Saturday 26th February,200511839العددالسبت 17 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

إجراءات أمن مشددة في الدوحةإجراءات أمن مشددة في الدوحة
إقالة سعود بن محمد آل ثاني واختلاسات تقدر بمليار

* دبي - سيف الصانع:
أكدت مصادر قطرية مطلعة ل(إيلاف) أمس أن إقالات واعتقالات شهدتها الدوحة في اليومين الأخيرين على إثر إقالة أحد أبرز رجالات عائلة آل ثاني الحاكمة من منصبه الرفيع، وكان أمير قطر الشيخ حمد آل ثاني أقال قبل أيام سعود بن محمد بن علي آل ثاني من منصب رئيس المجلس الأعلى للثقافة والفنون وهو هيئة حكومية يرعاها الديوان الأميري على الدوام للإشراف على العمل الثقافي والتراثي في البلاد. ولوحظ أن اسم الشيخ سعود وكذلك صوره ونشاطاته شطبت من مختلف المواقع الإلكترونية التي تعنى بالشأن القطري. وكذلك تم إجراء تغيير شامل في الموقع الإلكتروني للمجلس الأعلى للثقافة والفنون والتراث، بحيث صار لا يشير إلا إلى القيادة الجديدة.
وتعتقد المصادر ان إقالة الشيخ سعود، وهو أحد المقربين من الدائرة الضيقة لأسرة الحكم حيث هو شقيق مديرة مكتب زوجة الأميرة الشيخة موزة المسند، ربما تأتي في إطار خلافات داخل أسرة الحكم.
ورغم أن الأوساط الرسمية والقريبة من أسرة الحكم تتكتم على التطورات الراهنة، إلا أن هناك من يتحدث عن حال التأهب الأمنية خشية ردات فعل غاضبة.
وفيما امتنعت المصادر عن التصريح بأن الشيخ المقال سعود (الذي يحمل الجنسية البريطانية أيضاً)، لا يزال في الدوحة أم لا؟ فقد رفضت التلميح بمكان وجوده حالياً، إلا أن ما توفر ل(إيلاف) من معلومات قالت إن المسؤول السابق طار إلى لندن منذ إقالته في السادس عشر من هذا الشهر، كما لم تؤكد تلك المصادر أو تنف ما تناقلته الأنباء من الدوحة التي تقول إنه (اختلس ما يعادل المليار ريال قطري). وقالت الأنباء إنه في إطار التحقيقات التي شرعت فيها السلطات الأمنية والقضائية القطرية على الفور، فإن حملة اعتقالات واسعة طالت عدداً من المسؤولين وبعض المقربين من الشيخ سعود بن محمد بن علي آل ثاني، الذي هو بدوره كان مقرباً من وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء حمد بن جاسم بن جبر الذي يتعهد فضائية (الجزيرة) بالتمويل والدعم. يذكر ان هذه الفضائية ستتحول إلى شركة مساهمة عامة في غضون أسابيع بقرار من أمير قطر.
يشار إلى أن الشيخ سعود، المعروف عنه تجارته بالآثار والمقتنيات التاريخية النادرة، هو حفيد مؤسس دولة قطر الحديثة الشيخ الراحل علي بن عبد الله آل ثاني الذي حكم قطر من 1949 إلى 1960 حيث خلفه ولده الراحل الشيخ أحمد بن علي قبل ان يتولى السلطة الشيخ خليفة بن حمد الذي ظل يحكم قطر من العام 1971 حيث أطاح به ابنه الأمير الحالي الشيخ حمد في العام 1995م.
وكان عدد من أسرة الشيخ أحمد بن علي آل ثاني عادوا إلى الدوحة في إطار مصالحة عائلية، حيث تمتيناً للمصالحة تم تعيين عدد من أحفاد الشيخ علي بن عبد آل ثاني في مناصب مهمة، وكان من بينهم الشيخ سعود الذي تولى منصب رئيس المجلس الأعلى للثقافة والفنون.
وإليه، فإن منصب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث آل وللمرة الأولى إلى غير واحد من أسرة آل ثاني، وكان من نصيب الدكتور محمد عبد الرحيم كافود الذي سارع إلى التصريح بعد توليه المنصب بأمر أميري من جانب الشيخ حمد بن خليفة بالقول (نعلم جميعاً اهتمام سمو أمير البلاد المفدى حفظه الله بالثقافة إلى جانب اهتماماته بمختلف الجوانب الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية لجعل دولة قطر في المقدمة).
وأضاف كافود (إن تطلعات سمو الأمير هي أن تكون قطر دولة متكاملة في جميع عناصرها ولذلك فقد أولى اهتماماً خاصاً بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث حينما أعاد تشكيله واختار أعضاء متميزين له ومشهوداً لهم بالخبرة والكفاءة).
وكان الأمير حمد بن خليفة أصدر الثلاثاء الماضي قراراً أميرياً بتعديل بعض أحكام القرار الأميري رقم 14 لسنة 2004م بإعادة تشكيل المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث، ونص القرار على أن يعين الدكتور محمد عبد الرحيم كافود رئيساً للمجلس الوطني وتكون مدة رئاسته للمجلس مكملة لسلفه.
وحسب صحيفة (الشرق) القطرية، فإن الدكتور كافود يعتبر أحد أبرز الوجوه الثقافية في الخليج والبلاد العربية عامة، وولد في الدوحة عام 1949 وحصل عام 1974 على ليسانس الآداب (لغة عربية) من جامعة الأزهر ثم الماجستير في الأدب الحديث (الأدب القطري الحديث) عام 1978 والدكتوراه في النقد الحديث (النقد الحديث في الخليج). وأصبح معيداً بكلية التربية، قسم اللغة العربية بجامعة قطر ثم مدرساً مساعداً بكلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية وعميداً للكلية ثم نائباً لمدير الجامعة للبحوث وخدمة المجتمع، وفي 30 أكتوبر 1996 عين بقرار أميري وزيراً للتربية والتعليم والثقافة ثم وزيراً للتربية والتعليم والتعليم العالي بين عام 1998 و2001، ومن عام 1999 إلى عام 2001 أصبح رئيساً لمجلس إدارة كلية قطر التقنية وعين عام 2004 عضواً في المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث، وعلى صعيد البحوث والدراسات أصدر الدكتور كافود مجموعة من الكتب منها: الأدب القطري الحديث، النقد الأدبي الحديث في الخليج العربي، ديوان أحمد بن يوسف الجابر (جمع وتحقيق مشترك)، القصة القصيرة في قطر، دراسات في الشعر العربي المعاصر في الخليج العربي، الشعر العربي الحديث في قطر (موسوعة البابطين للشعراء العرب)، ودراسات في المسرح القطري، القضايا الفكرية والاجتماعية في المسرح القطري، أولويات النقد الأدبي في دول مجلس التعاون، بانوراما القصة القصيرة في قطر (دراسة)، إشكالية الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة، وفي عام 2005 صدر له عن المجلس الوطني (دراسات في الشعر والنقد).
ويشارك رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث في العديد من اللجان الثقافية بجامعات الخليج، وعضوية مجلس الأمناء بموسوعة البابطين للشعر، كما مثل قطر في العديد من المؤتمرات لوزراء الثقافة والتربية والتعليم العالي وندوات ولقاءات فكرية وثقافية على المستويين المحلي والعربي.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved