Tuesday 15th February,200511828العددالثلاثاء 6 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "مقـالات"

أمطار غزيرة وجفاف بعدها!!!أمطار غزيرة وجفاف بعدها!!!
محمد أبو حمراء

الملاحظ لمواقع القرى وحتى المدن في المناطق التي لا تقع على بحار أنها تقع على حفاف أودية، وذلك لأن أجدادنا كانوا أصحاب ذكاء طبيعي، فهم يختارون منعطف الوادي ويقيمون قراهم، فيحفرون الآبار على منعطفات الأودية التي تحتجز الماء، لكن القرى الآن صارت تتسع ولم تعد كما كانت محصورة في مسيل الوادي، فصار الماء يمر بها سريعاً ويتجه إلى النقطة المنخفضة حولها، كالفياض والرياض والنفود ونحو ذلك، أي أن المردود على الآبار التي يزرعون ويسقون منها في القرى ضئيل جداً، ومن هنا جاءت الحاجة ملحة إلى حجز تلك المياه بواسطة السدود المائية، وهي سدود لن تكلف الكثير، خاصة تلك القرى التي تقع على حفاف أودية جبلية، أي أنها لا تحتاج سوى التوصيل بخرسانة ما بين الجبلين القائمين لحجز الماء قبيل القرية لتستفيد منه، ولعل أقرب مثال على ذلك هو معظم قرى سدير والقويعية ومزعل وقرى الحمادة بالوشم وعالية نجد والقرى في الحجاز وكذا القرى في المنطقة الجنوبية، وبتلك الطريقة نوفر مياه الشرب الشحيحة للقرى ونوفر لهم أرضاً زراعية خصبة بفعل السدود التي تكتنز الماء تحت مستوى قريب، فتمتلئ الآبار وتتغير حال الناس، ويستفاد من الكميات الهائلة التي تشربها النفود أو الأودية السحيقة دون مردود على البشر.
لا أدري لمن اوجه هذا الاقتراح، أو لنقل الرأي، فهل المسؤول هو زارة الزراعة، أم وزارة المياه، أم البلديات في المحافظات، أم من هو المسؤول عن السدود، وما دام أن لدينا وزارة هي وزارة المياه، فأظن أنه من اختصاص عملها أن توجد حلولاً مناسبة وبأسعار غير مكلفة للمياه في القرى والهجر، وذلك باستغلال الكميات التي تسقط من الأمطار دون ذهابها سدى، ثم مادامت هي مسؤولة عن مياه الشرب، فلابد أن توجد أشياء سهلة التناول ومستديمة العطاء غير ما نسميه في القرى (شرب الوايتات) أي أن قرية كذا بها سد ماء وتمتلئ الآبار فيها، فيجلب للقرية الأخرى التي لا سدَّ فيها ماء من تلك الآبار بواسطة الصهاريج، ولك أن تتخيل كم قيمة العقد على مدى عشر سنوات، وكم سيكلف سد مياه تستفيد منه قرى كثيرة لا واحدة، أي أن نقل الماء من نفس القرية لداخل منازلها أسهل من نقله من بعيد وأخف تكلفةً وأكثر ضماناً للمستقل.
أسوق هذا الرأي إلى من يهمه الأمر، لأني لاحظت كغيري كميات الأمطار التي سقطت أيام العيد، ثم جفت الأرض وكأنها لم تمطر، فلو كانت محجوزة بسدود مائية لجاءت النتيجة واضحة على الزراعة والسقيا.

فاكس 2372911

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved