|
|
انت في
|
كل الآثار الأدبية قد يغفر لها القارئ والأديب جانب المجاملة، ويجد لها مخرجاً من هذا السلوك، إلا شيئاً واحداً هو عمل الناقد، فإن الناقد متى ما تلوَّنت المادة التي يكتبها بثوب من المداهنة أو المجاملة فإن جهده ينهد فوق رأسه، وينتهي به المطاف أن تمقته الحياة الأدبية، ولكن هذا لا يعني أن الناقد، غير إنسان، وليس له عواطف البشر، وميولهم ورغباتهم، بل الناقد الجيد، هو صاحب القلب الكبير والأذن المرهفة والإنسان الفنان بفكره وكلماته، وهو الذي يحاول أن يبني لا أن يهدم، ويرتفع بمستوى النشء دون أن يحطمهم، أن يستشعر روح مجتمعه، ويعيش آثار هذا المجتمع فيما يكتبه أفراده. من هذا المنطلق نجد أن مهمة الناقد شائكة وشاقة، إنه المرآة التي تنظر من خلالها الأمم إلى آدابها ومتى كانت تلك المرآة صافية أعطت صورة صادقة لواقع ذلك الأدب، فهي تعرِّي الواقع، الحسن تظهره بكل جماله وجلاله، والسيئ يظهر نشازاً، يخدش إنسان العين. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |