إن الزلزال الذي هز أرجاء لبنان الشقيق في يوم الخامس من شهر محرم الحرام 1426هـ سوف تكون له توابع إذا لم يتخذ حكماء لبنان وحكماء العرب الحيطة والحذر من توابع ذلك الزلزال المتمثل باغتيال دولة رئيس وزراء لبنان السابق السيد رفيق بهاء الدين الحريري. من الواضح أن الهدف من وراء ذلك هو الشعب اللبناني أولاً وشعوب المنطقة ثانياً، لأن المخططين الأعداء كانوا يسعون منذ سنين إلى عرقلة التقدم الحضاري للشعوب العربية والإسلامية من خلال زعزعة الاستقرار والقتل والتدمير ونهب الثروات، وإن المثالين البارزين أمامنا حالياً هما فلسطين والعراق. ويمكن للإنسان العادي أن يتعرف على مَنْ لا يريدون الخير لشعوب المنطقة من خلال كلامهم في وسائل الإعلام، وليتأمل الإنسان عندما يصف بوش، في سياق كلامه عن اغتيال الرئيس الحريري، بأن القوات السورية في لبنان هي قوات احتلال!! مع أن الجيش العربي السوري دخل لبنان بدعم عربي حسب اتفاق الطائف الذي كان الرئيس الحريري - رحمه الله - من أبرز واضعيه وذلك من أجل إنقاذ لبنان من حرب أهلية أشعلها أعداء لبنان والأمة العربية. ونسأل في المقابل: بماذا يصف بوش إذن جيشه الذي قتل أكثر من مائة وخمسين ألف عراقي وعراقية؟! وبماذا يصف قواته ومخابراته التي اغتالت مئات العلماء المتخصصين في العلوم والتقنيات والمشايخ والأطباء وأساتذة الجامعات؟! وبماذا يصف جيشه الذي دمر عشرات الآلاف من المنازل العراقية ومنشآت الدولة العراقية والمساجد والآثار الحضارية وحرق ونهب التراث الثقافي في بلاد الرافدين؟! إنه يصف ذلك بأنه جيش لتحرير العراق!! إن أهم المستفيدين من الزلزال اللبناني والتدمير والتقتيل والتفجيرات والفوضى في البلدان العربية هي الصهيونية التي تريد أن تقيم على أشلاء العرب وأنقاض عمارة الأراضي العربية ما يسمى في المعتقدات الصهيونية إسرائيل الكبرى الممتدة من الفرات إلى النيل ومن الأرز إلى النخيل. وعلينا أن نتذكر ما قاله وزير الحروب الصهيوني موشى دايان عندما احتل الجيش الصهيوني القدس في حرب الأيام الستة في عام 1387هـ لقد قال آنذاك: اليوم القدس وغدا بابل ويثرب، فليتكاتف الجميع ويتوحد وينبذ الاتهامات والمهاترات فالعدو الصهيوني متربص بالجميع، فلا يكون البعض عوناً له. رحم الله الفقيد رفيق الحريري وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
|