
ردة تسمع بها كل الخلايق وتوحيها
يوم جانا عدال الضبك بوقان باعثاره
عاديا في غنمنا جارها من مفاليها
خيب الله رجاه وشبت النار باحضاره
مالك الله يعود لها ولا يعتدي فيها
جوه ربع الى تلوا على أوكاره
كان إذا وخذت علمنا مالك الله نخليها
العدو للحقه لو هو ورا ضلع سنجاره
فوق هجم هجاهيج بعاد مماشيها
فوقهن كل قرن ببدء كل غنارة
الموارد بعيدات (المدى) مراميها
يا صبيان الحزم يا فتخان الايدي بكم
شارة هزمت الجمع يوم النار ما حد يواليها

وممن مدحه الشاعر المعروف حمد بن عمار:


لولا الأمير حسين جيناهم جهار
اخذناه بالنونان والمارتيني
سير ان أبو منصور شره الى ثار
يقعد قواس الروس غصب تليني
ترى حسين اللي ربيع على الجار
عد قراح لوارده كل حيني

وفاته
بعد أن تقاعد من العمل سكن بقية حياته في بلده الرس وتوفي فيها عام 1354هـ أنجب عدداً من الأولاد هم:
1- منصور من خوياء الملك عبدالعزيز ثم أميراً في رنيه عدة سنوات.
2- سليمان ومات في حياة أبيه.
3- عساف مدير شرطة الرياض السابق كما تولى إمارة مرات عدداً من السنين حتى تقاعد.
4- علي تولى إمارة الخاصرة ومرات بعد أخيه.
5- عبد الله كان أميراً في بلدة رماح والقحمة في الجنوب.
6- محمد لا أعلم عنه شيئاً (12).
وله عدد كبير من الأحفاد - رحمه الله - فقد كان بطلاً من أبطال البلاد وعلماً كبيراً لما يتمتع به من حنكة ورجولة وقدم خدمات لبلده وولاة أمره.
1) أسرة العساف د. عبد الله أبو راس (ص: 269).
2) نقلاً عن حفيده محمد بن عساف.
3) نقلاً عن حفيده منصور العساف.
4) عبد الله العقيل: الرس عبر التاريخ (ص: 164).
5) نفس المصدر (ص: 269- 270).
6) نفس المصدر (ص: 270).
7) تاريخ مقبل الذكير مخطوط (ص: 96).
8) عبد الله العقيل الرس عبر التاريخ (ص:167).
9) فهد الرشيد الرس بين ماضيها وحاضرها ص89 حاشية (2).
10) أبو راس - أسرة العساف (ص: 271).
11) أسرة العساف (ص271).
12) نقلاً عن حفيده محمد بن عساف.
كتبه- قبلان صالح القبلان - فاكس : 295599

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved