Friday 18th February,200511831العددالجمعة 9 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

وعاد - بفضل الله - إلى الدلم شيخهاوعاد - بفضل الله - إلى الدلم شيخها
د. عبدالرحمن بن ناصر الداغري

لبست الدلم مساء الأحد ليلة الاثنين الموافق 21-11-1425هـ أبهى حللها؛ لتستقبل شيخها الفاضل الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الجلال رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الدلم بعد غياب دام ستة اسابيع قضاها في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض للعلاج، بعد نقله من مستشفى الملك خالد بالخرج إثر عارض ألم به يوم الاثنين الموافق 9-10-1425هـ.
ونشكر الله - عز وجل - على ما منّ به من العافية لشيخنا الفاضل، ونسأله سبحانه أن يديم علينا وعليه لباس الصحة والعافية، وأن يمد في عمره على طاعته، وأن يجعل ما أصابه رفعة لدرجاته، وتكفيراً لسيئاته.
كما نسأله - سبحانه - أن يثيب كل من وقفوا معه من أصحاب السمو الأمراء، والمشايخ الفضلاء، والمسؤولين الأعزاء، وأبنائه النبلاء، وكل من سأل عنه، وألا يريهم في أنفسهم، ولا في اهليهم مكروها.
ولقد كان مساء ذلك اليوم الذي تعب فيه الشيخ - حفظه الله - مساء حزيناً، وقد فزع محبوه وأبناؤه، والتفوا حوله يعلو وجوههم الحزن، والقلق، وهم يلهجون بالدعاء لشيخهم بالعافية والسلامة، وجوالاتهم لا تقف من كثرة السائلين عن صحته - حفظه الله -.
وعندما نقل فضيلته في يوم الأربعاء الموافق 11-10-1425هـ إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض، واستقرت حالته توافد عليه محبوه، وكثر زواره، وهم يحمدون الله على أن منّ عليه بالسلامة.
والشيخ عبدالرحمن - حفظه الله - أهل لهذا الحب وهذا الاهتمام، وأكثر فلقد غرس حبا أثمر هذا الحب.
الشيخ عبدالرحمن - حفظه الله - في الدلم هو قلبها الكبير الذي يفيض بالحب لأهلها جميعا، فتراه مع كل من يلقى بشوشا ومقدراً، يتفقدهم بالسؤال، ويبش في وجوههم، ويسعى في مصالحهم، ويقضي حوائجهم، ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم.
وفي مناسبات العيد مثلا يفتح مجلسه من الصباح إلى بعد صلاة العشاء وأهالي الدلم على مختلف أعمارهم يتوافدون على بيته للسلام عليه، ولم يكن ذلك إلا لحب صادق يحملونه في قلوبهم لشيخهم الجليل.
الشيخ عبدالرحمن - حفظه الله - نبتة مباركة في واحة العلم، والدعوة والحسبة.
عمرّ مبارك أمضاه الشيخ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فمنذ صغره وهو في مجال الحسبة، يأمر بالخير وينهى عن الشر ويناصح ويوجه، ويصلح ويستر العورات ويحمي المجتمع من الزلل وكل ذلك بحكمة ورفق ومحبة وصدق.
الشيخ عبدالرحمن - حفظه الله - من خريجي المدرسة البازية، فلقد سعد بالتتلمذ على الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - عندما كان في الدلم، واستمرت الصلة به إلى أن توفاه الله ولم يكن حظه من الشيخ تلك المعارف التي اكتسبها، منه بل تطبع بطباع الشيخ التي لا تخفى على أحد فتلاميذه - رحمه الله - عندهم من مكارم الأخلاق والنصح للأمة والحكمة والرفق والغيرة والإخلاص، وبذل المعروف والسعي في مصالح الناس ما يميزهم عن غيرهم، ويذكر الناس به - رحمه الله -.
الشيخ عبدالرحمن - حفظه الله - رجل قرآني حفظ كتاب الله في صغره وتميز بحسن ترتيله والترنم به له ذلك الصوت المتميز وهو يتلو كتاب الله إماما في مسجد (الحوشة) بالدلم وخطيباً لجامع الأمير سلمان بن محمد، والعيدين في مصلى العيد بالصحنة، وعندما كان معلماً في مدرسة ابن عباس، ولقد كان الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - يحرص على أن يفتتح المجلس الذي يحضره الشيخ عبدالرحمن بآيات يتغنى بها، ثم يفسر تلك الآيات.
الكل يتحدث عن فضل الشيخ ونبله وأهالي الدلم هم من عرف فضله وحكمته وسلامة صدره.
وكل زائر للدلم من المشايخ، وطلبة العلم يحرص على لقائه - حفظه الله - ويجد في التحدث إليه متعة وفائدة، ولاسيما إذا تحدث عن سيرة شيخه وشيخ الجميع عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -، وهذه السيرة مادة حديث ماتع للشيخ، ومن يجلس إليه.
رغم كبر سن الشيخ وعلو منزلته والهيبة التي منحه الله إياها فهو قريب من الناس يقصدونه ويجدونه حضناً دافئاً يأنسون به وإليه.
يعجب من يعرف الشيخ من قدرته على تنزيل الناس منازلهم، فهو في الدلم كبيرها وشيخها وفي الوقت نفسه تجده مع الشباب خبيراً بأحوالهم، مستوعباً لقضاياهم، قادراً على احتوائهم وكسبهم.
قدرته الإدارية عجيبة، فهو يعرف الرجال ويختار من يثق به ويشجع العاملين معه بطريقة باهرة وبعد تذلك يفوض الصلاحيات بأسلوب يحفز للعمل مع رقابة مهذبة تحفظ تميز الأداء وكفاءة الإنتاج وبهذا استطاع أن يقوم بأعمال كثيرة في وقت واحد فهو رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الدلم ورئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية في الدلم وعضو مجلس إدارة المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد في الدلم وداعم الأنشطة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالدلم، ومستشار في كل برنامج أو مشروع نافع في الدمل، عدا سعيه في مصالح الناس، وقضاء حوائجهم وإصلاح ذات البين.
الشيخ عبدالرحمن - حفظه الله - مدرسة في كل أمر من أموره.
يشعر من يعرف الشيخ أنه بإمكانه أن يفعل فعله، ولكن عندما يحاول يجد نفسه امام أمور لا يطيقها إلا أهل الفضل الذين خصهم الله بالتوفيق.
والشيخ مع تلك الفضائل لا يشعر أحد باتكائه عليها، او الاهتمام بها، فضلا عن استغلالها، وإذا أثنى عيه أحد في وجهه، أو شكره جزاء معروف بذله، أو فضل أسداه، وجدته يقدم العذر ويصف نفسه بالتقصير وسؤال الله ألا يكون ذلك فتنة له.
هذه ليست مشاعري وحدي بل هي مشاعر كل من يعرف الشيخ.
اما علاقتي - بالشيخ - حفظه الله - فهي علاقة ابن بوالده وتلميذ بشيخه ومتعلم بمعلم، هو بالنسبة لي والد وشيخ ومعلم وموجّه، وقد حظيت منه بود وتقدير وتشجيع ومعروف لم يحظ به غيري ولا أرى أنني قادر على أن أنقل شيئاً من ذلك لقارئ هذه السطور، فلقد طوقني بمعروف لا أنساه أبداً وأجد نفسي عاجزاً عن أن أعبّر عنه وهذا المعروف ليس في موقف واحد، أو مرّة واحدة بل إنه فضل يتكرر وإحسان يتجدد.
وإليه - أدام الله عافيته - أقول:


أنت الذي كنت ترعاني بتربية
وتبسط الوجه تقديراً وإحساناً
قدمتني - محسنا ظناً - لمكرمة
شجعتني في مجال الخير أزمانا
لا يستطيع لساني أن يناديكم
بغير (يا شيخنا) حباً عرفانا
ماذا أعدد شيخي من مآثركم
سينتهي القول خجلاناً وحيرانا

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved