Thursday 3rd March,200511844العددالخميس 22 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "تحقيقات"

أحد مشاريع الجمعية الخيرية بمحافظة الرسأحد مشاريع الجمعية الخيرية بمحافظة الرس
المستودع الخيري بمحافظة الرس.. حسام في وجه الفقر والحاجة

نسيج المجتمعات يقوى بتماسك الأجزاء، والأجزاء تكتسب التماسك بتوازن المواصفات المكونة لها، وكل ذلك يتم من خلال توليفة تنجح حين نرى مجتمعاً متماسكاً، وتفشل حين نرى مجتمعاً متشتتاً تتقاذفه الأعاصير ويُزلزله التنافر.
النسيج المثالي الإيجابي للمجتمع هو في العلاقات المتبادلة داخله، فهذه العلاقات تحفظ الروابط المجتمعية التي تقيم التوازن المطلوب، فتبقى الأدوار المتبادلة بينها أوعية مهمة لتغذية الترابط، ويبقى الحفاظ على استمرار هذه الأوعية هو حفاظ على عافية المجتمع واستمرار دوره المطلوب.
ولعلنا ونحن نطرق أبواب أوعية المجتمع للتماسك والتعاضد، نضع يدنا على أحد أهم هذه الأوعية وهو الوعاء الخيري، فالعمل الخيري أثبت على مر العصور أهميته في تحقيق اللحمة الاجتماعية بين الناس، كما أثبت فاعليته في درء الصعاب والتغلب على العقبات وحفظ كل فئات المجتمع من مصاعب الدنيا ومن وعثاء السفر فيها.
***
والضوء من خلال هذا التحقيق، سنسلطه، تحديداً على المستودع الخيري بمحافظة الرس، هذا الوعاء الخيري الذي يشكِّل خلية نحل جدّاً ونشاطاً، ويؤدي أعمالاً تتسم بالتعدد والتنوع، تشمل فئات مختلفة من المستهدفين، لتظل راية الخير مرفوعة في هذا المجتمع، وليظل مجتمعنا، مجتمع الخير، نموذجاً رائداً في التماسك والتعاضد ومد يد العون لكل محتاج حقاً معلوماً له دون منّ أو أذى.
تميُّز في المواساة
وهذا المشروع الخيري الذي يقوده رئيس المحكمة في محافظة الرس فضيلة الشيخ عبد العزيز الحمين صاحب المبادرات الكبيرة في مثل هذا المجال تحدث عنه في البداية الدكتور إبراهيم بن عبد الله الدويش، المشرف العام على المستودع الخيري الذي أكد على أهمية الصدقة في حياة الإنسان، مشيراً إلى أن المرء يكون في ظل صدقته يوم القيامة، وعليه تبقى الحاجة ملحّة لبناء هذا الظل قبل فوات الأوان.
ويصف الدويش المستودع الخيري بالرس بالتميُّز الواضح في مواساة الفقير والمسكين، حيث وقف عليه شخصياً ولمس أهمية الأدوار التي يؤديها، وقال الدويش إن الأبواب الخيرية المتنوعة التي يحتويها المستودع مفتوحة أمام الجميع، فلا عذر للمسلم، وعليه مجاهدة النفس وعدم التردد، لما لهذا العمل من أهمية كبرى ومن خير عميم يعود على المرء وعلى المجتمع.
المستودع الخيري.. لماذا؟
ويصف مدير المستودع الخيري بمحافظة الرس عبد الله بن محمد العواجي (الفقر) بأنه وجه كالح وشبح مخيف يجعل العزيز ذليلاً والرفيع وضيعاً، خاف منه النبي صلى الله عليه وسلم، وجُعل باب في الجنة لمن ساهم في القضاء عليه واستحق منزلة المجاهد في سبيل الله وهو جالس في بيته لمن قام على علاج آثاره.
وواصل العواجي قوله: هذا هو الفقر الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من الفقر ومن الجوع فإنه بئس الهجيع.. ووصف مقدار الهم والغم الذي يجده العامل في علاج ظاهرة الفقر في المجتمع قائلاً إنه لولا أربع لما استطاع المواصلة في هذا الميدان هي:
- دعم الحكومة - وفقها الله - لمثل هذه المشاريع وتذليل جميع العقبات والصعاب.
- وقوف المحسنين ودعمهم المادي والمعنوي.
- التلذذ بسماع دعاء الفقير لك حينما تقدم له مساعدة.
- قطع الطريق على من يستغل تلك الظروف الصعبة للأُسر لأغراض شخصية.
أهداف المستودع
يسعى المستودع الخيري بمحافظة الرس إلى تحقيق أهداف بعينها في المجال الخيري، وتتمثَّل هذه الأهداف في العناية بمواساة الفقراء والمساكين والعمل على تخفيف معاناتهم، وتوثيق التكاتف والترابط في المجتمع من خلال إيجاد همزة وصل بين الفقراء والمساكين والمحسنين واستثمار صدقاتهم وزكاتهم في مجال مواساة الفقر.
كما يهدف المستودع إلى العمل على بحث أسباب الفقر لدى الأُسر ومحاولة توجيهها لعلاجه، والعمل على استغلال مواسم الخير والأيام الفاضلة لحث الناس على مواساة الفقراء والمساكين، ومحاولة الاستفادة من الطاقات المادية والبشرية لخدمة الفقراء والمساكين والعمل على ايجاد أجواء مناسبة لها.
ويسع ى المستودع الخيري بمحافظة الرس إلى التركيز على مواساة الفقراء والمساكين واعتبارهم أقرب الطرق لرضا الله سبحانه وتعالى وتوفيقه لأسباب النجاح لكل مشروع، كما يعمل على استغلال حاجة الأُسر الفقيرة للمستودع، وتفعيل ذلك في توجيهها عبر البرامج الثقافية والمسابقات والتوجيه والإرشاد المباشر.
ويأتي من ضمن أهداف المستودع - أيضاً - العمل على الاستفادة من الفائض عن حاجات الناس سواء من الأثاث أو الولائم وصرفه بعد تعديله وتجهيزه للفقير، والعمل على استغلال وجاهة دعاتنا ومشايخنا في حثِّ الناس وتزكيتهم لتلك الأعمال، وتجزئة مشاريع المستودع على مبالغ يستطيع الجميع المشاركة فيها، وذلك من باب فتح المساهمة لجميع فئات المجتمع، وإيجاد مصادر وموارد مالية ذاتية لدعم مشاريع ميزانيات المستودع، وربط المجتمع بمشاريع المستودع وأعماله الخيرية.
مرافق المستودع
يقوم المستودع الخيري في محافظة الرس بأعماله من خلال مرافق متخصصة تتبنى أداء هذه الأعمال، وتتمثَّل هذه المرافق في الآتي:
* لجنة الأُسر:
وهي اللجنة الرئيسة في المستودع، وجميع مرافق المستودع وخدماته يتم الاستفادة منها عن طريق اللجنة والعمل كما يلي:
- استقبال طلبات التسجيل المحالة من إدارة المستودع.
- القيام بعملية متابعة تسجيل ودراسة حالة الأسرة عبر النظام المتسع وهو كما يلي:
* معرفة الدخل السنوي عن طريق الضمان الاجتماعي ووزارة المالية.
* معرف الدخل الشهري عن طريق تعريف بالراتب من المرجع التقاعدي عن طريق البنك العربي.
* تعبئة استمارة من إمام المسجد للإفادة عن وضع الأُسرة المادي والشرعي.
* تكليف لجنة البحث لزيارة البيت وكتابة تقرير مفصل عن احتياج الأُسرة ثم تصنيف الأسرة على الفئة المناسبة، ويستثنى من زيارة البيوت الأُسر المتعففة التي تواجه حرجاً في ذلك.
- متابعة البرنامج السنوي لرعاية الأُسرة عبر خمسة من مشرفي القطاعات وخمسين متعاوناً من المحتسبين في هذا المجال.
- استقبال الحالات الطارئة والسعي في علاجها عبر برنامج تفريج الكربة.
* ساحة الفرز:
ويتم بها استقبال التبرعات العينية وفرزها.
* ورشة التبريد والكهرباء:
وهي الورشة التي يتم من خلالها استقبال الأجهزة الكهربائية والثلاجات والمكيفات ليتم نقلها للصالة الرئيسة لصرفها.
