لم أتمالك نفسي أبداً عند مشاهدة حادثة الغرق التي كادت لولا لطف الله ثم (فزعة شباب الوطن) أن تهلك مجموعة من فلذات أكبادنا.. فبعيداً عن الحماقة أو التهور لما ارتكبه سائق الباص بحق نفسه وأسرته والمرافقات، تبادر لدي سؤال مهم يتكرر كثيراً فيما يتعلق بحوادث الغرق والحرائق وحوادث السيارات التي تحدث لدينا.. أين مبدأ التدخل السريع والطوارئ من الدفاع المدني.. فنحن نسمع تلك العبارة المتكررة (تأخر وصول الدفاع المدني.. كان سبباً في ..) ونشاهد كثيراً شاحنات الدفاع المدني ومقطوراته الكبيرة.. تمشي الهوينا والجايدة (وتسابق المارة.. وليس السيارات) في سرعة الوصول إلى الحدث.. هل يتطلب مني عند وصولي إلى مقر الدفاع المدني أن أقدم معروضاً أو أن أسجل بلاغاً مكتوباً متضمناً بياناتي الشخصية في الوقت القاتل والذي لا يرحم، فيما تشوي فيه النار الأجساد أو تغرق فيه الأنفس بالمياه أو تحتجز فيه الأرواح في حوادث السيارات بسرعة قاتلة ولا ترحم، لماذا لا يؤخذ البلاغ الهاتفي على محمل الجد مهما كان نوعه.. هذا اليوم لن أتحدث فيه بالتفصيل عن قصور الدفاع المدني حيث لم يقم بأداء مهمته على أكمل وجه.. فاليوم واليوم فقط أريد تفسيراً من مدير مركز الدفاع المدني بحي السويدي أو أن يتكرم علينا سعادة اللواء سعد التويجري مدير عام الدفاع المدني بإحاطتنا حول مجهودات مركز الدفاع المدني المقصود في هذه الحادثة بالتحديد. الذهول أصابني عندما قمت شخصياً باحتساب المدة الزمنية بين موقع الحادثة ومركز الدفاع المدني من خلال احتساب المدة التي قطعتها بسيارتي في تلك المسافة. هل تتخيلون أن المدة فقط هي 47 ثانية، أما المسافة فهي 2 كيلو متر فقط؟! ولكي لا نظلم المخلصين من - رجال دفاعنا المدني - وهم كثر ولله الحمد، نريد توضيحاً عن وقت وصول البلاغ للمركز ووقت التحرك المبدئي الذي كان من المفترض أن يتم بواسطة سيارة الطوارئ الصغيرة ووقت وصولها وجهودهم المباركة.. فقد أصابتني الدهشة عند علمي بتأخر الدفاع المدني.. قبل توضيح المبررات أريد أن أستبق في ذلك بالتالي: 1- المسافة بالمدة 47 ثانية. 2- المسافة بالكيلو 2 كيلو متر. 3- لا توجد إشارات مرور. 4- الطريق مستقيم وبعرض 30 متراً وبمسارين. 5- لا يوجد زحام أو إغلاق في الطريق المؤدي أثناء الحادثة. 6- أليس من المفترض حتى لو تأخر البلاغ أن تكون مراكز الدفاع المدني وقت الأزمات والكوارث في أهبة الاستعداد أو أن تقوم دورياتهم الخاصة بالتأكد من سلامة المواقع الخطرة القريبة منها جداً مثل بعض الأودية والشعاب والأنفاق داخل الأحياء، إلى غير ذلك.. حفظنا الله جميعاً، ووقانا وحمانا وإياكم أجمعين..
عبدالإله محمد القاسم
|