قدمت روحك للبلاد فداء
ورسمت دربك للورى عنوانا
وأقمت بالعزم المأجج وحدةً
حتى تقدم للعلا لبنانا
في كل قلبٍ قد غرست محبةً
تعلو بها وتحاجج البهتانا
قم يا رفيق الحق وانظر مأتماً
كل الأحبة دمدموا أحزانا
كل الأحبة قد توقد نبضهم
لهباً يشاطرني الدنا سلوانا
عيني وعين الحالمين بومضةٍ
راحت تكسر في الدجى برهانا
يا من حلمت بفجر حبٍ نوره
بين الجموع يعانق الشريانا
يامن وقفت على الثغور مرابطاً
تحمي الحما وتنكس العدوانا
يا من حلمت بأمن لبنان التي
راحت تبث من العيون حنانا
يا من أقمت من العلوم شواهقاً
تدعو لعلمٍ يقتفى إيمانا
تبني دعائم يستطيل ركابها
بين الخطوب تُنازل الفرسانا
وعقود في ركب الصلاح مناجياً
همماً تشيد في الوجود مدانا
وبكل ضاحيةٍ أقمت منازلاً
ترعى يتيماً يكتوي حرمانا
صوت البلاد الحر فيك حنينه
نبض المشاعر قد بدا فيضانا
نسجت خيوط الحزن من شريانها
قلباً اقام من الضنى بركانا
هذي عيون الحزن تمطر دمعها
فيضاً سخياً للوفا عنوانا
هذي شغاف القلب ترسم حبها
لتبث فيك من الرضا تحنانا
لبنان تنعى بالرفيق مصابها
قامت لتطلق في النحيب عنانا
قامت لتطلق من أنين صاخبٍ
صوتاً يعبر عن مدى شكونا
لبنان لما سيدتك شغافها
كانت تجل مكانكم عرفانا
أهل الضلال قد استبد بفكرهم
حقداً دفيناً قد بدا عنوانا
هم أوصلوك إلى مناك بغدرهم
فربحت أنت وأدركوا الخسرانا
فإلى الصعود إلى النعيم مخلداً
بين الجنان تعانق الأغصانا