* ورشة النجارة:
وهي المكان الذي يتولى صيانة الأثاث الخشبي، ومن ثم نقله للصالة الرئيسة ليتم صرفه للأُسر المستفيدة ما بين غرف نوم، مكاتب، وسرر.
* المغاسل:
يتم غسل الملابس بعد فرزها، ثم نقلها إلى معرض الكسوة لصرفها للمستفيد، وقد بلغ صادر معرض الكسوة سبعمائة ألف قطعة.
* ورشة الحدادة:
وهي ورشة تتولى عمل ما يتطلبه المستودع من أعمال الحدادة الخاصة بالأعمال الداخلية والخارجية للمستودع.
* الصالة الرئيسة:
وتتولى تنبيه المشرفين برسائل عبر الجوال بكل ما يرد للصالة من مواد غذائية وأثاث سواء من المحسنين أو من قسم الفرز، حتى يبادروا بصرفها لمستحقيها، وقد تمَّ صرف ما مقداره (34.241) من المواد الغذائية، كما تمَّ صرف ما قيمته (39.119) ريالاً من الأدوات الكهربائية والسجاد والأثاث المنزلي.
* الثلاجات:
وهي تؤدي عدداً من الأعمال الجليلة حيث قامت خلال الفترة القصيرة الماضية بتوزيع 3000 ذبيحة من لحوم الهدي والأضاحي، وتوزيع حوالي 990 كرتوناً من الدجاج، كما تمَّ توزيع كميات كبيرة من الفواكه والألبان.
* مصنع التمور:
وهو أحد مرافق المستودع المهمة، حيث إنه مصنع متكامل لضمد التمور وطحنها، والهدف منه استغلال موسم التمر لاستقبال صدقة وزكاة التمور، كما أنه مشروع استثماري لضمد التمر وطحنه بسعر مناسب للكيلو.
مشاريع المستودع
تتنوع المشاريع التي يتولاها المستودع من حيث الظرف الزماني إلى ثلاثة أنواع، الأول منها هو المشاريع الدائمة، والثاني هو المشاريع الموسمية، والنوع الثالث والأخير هو المشاريع المستقبلية.
ومن خلال السطور القادمة نستعرض ملامح هذه الأنواع وبعض التفاصيل المتعلقة بها.
(أ) المشاريع الدائمة:
وهي تأخذ مسماها من صفة الديمومة والاستمرارية التي تصبغها، حيث لا تغيب عن أداء دورها وتشكل وجوداً في كل الأحوال، وهي كما يلي:
- السلة الغذائية: وتحتوي على 14 صنفاً من المواد الغذائية الأساسية، وقد تمَّ خلال أيام العشر من ذي الحجة توزيع 290 سلة غذائية على الأُسر المستفيدة.
- تفريج الكربة: والمقصود بذلك مواساة والتكفل بالأعباء المادية لجراحة، وأعباء تسديد الإيجار وأعباء قيمة كهرباء للأُسر المحتاجة.
- العشرة اليومية: حيث يقوم المشروع على فتح حساب للأسرة في أقرب محل تموينات بمقدار عشرة ريالات يومياً، وذلك من أجل تأمين وجبة الإفطار للأُسرة.
علماً بأن البرنامج مستحدث وفي طور التجربة.
- سقيا الماء: وبلغت الإحصائية 400 طلب للأُسر والبرادات وبعض المساجد، وتمَّ تشغيل بعض الآبار في القرى المجاورة.
(ب) المشاريع الموسمية:
وهي المشاريع التي تتكرر بشكل دوري حسب المواسم، وتتشكَّل وفقاً لما يلي:
- توزيع المساعدات المالية: وقد تمَّ صرف مليون ومائتي ريال مساعدات مالية، وسبعمائة ألف ريال مساعدات مالية أخرى، وخمسمائة ألف ريال مساعدات للايجارات.
- إفطار صائم: وبلغ المستفيدون منه خلال شهر رمضان 1424هـ ما يربو عن (2500) صائم موزعين على ثمانية مساجد داخل محافظة الرس وما جاورها، بتكلفة إجمالية قدرها مائتان وستون ألف ريال.
- الحقيبة والمريول المدرسي: وتمَّ توزيع ما مجموعه (1700) حقيبة مدرسية على أبناء الأُسر المستفيدة بتكلفة قدرها خمسة وثمانون ألف ريال، كما تمَّ توزيع ألف مريول مدرسي بتكلفة قدرها عشرون ألف ريال خلال عام 1424هـ.
