كنتُ في ضيافة رئيس التحرير ليلة البارحة، حيث جذبَنا الحديث من أطرافنا حتى ترهلت - تماماً كطرح أغلب كتّابنا المخضرمين - وبينما نحن كذلك أمسكت ( بتلابيبه) ! -لا عليكم.. ليس رئيس التحرير- وإنما ذلكم الحديث الذي دار حول الصحافة وهمومها..فقلت له: أنا وأنت والبقية نعلم ماذا يفعل قلم الكاتب، حين يتجلى عن حضور صادق. السؤال: لماذا لا يترك فينا حضور كتابنا أثراً ؟ هل لأنه قد ترسخت لديهم تلك المقولة:(نحن أمة لا تقرأ وإذا قرأت لا تعي) حتى آمنوا بها؟ أم هو عدم إيمانهم بقدرة أقلامهم على التأثير ؟ أم هي قلة المساحة المتاحة للتعبير ؟ أم هي تلك الهوة التي تفصلهم عن هموم القارئ؟ أم أن الكتابة بالنسبة لهم شرفية ( لزوم الوجاهة يعني ) ؟ أم هو اطمئنانهم لتجذر محابرهم بتلك الزوايا (الاحترافية) وبالتالي لا خوف على أعمدتهم من أقلام((كتّاب الحواري))؟ أم أن الزمن قد تجاوزهم (على اعتبار أن معظمهم من جيل قضى..) أم.. وأم ... فقال حسنا سأجيبك. وما إن فتح فاه يريد التحدث إلي..حتى قُرع جرس الباب وإذا به أحد الكتّاب المتجذرين في الصحيفة. هنا قال لي رئيس التحرير: ما رأيك يا (الشايع) لو نترك الأمر لكتّابنا ليجيبوك عن تساؤلك ؟ فحدق بي كاتبنا المتجذر بحنق وقال: (خير وش فيه يا الشايع ؟) ومن فرط خوفي قلت: أحب أن أقول لك إني كتبتُ كثيراً وقرأت كثيراً وما حسبت أني أنا، إلا حين قرأتك فعلمت أنك الأجمل والأروع، فلك مني كل التقدير والاحترام.! فقال بصوتٍ يملؤه التحدي: (أشوى فكرت مو عاجبك قلمي هالباركر ..!) وبينما أنا كذلك..لم انتبه لنفسي إلا وأنا جالس على فراشي الوثير، وقد غادر النوم جفني الرقيق.. فحمدت الله أن كان حلماً وليس حقيقة.
|