حلول للقضاء على (التسول)!

لفت انتباهي ما خطه يراع الفنان الماضي في جريدة الجزيرة عدد: 11813، من رسم يظهر فيه متسول ومتسولة في حجرها طفل صغير، والبسمة تملأ وجه والده، وهو يستجدي أحد موظفي مكافحة التسول، الذي لم يجد ما يعبر به عن مكنون نفسه، سوى تقطيب حاجبيه والاتكاء بكلتا يديه واحدة على الطاولة والأخرى على فخذه، وقد أعطاهما صفحة وجهه.
رسم بليغ يصور عدم قدرة موظفي مكاتب مكافحة التسول، في التصدي لتلك الظاهرة، لذا يجب على الجهات المعنية في مكاتب مكافحة التسول، إعادة النظر في الأساليب المتبعة في التعامل مع هؤلاء المتسولين، فملاحقتهم لم تعد مجدية، فأساليب التخفي التي يبتدعونها كثيرة ومتنوعة، وهم منتشرون في كافة أنحاء البلاد.
ومن الأسباب التي يمكن الاستفادة منها في الحد من تلك الظاهرة:
- التقصي في معرفة الأسباب التي تدفع مثل هؤلاء لانتهاج هذا السبيل.
- تكثيف الحملات الاعلامية التي تنفر من هذه العادة السيئة، وإيضاح الأساليب المختلفة التي يلجأ اليها هؤلاء المتسولون، في استثارة عواطف الناس، وسلب أموالهم، وحث الناس على إخراج الزكاة.
- تبيين الحكم الشرعي في كيفية التعامل مع هؤلاء المتسولين، فكثير من المواطنين، يجد حرجاً كبيراً في ردهم أو التبليغ عنهم.
- مد جسور التعاون مع الجمعيات الخيرية، فهي التي تستطيع التمييز بين المحتاج وغيره.
- الاتصال بالجهات المعنية، لمعرفة من تحملوا دفع ديات كبيرة، وقدراتهم المالية محدودة، للسماح لهم بالاتصال باخوانهم المواطنين، طلباً للعون والمساعدة.
- توسط مكاتب مكافحة التسول لدى الجهات المعنية، لتوظيف من تنطبق عليه شروط التوظيف من الذين لم يجدوا ما يسدوا به فاقة الفقر والعوز سوى نهج هذا السبيل المهين، والتوسط لمن ابتلوا بعلل وأسقام كثيرة، في الدخول للعلاج في المستشفيات الكبيرة.
- التواصل مع رجال الأعمال، ولفت انتباههم لاحوال أخوانهم المحتاجين، فكثير منهم لديه استعداد تام للمساهمة في هذا المجال.
- ضرورة تعاون جميع الأجهزة الأمنية، مع مكاتب مكافحة التسول في الحد من هذه الظاهرة.
- تكثيف الموضوعات التي تنفر من هذه العادة في المقررات المدرسية، وإقامة أسابيع اعلامية لتوعية المواطنين بسلبيات هذه الظاهرة الدينية والاجماعية والاقتصادية والتربوية والاخلاقية.
وختاماً يجب على المواطنين عدم الاستجابة لتوسلات هؤلاء المتسولين، وخاصة الذين لا يظهر عليهم أي نوع من العاهات أو الاعاقات، او الذين لا يحملون إثباتات معتمدة، ومن يجد في نفسه حرجاً في صد هؤلاء المتسولون، اعطهم قليلا من المال، فالمحتاج منهم سيسر به، وغير المحتاج لن يرضيه هذا المبلغ الزهيد، فلعله إذا عومل بهذا الأسلوب مرارا وتكرارا يترك هذه العادة السيئة والله ولي التوفيق.