- لحوم الأضاحي: وهو من المشاريع التي استقطبت حوالي 1400 كلجم من اللحوم بعد أن تمَّ تحديد ثلاثة مواقع لاستقبال لحوم الأضاحي وهي أمام مقر جمعية البر الخيرية بالرس، وأمام أسواق بندة، ومقر المستودع الخيري خلف المعارض.
- فائض الولائم: وقد تمَّ استقبال الفائض خلال عام 1424هـ، حيث وضعت لوحات خاصة بهذا المشروع في قصور الأفراح والاستراحات العامة.
- العمرة في رمضان: واستفاد من هذا المشروع بعض الأسر علماً بأن تكلفة المعتمر الواحد (250) ريالاً.
- زكاة الفطر: تمَّ استقبال وتوزيع حوالي 25 طناً من الزكاة في عيد الفطر الماضي حيث تمَّ تخصيص خمسة مواقع لاستلامها.
- كسوة العيد: وقد استفاد من هذا المشروع ما يقارب 400 أُسرة.
- مشروع السخّان: واستفاد منه 40 أُسرة خلال العام 1424هـ.
(ج) المشاريع المستقبلية:
يسعى المستودع الخيري لتحقيق بعض المشروعات مستقبلاً بما يحقق أحلاماً عزيزة على النفس حيث يدخل في هذه المشاريع المستقبلية:
- الإسكان العام للأُسر شديدة الفقر.
- إيجاد فرص عمل للنساء الفقيرات في مدارس البنات وقصور الأفراح وغيرها.
- السعي لتشغيل الشباب في المحلات التجارية والمؤسسات العامة ونقل المعلمات والطالبات مع عقد دورات لتأهيلهم للعمل.
- إيجاد مقر للمستودع في السوق التجاري لتسويق منتجات الأُسر الفقيرة ويكون بنسبة 70% من المبيعات للأُسر الفقيرة.
- إيجاد مقر لخدمات الطلاب والطالبات لكتابة البحوث والصحائف وعمل الرسومات والتصاميم والمطويات الثقافية، ويكون ذلك عن طريق الفتيات الفقيرات واللاتي تمَّ تدريبهن مجاناً على العمل بالحاسب الآلي، بحيث يكون المكتب همزة وصل بين الفتاة والسوق، وتكون نسبة 70% من الدخل للفتاة.
- استثمار الورش الداخلية في المستودع للعمل خارج المستودع والدخل يعود لميزانية المستودع.
- السعي لإيجاد أوقاف يكون دخلها للمستودع الخيري.
وبعد
تلك كانت لمحة من أنموذج حي للعمل الخيري في بلادنا، يعمل بكل همَّة لكي يكون له دوره وبصمته وأثره الإيجابي، يتناغم مع أدوار عديدة تؤديها العديد من مواقع الخير في بلادنا، ويسعى لكي يكون مجتمعنا كعهده، مجتمعاً للخير والتكافل والتراحم.. كلما اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
نعم هو أنموذج يشكِّل نموذجاً لعطاء خيري كبير ينتظره، لكنه يحتاج لتفعيل دوره، وذلك من خلال بعض ما يعين على الاستمرار، وهو قليل قياساً بالمرور العظيم المُرتجى.
فالسيارات الموجودة في المستودع تعتبر قليلة قياساً بكثرة المتعاونين في توصيل الطلبات للأُسرة، والحاجة ترتفع لسيارات نقل كبيرة لتوصيل الإعانات والمساعدات للقرى حيث تصل المسافة إلى 200 كيلومتر، والحاجة ملحة كذلك لسيارات ثلاجة يتم من خلالها توزيع اللحوم والألبان والخضار داخل الرس والقرى المجاورة في فصل الصيف، والحاجة قائمة.
- أخيراًَ - لزيادة الموظفين والعمال، حيث يتطلب ذلك توفير المرتبات الشهرية، فمقدار الرواتب في الوقت الحالي ثلاثون ألف ريال، وراتب الموظف الواحد يبلغ 2000 ريال شهرياً، والعامل 700 ريال، والمؤمل تأمين جزء من الراتب، وذلك عبر الاستقطاع الشهري أو الاشتراك السنوي.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved