ما أفظعه من إحساس عندما يكون سجن الإنسان داخله فهو سجن بلا قضبان أو سجان.. وذلك عندما تسيطر على الإنسان عاطفة أقوى منه فيصبح أسيرا لها مجرد كوكب يسير في فلكها وعبد لقوة جذبها. لا يستطيع الفرار منها وفي نفس الوقت لا يتحد بها وخاصة إذا كانت تلك العاطفة من المستحيل أن يعيشها بحرية أو يشبعها فيفر منها إلى شريحة أكبر من المجتمع يحاول أن يخالطهم حتى ينسى أو يتناسى تلك المشاعر الجارفة ولكنه يفاجأ بأن تلك المشاعر هي المسيطرة فيجلس مع الآخرين مجرد جسد أما مشاعره وافكاره فهي الوحيدة التي يراها أمامه . فهو يهرب منها إليها يشعر بأنه لا فائدة يسافر ويرحل بعيدا لعله ينسى يفاجأ بأنها قد سبقته إلى هذا المكان فهو يحملها معه داخل أضلعه يكتوي بها ويحترق شوقا أكثر، فالبعد دائما ما يشعل تلك المشاعر ويؤججها وكأنه قد رحل ليلتقي بها بصورة أقوى .. فما أصعبه من إحساس بأنك تحمل النار داخلك وهي تزداد قوة وأنت تزداد ضعفاً فلا تستطيع أن تطفئها ولا أن تصمد أمام آلامها أو حتى ترحل عنها.. فكم هو مؤلم أن يكون الإنسان مسجونا داخل نفسه.
حنان رزق أحمد الشيخي |