عرض - المحرر الفني:
اليوم نواصل ما بدأناه بالأمس مستكملين مسيرة الجنادرية التي استمرت منذ عام 1405هـ وحتى يومنا هذا..
هذا المهرجان المستشرف لغده والمستذكر لماضيه والراوي بصدق لحاضر مجيد.. هذا المهرجان الذي ينمو كل عام ويلامس بأطرافه شغاف القلوب ويتنافس عليه كل من يعشق هذا الوطن الكبير.. ما زال المهرجان يشبه في حركته خلية النحل التي لا تهدأ فالعمل مستمر طوال أيام السنة والجميع هنا يرغبون في عمل الأفضل المتجدد..
****
عرايس المملكة
في الدورة الحادية عشرة لمهرجان الجنادرية وفي عام 1416هـ كان عرس المهرجان بقيادة شاعر السلام الوطني الشاعر الكبير إبراهيم خفاجي في نصه (عرايس المملكة) الأوبريت والنص الذي شبّه المناطق الخمس بالعرائس فكان ان لحنه الفنان محمد عبده وغناه إلى جانبه الفنان طلال مداح وعبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد فيما أخرجه مسرحياً شركة فرنسية وتلفزيونياً فطّيس بقنه وكان هذا الأوبريت (نواة) أخرى لأفكار متعددة يتقدم بها الشعراء المتنافسون.
هذا الأوبريت كان خفاجي فيه متغزلاً رائعاً في مناطق المملكة ومدنها متجولاً يصف كل عروس فيها بما تستحقه من حب وغزل لطالبيها.
كفاح أجيال
في المهرجان الثاني عشر للجنادرية وفي عام 1417هـ جاء أوبريت الجنادرية مختلفاً يحكي عن كفاح الأجيال منذ عهد المؤسس وحتى يومنا هذا..
فكان الشاعر صالح الشادي هو بطل الأوبريت وشاعره بأوبريت (كفاح أجيال) لحنه له الفنان محمد شفيق وأداه الفنان طلال مداح ومحمد عبده وعبادي الجوهر وعبدالمجيد عبدالله وعبدالله رشاد وعلي عبدالكريم ورابح صقر وقد شهد هذا الأوبريت (زخماً) كبيراً في عدد الفنانين المشاركين حيث بلغ عددهم سبعة فنانين نال كل واحد منهم نصيبه في الغناء للوطن وتقاسموا مع الكاتب والملحن كعكة الوطن في أبهى حللها.
هذا الأوبريت أخرجته مسرحياً شركة فرنسية متخصصة وأخرجه للتلفزيون المخرج فطيس بقنه.
كتاب مجد بلادنا
جاء أوبريت (كتاب مجد بلادنا) في دورة المهرجان الثالثة عشرة في عام 1418هـ والذي كتبه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن مساعد جاء مغايراً تماماً في الطرح ومتوافقاً في مضمونه مع ما سبق إلا أن طرح عبدالرحمن بن مساعد كعادته يكون مميزاً فهو يعشق ان يكون مختلفاً بمدرسته المختلفة في الشعر النبطي فكان محلن الأوبريت محمد شفيق رائعاً حين تعامل كما ينبغي مع مفردات الأوبريت وتحويله إلى (كتلة) من الطرب ألهبت كل من استمع له...
وهذا الأوبريت غناه كل من طلال مداح ومحمد عبده وعبدالمجيد عبدالله وعبدالله رشاد وأخرجه مسرحياً السعودي عامر الحمودي بمشاركة شركة فرنسية متخصصة فيما أخرجه للتلفزيون فطيس بقنه وفي هذا العام تم إدخال الجانب الدرامي لأول مرة حيث شارك مجموعة من كبار ممثلي الدراما المحلية أمثال راشد الشمراني وعبدالعزيز الحماد وآخرون إضافة إلى العروض الفلكلورية المعتادة للفرق الشعبية.
وقال قايل: ( ذولا بدو والنفط هو كل السبب..
