ليكون الحوار ناجحاً ومثمراً ينبغي أن ينتظم على أسس علمية وأخلاقية أولا : الجانب العلمي، ويقتضي : 1-الموضوعية، والبحث عن الحقيقة، والعمل على اكتشافها لتحقيق الأفضل والأصلح، واستبعاد الذاتية، وتغليب الرأي الشخصي أو التعصب له . 2-جمع المعلومات ووجهات النظر والتقارير المتعلقة بالقضية، وتنسيقها،ومقارنتها ببعضها، وجعلها أساساً للفهم والاكتشاف بعيداً عن الانفعال والارتجال؛ ففهم القضية والإحاطة بها شرط أساس من شروط الاشتراك في الحوار، والقرآن يذم الجدل والحوار في قضية مجهولة عند المُحاوِر :{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ}، {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ }. 3- فهم التركيب الفكري والنفسي، والحجم، والهدف الحقيقي لهذه الجهة، وأخذ كل ذلك بنظر الاعتبار . ثانيا: الجانب الأخلاقي: وكما أن للحوار في مفهومنا بعدا علميا، فإن له بعدا أخلاقيا ينبع من أخلاقنا وقيمنا الإسلامية، ويُبنى هذا البعد الأخلاقي على أساس قرآني ثابت :{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}: 1-أن يكون جو الحوار هادئا يتسم بضبط النفس والسيطرة على الموقف بعيدا عن التشنج، والعصبية، والإثارة، واللجاج، والخصومة. 2- أن لا يخضع الحوار للمغالطة، والمنازعة اللفظية، ومحاولة الانتصار للرأي، والإصرار على الخطأ بدافع الكبرياء، والاعتزاز بالموقف الشخصي، أو التهريج في منازعات لفظية لا طائل تحتها. 3-حُسن الاستماع وإمهال المتكلم حتى يتم كلامه، ويُوضح رأيه .
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية |