تفاعلاً مع ما كتبه أحد الإخوة في ملحق الرياضة بتاريخ التاسع من الشهر الجاري مشيداً بالجهود الكبيرة والعطاءات الكثيرة التي يقدمها للرس ابنها البار رجل الأعمال خالد عمر البلطان والتي هي محل تقدير وامتنان من كافة أبناء هذه البلدة رجالاً ونساءً صغاراً وكباراً، ولا غرابة فقد عرفت الرس مثل هؤلاء الرجال المهمين بالنسبة لها والمؤثرين في تاريخها الطويل ولا تزال قادرة على إنجاب الرجال المؤثرين في حاضرها المشرق تحت ظل قيادتنا الغالية التي تربينا في كنفها على حب الوطن والدين وولاة الأمر. وأجدُ من المناسب أن أذكر نبذة مختصرة عن بعض الرجال الذين كان لهم دور بارز ومؤثر في ماضي هذه البلدة وحاضرها، وأخص بالذكر: 1- العلامة الشيخ قرناس العبدالرحمن المحفوظي العجمي -رحمه الله- والمتوفى في شهر رجب من عام 1262هـ الذي ولاه الإمام تركي القضاء على عموم القصيم وعندما حاصر الأتراك الرس في أواخر شعبان عام 1232هـ في حملتهم الغاشمة على الدولة السعودية الأولى بقيادة إبراهيم باشا تولى قرناس قيادة المقاومة طوال فترة الحصار التي استمرت قرابة أربعة أشهر اضطر بعدها الأتراك إلى مصالحة أهل الرس على دمائهم وأموالهم وسلاحهم وبلادهم وجميع ما عندهم وفقاً لما ذكره ابن بشر في كتابه: (عنوان المجد في تاريخ نجد). 2- الشيخ ناصر العلي الدغيثر -رحمه الله- أحد مشاهير العقيلات وبطل معركة ميسلون التي وقعت في تموز عام 1920م والتي شارك فيها أبناء نجد إلى جانب السوريين ضد القوات الفرنسية، وقد أشاد - لورانس - مؤلف كتاب (أعمدة الحكمة السبعة) في أكثر من موضع ببطولة ابن دغيثر وشجاعته في معارك الجيش العربي مع الأتراك. ولمزيدٍ من البسط والإيضاح أحيل القارئ الكريم إلى ما كتبه أبوعبدالرحمن بن عقيل في جريدة الجزيرة بتاريخ 7 شوال 1415هـ حول هذا الموضوع. 3- الشيخ حمد منصور المالك -رحمه الله- أحد وجهاء الرس الكبار، كانت حياته كلها سجلاً حافلاً بالعطاء وكان ضمن منظومة طويلة من الفرسان الذين وهبوا الوطن الغالي حبهم وإخلاصهم، عاصر توحيد المملكة العربية السعودية وما تلاه من أمن واستقرار وتقدم وكرس حياته طوال قرن من الزمان لخدمة مواطنيه ومساعدتهم والمطالبة بما تحتاجه الرس من مختلف الخدمات وساعده على ذلك علاقاته الواسعة بالملوك والأمراء والعلماء والقضاة وكبار المسؤولين ومختلف الطبقات، وخير ما نستشهد به على إسهاماته الفاعلة في خدمة وطنه ومواطنيه ما كتبه عنه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز آل سعود من أنه عندما كان أميراً لمنطقة القصيم عرف الشيخ حمد المالك واحداً من أخلص الناس في حبه لوطنه وقيادته وعوناً لإخوانه المواطنين وكثير اللقاءات بالمسؤولين من أجل مساعدة مواطن أو مطالبة بمشروع يخدم مدينة الرس، وهذه الكتابة من جملة ما كتب عن الفقيد في كتاب (حمد المنصور المالك 1312 - 1412هـ سجل حافل بالعطاء) من تأليف الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة. لقد كانت خسارة الرس بغياب هذا الرجل أكبر من كبيرة ولا عزاء للرس إلا بأبنائه وأحفاده الذين لم ينقطعوا عن التواصل معها بالرغم من إقامتهم الدائمة في مدينة الرياض. 4- ومن أبرز وجهاء الرس في الوقت الحاضر وكيل المحافظة الأستاذ خالد العساف الذي يحس المواطنون أن المسؤولين قد أحسنوا صنعاً باختياره لهذا المنصب المهم، وأن السنوات القليلة التي مضت على وجوده في هذا المنصب قد أثبتت أنه عند حسن ظن الجميع قولاً وعملاً وأنه بحق الرجل المناسب في المكان المناسب في تواضعه وتقديره لخاصة الناس وعامتهم من مراجعي المحافظة، وفي ثقافته الإدارية والعملية الواسعة وفي حرصه ومتابعته لكافة احتياجات المحافظة والمراكز التابعة لها وحتى في علاقاته الاجتماعية مع المواطنين خارج العمل والمتمثلة في زيارة مرضاهم وتعزيتهم في موتاهم وتفقد احتياجاتهم. وأستطيعُ أن أقول بكل ثقةٍ إن الرس كانت محظوظة بتعيينه في هذا المنصب الكبير الذي يستاهله. 5- الشيخ صالح مطلق الحناكي رجل الأعمال المعروف وأحد أجواد العرب في العصر الحديث الذي يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، مستودعاته مفتوحة للمحتاجين من داخل الرس وخارجها وعطاياه الوفيرة لا تقوى على حملها غير السيارات، يتبرع للجمعيات الخيرية والإنسانية ويدعم المرافق الصحية والتعليمية وغيرها من المرافق والمشروعات ذات النفع العام نسأل الله أن يجزل له الأجر والمثوبة وأن يطيل في عمره وأن يكثر من أمثاله من الخيرين الذين ينفعون العباد والبلاد. 6- وأخيراً الشيخ خالد عمر البلطان رجل الأعمال والعقاري المعروف الذي أشار الأخ الكاتب إلى بعض أفضاله على هذه البلدة التي تفخر بانتمائه إليها ويثمّن كل فرد فيها ما يبذله من أجلها من العطاء السخي في كافة المجالات وعلى رأسها مجال الرياضة، ولاشك أن تكاثر الداعمين لمشاريع الخير والتنمية في بلادنا يجعلنا أكثر اطمئناناً وأكثر تفاؤلاً بمستقبل أفضل تتضافر فيه جهود الدولة المباركة مع جهود المواطنين المخلصين لوطنهم ومواطنيهم، وأحسب أن الإشادة بجهود مثل هؤلاء الرجال في ماضي الزمان وحاضره هو أقل الواجب لهم علينا ولعل الثناء يكون حافزاً لغيرهم للتأسي بهم والتشبه بهم.
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح |
محمد حزاب الغفيلي / الرس |