جاهم وغيّر سيرهم.. كانوا بجهل وما تلاشى واحتجب
إلا بسواعد غيرهم.. ذولا عرب في دينهم مافيه حقوق إنسان.
ذولا عرب في بلادهم الظلم والحرمان)
يا مخالف المعقول.. قل كل مابتقول..
زد في همومك زد.. واحسب علينا وعد.. ارسل رياح الحقد..
واسمع جواب الشعب..
المصدر المسؤول:
إذا هبّت رياح الحقد
وكتّر في الحكي مغبون
حمدنا ربنا المعطي وعذنا به من الشيطان
واذا زاد الغثى والهرج زدنا لمن حسدنا عيون
تشوف الخير في بلادي
وتملا قلوبهم أحزان
عوايدنا نصد الغيض
ونمسح دمعة المحزون
واخذنا من ملكنا الحلم
ورد الجهل بالإحسان
واذا زاد الجهل زدنا صبر حتى يضيق الكون
واذا راح الصبر صرنا حمم تطغى أمر بركان
فارس التوحيد
هنا لا بد ان نتوقف كثيراً عند هذه (الملحمة) التي وافقت في دورة المهرجان الرابعة عشرة عام 1419هـ احتفال المملكة بالمئوية حين تصدى مهندس الكلمة وشاعرها وعاشقها الأمير بدر بن عبدالمحسن لكتابة النص الأجمل وقد تم استغراق تجهيز الملحمة الشعرية هذه عاماً كاملاً وللمعلومية فقد فاز هذا النص بجائزة مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون حيث تم اختياره كأفضل الأعمال الوطنية الشعرية الدرامية وقد لحن العمل الفنان محمد عبده.
فيما شارك في الغناء كل من طلال مداح ومحمد عبده وعبادي الجوهر وعبدالمجيد عبدالله إلى جانب المجاميع البالغ عددهم 1000 شخص وتضمن مشاركة ستة عشر ممثلاً حيث اعتمد الشاعر على كتابة سيناريو تاريخي (مكثف) من خلال استخدامه العمل المسرحي والدرامي والحبكة السينمائية والموسيقى التصويرية أما الفنانون المشاركون في العرض الدرامي فقد شارك كل من الفنان الدكتور الراحل بكر الشدي وراشد الشمراني ومحمد الطويان وعبدالعزيز الحماد وعبدالإله السناني ومحمد العيسى وآخرون وتم عرض 33 لوحة ونقل الأوبريت لأول مرة على الهواء مباشرة في عدة قنوات مع القناة الأولى منها mbc وart (منتجة العمل) وقناة المستقبل وlbc وسط متابعة فضائية وإعلامية عربية واسعة وأخرج العمل مسرحياً مايكل بارترر ومعه فريق فني للإضاءة والصوت من المملكة المتحدة (بريطانيا) فيما تولى فطيس بقنه إخراج العمل فضائياً واستخدام كاميرات متحركة لأول مرة وإلغاء المسرح وإدخال ديكورات حديثة والخيول والجمال التي استخدمها المجاميع وكميات من الرمال لنقل الواقع كما هو في إبهار غير مسبوق ليظل هذا الأوبريت الملحمة الأكبر والأضخم في تاريخ الجنادرية.
اللجنة الثانية
في عام 1420هـ تم تشكيل اللجنة الثانية لأوبريت الجنادرية بعضوية كل من الدكتور محمد السبيت والدكتور عبدالله المعيقل والأستاذ محمد العثيم والأستاذ جابر القرني.
أمجاد الموحد
في عام 1420هـ وخلال دورة المهرجان الخامسة عشرة استحدثت إدارة المهرجان طريقة جديدة لاختيار النصوص عن طريق مسابقة لجميع الشعراء بالمملكة واختيار أفضل النصوص المقدمة حيث فاز الشاعر عبيد الدبيسي بنصه الذي قدمه بعنوان (أمجاد الموحد) وتم اختيار الملحن صالح الشهري لتلحين العمل فيما غنى الفنان طلال مداح الأوبريت الأخير له قبل وفاته صيف ذلك العام كما غنى معه الفنان محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله ورابح صقر فيما شهد الأوبريت لهذا العام دخول أسماء جديدة كالفنان خالد عبدالرحمن وكذلك راشد الفارس الذي يعتبر أصغر الفنانين المشاركين عمراً سواء في الفن أو العمر ولكن حضوره الفني (القوي) أهله لهذه المناسبة الوطنية الكبيرة.. وقد أخرج الأوبريت لذلك العام تلفزيونياً المخرج فطيس بقنه.
خليج الخير
صدرت توجيهات سمو ولي العهد بأن يكون أوبريت الجنادرية السادس عشر لعام 1421هـ خليجياً حيث شارك من كل دولة خليجية فنان واحد يمثلها ما عدا المملكة التي شارك منها ثلاثة فنانين وقد كتب الشاعر مساعد الرشيدي كلمات أوبريت (خليج الخير) ولحنه رابح صقر فيما غنى الفنان محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله ورابح صقر من السعودية والفنان محمد المسباح من الكويت والفنان أحمد الجميري من البحرين ومحمد المازم من الإمارات وناصر صالح من قطر وسالم بن علي من عمان.
وفي هذا المهرجان رأت إدارة المهرجان تكريم واحد من أهم أعمدة أوبريتات الجنادرية الماضية وأبرزها وهو الفنان الراحل طلال مداح الذي وافته المنية في أبها قبل بداية المهرجان السادس عشر بعدة أشهر وشارك في جميع دورات المهرجان من عام 1408 - 1420هـ.
وقد أخرجت الأوبريت مسرحياً شركة إنجليزية بإشراف البريطاني (جان باسكال) فيما أخرجه للتلفزيون المخرج فطيس بقنه.
أنشودة العروبة
بعد نجاح أوبريت خليج الخير في الدورة الماضية صدرت أيضاً توجيهات سمو ولي العهد بتقديم أوبريت يتسع (برقعته) إلى النطاق العربي وهذا ما حدث في الدورة السابعة عشرة لمهرجان الجنادرية عام 1422هـ حيث كان أوبريت (أنشودة العروبة) من كلمات الدكتور غازي القصيبي وألحان الفنان محمد عبده.
وهذا الأوبريت هو من ضمن أفضل الأعمال التي مرت على الجنادرية عبر دوراته السابقة سواء من خلال الكلمة أو اللحن والتنفيذ أو الأسماء ذات الوزن (الثقيل) والتي شاركت فيه.
فإلى جانب فنان العرب محمد عبده غنى عبدالمجيد عبدالله من السعودية وهاني شاكر من مصر وعبدالهادي بلخياط من المغرب وأحمد فتحي من اليمن وشادي الخليج من الكويت ومهند محسن من العراق ووائل يازجي من فلسطين فيما أخرجه ولأول مرة السوري نجدت أنزور حيث واجه موجة انتقادات واسعة لعدم ملاءمة طريقته الإخراجية والمجاميع التي شاركت مع النص المكتوب والألحان وهو الذي استغرق ستة أشهر في وضع الترتيبات المناسبة والتجهيزات للأوبريت الذي كانت مدته خمسين دقيقة فقط. كما شارك تمثيلاً رشيد عسّاف في دوره البحث عن صلاح الدين وتخلل العرض عروض مصورة عن جميع الدول العربية والأوضاع الراهنة في فلسطين عبر شاشات عرض (ضخمة) جهزت لهذا الغرض.
ولأول مرة يتم حصر العرض داخل القاعة على راعي الحفل والضيوف فقط وقد قام وليد الهشيم بوضع الموسيقى التصويرية والمؤثرات لهذا العمل.
لوحات من ملحمة
فارس التوحيد
الليالي قصة
والحروف عيون
والحياة مبدأ وسيف
وغصن من زيتون
وبسمك الله نبدأ
والبداية كلمة
فجرت هالكون
بالضيا والرحمة
بين كاف ونون
وتبعتها كلمة
ابدعت من طين
النبي آدم
وعلمته الدين
ونزلت كلمة
على النبي المختار
وسجدت أمه
للواحد القهار
وما بقى كلمة
تدعو للإصلاح
قالها الأئمة
في زمان راح
وجدد الكلمة محمد
وساند الكلمة محمد
ونهضت أمة محمد
أمة التوحيد
الليالي قصة
والزمان بعيد
من مية عام مضت
في نجد بالتحديد
شع مصباح وزهرة
فتحت في البيد
زهرة غير الزهور
ونور غطى كل نور
أول الفجر وظهور
البطل عبدالعزيز
***
طراد: ياترف ومفارقك يوجع
مدري متى الوقت يدنينا
لعين في وداعكم تدمع
والحزن يملي محانينا
ترفه: ياطراد ليت البكا يدفع
عنا الحوادث وينجينا
إن كنت حي تبي ترجع
وإن مت مالله مخلينا
طراد: والله ماهمني الترحال
ماهمني غير ثنتيني
أخاف تتبدل الأحوال
يا ترف ماعاد تلقيني
ترفه: لاترتهق عندنا رجال
هذا الذي بين زنديني
باكر يجي فارس وخيال
ياطراد وتقر به عيني
طراد: اواه ياما كبر امالك
وياحر قلبي على مشهور
ياترف فارسك رجالك
طفل وعمره ثمان شهور
ترفه: يا طراد ما نيب عذالك
ولا اقول مخطي ولا معذور
بقول لا ينشغل بالك
بنشوف عقب الظلام النور
***
شمس بدت صفرا عليها سمايل
عجٍ.. تهز الريح ذابل سفرها
تعثرت باطناب سود الذوايل
وتسللت والحزن لأقصى حجرها
وتبينت بين الجذوع النحايل
ويم البيوت الشهب مدت نظرها
كانوا توالي الليل شدوا الرحايل
وشافت هل التوحيد تلوي غترها
تلطموا عن عجها والقوايل
والا عن هموم السنين وقهرها
ركبوا وعاجوا أرقاب حيل أصايل
للشرق..وكل أوطانهم في ظهرها
***
تجرح الليل ونزف
ضيه على السور العتيق
والريح حاديها عزف
لحن المسافر والطريق
وطيف على المصمك وقف
زاد الفجر وجهه بياض
تلمس الطين بشغف
مال ولثم خد الرياض
لو كان يمنع ها لفراق
دم على كفوفك يراق
سيلت هالوادي
وادي حنيفه
خيل مثل دمي شقر
وسيوف رهيفه
وقف على المصمك وحيد
صامت تهزه عبرته
يودع أطراف الجريد
والا معارف مهرته
ناداه صوت من بعيد
حول ترى حنا شديد
ولو كان يمنع هالفراق
دم على كفوفك يراق
سيلت هالوادي
وادي حنيفه
خيل مثل دمي شقر
وسيوف رهيفه
وداعة الله يالرياض
وداعة الله يالرياض
***
شدوا الرحايل وفاضت
ركايبهم على بيدوالارض مافيها سكن
وما في الليالي عيد كانوا السراب حتى
السراب له أوطان وكانوا الغياب حتى
الغياب له ازمان ياطول رحلتهم
ويا بعد مسراهم الناس تهجرهم
والوقت ينساهم شدوا الرحايل
للمدى المجروح بعض السوالف ألم
والابتسامة نوح تناثروا عج
وهبوب رياح حبات لولو كنهم
وكن الرمال وشاحي اطول رحلتهم
ويابعد مسراهم الناس تهجرهم
والوقت ينساهم
يوم التفت والقلب في الدمع سايل
وأسوارها طين يعاتب حجرها
ومن الثرى لامسه الخف قايل
بالله هل الهجن ريضوا بسفرها
شد الرسن واستلحق الحمل شايل
ومش الحزن ودموع عينه زجرها
***
انا معزي صفوة أولاد وايل
نسل الرجال اللي كثيف فخرها
كيف الرياض امست قبور ونثايل
وعلوم من راحت وراحو بثرها
ان قاله الله يعتدل كل مايل
وبد الليالي السود يظهر قمرها
| 
"فـن"