وزارة العدل وخطوات التحديث والتطوير
صالح إبراهيم المنيف

تولي وزارة العدل اهتماماً خاصاً بموضوع مجمعات المحاكم ومقراتها وإقامتها على أحدث طراز في مختلف أنحاء المملكة مدنها وقراها.. وقد قطعت في هذا المجال خطوات حثيثة، وحققت إنجازات طيبة في هذا الميدان، وتم تنفيذ عدد من المحاكم في مختلف أرجاء المملكة، وذلك لما تمثله هذه المقرات الحديثة من أهمية في أداء الدوائر الشرعية لمهامها وأعمالها بأسلوب حضاري متطور يواكب العصر وينجز المهام، ولما تمثله المحاكم من مدلول شرعي وقيمة عدلية سامية في نفوس الجميع.
وإن تدشين معالي وزير العدل الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ يوم الأربعاء الماضي للمقر الجديد للمحكمة الجزئية بمكة المكرمة الواقع على طريق أم القرى والمطل على ميدان أسواق الحجاز، والذي تم تجهيزه بكافة المتطلبات والتقنية والمستلزمات، يأتي في سياق اهتمام معاليه بمقرات المحاكم وكتابات العدل واحلالها المكانة اللائقة بها.. كما تعتبر هذه الزيارة التي قام بها معالي الوزير الى مكة المكرمة تجسيدا حيا لما يوليه معاليه لمرافق القضاء في المملكة من عناية واهتمام انطلاقاً ووفقاً لتوجيهات ولاة الأمر - وفقهم الله تعالى - في هذا السبيل وسعياً لتحقيق الأمثل في قطاع مرافق القضاء الشرعي.
إنَّ وزارة العدل تسير بخطى حثيثة ومتلاحقة في التحديث والتطوير وتحقيق الإنجازات المتواصلة على كافة الأصعدة، ومن ذلك ما تحقق في مجال صدور الأنظمة العدلية الجديدة وتطوير الإجراءات وإعداد الكوادر البشرية وادخال التقنية الحديثة والحاسب الآلي في الأعمال، وكذلك المشاريع الخاصة بمباني ومقرات المحاكم. ولعلنا نشير هنا الى انه من ابرز المشاريع في منطقة مكة المكرمة والتي هي تحت التنفيذ الفعلي مبنى لمحكمة العامة بجدة الذي صمم على أحدث طراز وأجمله وروعيت فيه كل الاحتياجات العصرية المتطورة ويلبي كافة المتطلبات الحديثة للمحكمة، وسوف يمثل معلماً حضارياً بارزاً وشامخاً من معالم مدينة جدة، يكلف في مرحلته الأولى 45 مليوناً، ومازالت المشاريع والإنجازات تتوالى بحمد الله تعالى.
وإن هذه الدولة المباركة التي قامت على هدى من الله وشرعه المطهر وهي أسس راسخة ومتينة في بناتها وكيانها، قد أولت القضاء اهتماماً وعناية خاصة ورعاية تامة منذ عهد المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز حتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين، الذي بلغت فيه هذه العناية أوج درجاتها فتحققت هذه الإنجازات المتوالية التي نراها في الواقع {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}.