إنَّ الفرصة مواتية لكشف وتعرية الأفكار الهدامة التي تقف خلف ظاهرة الارهاب.. فالارهاب لا ينتمي لدين أو أصول انسانية، وإنما هي حالات شاذة خارجة عن نطاق العرف الأخلاقي والانساني.. ولعل استعدادات المناطق لحملة التضامن ضد الارهاب، التي تنطلق ضد الارهاب في عموم مناطق المملكة بالتزامن مع المؤتمر الدولي للارهاب الذي تستضيفه العاصمة السعودية بمشاركة أكثر من 50 دولة ومنظمة دولية، تحقق ذلك. وما تعرضت له بلادنا الحبيبة من أعمال ارهابية على يد فئة ضالة كان اختبارا لتماسك الشعب وبسالة رجال الأمن الذين واجهوا العبث بالحزم والرفض لكل أشكاله وألوانه.. وهذه الزوبعات لا يمكن لها النيل من شموخ هذا الوطن المؤمن بربه الواثق بقيادته وسمو أخلاقه.. فعلى الجميع ضرورة التنبه والحذر من كل فكر دخيل وسلوك غريب يسعى الى التشويش وزرع الاوهام والمعتقدات في نفوس الأجيال. والحملة تعطي الفرصة أمام المفكرين ورجال التربية والتعليم للعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة واتخاذ الوسطية منهجا للحياة العامة.. فالمسؤولية تقع على كل فرد من أبناء هذا الوطن، وان عظم المسؤولية مضاعفة على المفكرين والعلماء ورجال التربية نحو تصحيح المفاهيم الخاطئة والعمل على دفع الأمة إلى فضائل الأمور. ولعل الهدف من الحملة نبذ الغلة والتطرف وتعزيز الولاء والانتماء لهذا البلد المبارك والاشادة ببسالة رجال الأمن للتصدي لهذه الفئة الضالة اضافة الى تعزيز موقف المواطن والمقيم في التعامل مع رجال الأمن للتصدي لهذه الظاهرة. الارهاب ظاهرة خطيرة على المجتمعات الدولية، وهذا يفرض على الجميع الوقوف صفا واحدا ضده.. فالمملكة هي احدى الدول التي عانت من الارهاب وكانت أول من دعت الى تعاون دولي من أجل مكافحته، ومشاركة أكثر من 50 دولة اسلامية وعربية وصديقة في المؤتمر يدل بوضوح على المكانة البارزة التي تحظى بها البلاد قيادة وشعبا في المجتمع الدولي.فنتمنى من الجميع التكاتف ضد كل عمليات الارهاب، بحيث يكون درعا وسندا لوطننا.. وما نملك أن نقدمه في هذه الأوضاع الأمنية هو الدعاء والتضرع بأن يبدد الله نوايا الأشرار وأن يحفظ أمتنا من كيد الكائدين. إن ظاهرة الارهاب التي تفتك بالمجتمعات عموما وتهدد المجتمع السعودي توجب على الجميع الوقوف في وجه هذا الطوفان المدمر للدين والدنيا.
|