Thursday 10th February,200511823العددالخميس 1 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

دعوة إلى (الحُب)دعوة إلى (الحُب)

كتب الدكتور موسى العويس مقالاً رومانسياً عذباً داعب به المشاعر وهز الوجدان، ومن الذي لا يطرب عندما يذكر الحب؟ وكان عنوانه (من حاضرة نجد) الجمعة، وقد أثار بكلماته مشاعري ودفعني الى التعبير عما يجيش في خاطري حيال هذا الموضوع الرقيق وإني لأستأذنك - أخي القارئ - لألمس شعورك المرهف وأدغدغ أحاسيسك الكامنة في سويداء قلبك الطيب عن كلمة رقيقة عجيبة ذات نغم جميل وموسيقى عذبة استغلت استغلالاً غير طيب عبر أغان هابطة ومسلسلات ماجنة مما جعل النفوس الفاضلة تزهد فيها وحدي بالقلوب العاقلة الى النفرة عنها، والبخل بها أو هجرها كليةً.. هذه الكلمة التي عندما ننطقها نشعر بالهدوء والطمأنينة والراحة والأنس أتدري ما هي؟ إنها كلمة (أحبك) فكر - أخي - كيف تقولها؟ كيف تضم شفتيك لتنطقها، حقاً إنها كلمة رائعة تزداد حسناً وروعة ورونقاً عندما تكون خالصة صادقة لمن هو أهل لها ويستحقها وتعلو منزلتها رفعةً عندما تكون لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -.
لا تعجب - عزيزي القارئ - فرسولك- عليه الصلاة والسلام- قال في دعائه اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك، والعمل الذي يبلغني حبك اللهم اجعل حبك أحب إليّ من نفسي وأهلي ومن الماء البارد) إذ لو أحصيت كلمة (الحب) في هذا الحديث الموجز لوجدتها وردت ست مرات.. فسبحان الله! ما أعذب هذه الكلمة! التي كان كثيراً ما يكررها الحبيب - صلى الله عليه وسلم - حيث قال يوماً لمعاذ: يا معاذ والله إني لأحبك.. وقال عليه الصلاة والسلام ( إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه) وسئل من أحب الناس إليك؟ فقال: عائشة قيل ومن الرجال؟ قال أبوها ولو عرضت عليك الأحاديث التي وردت فيها هذه الكلمة الرقيقة الحلوة لطال المقال ولكن خشية إملالك أكتفي بما ذكرت وقد يزداد عجبك عندما تتأمل كتاب الله وتجده يورد هذه الكلمة الطيبة في توجيه إلهي راق وخطاب رباني سام {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } «سورة آل عمران، 31».
أتدري - عزيزي القارئ - ماذا بقي؟ بقي أن نتمثل هذه الكلمة ونفعلها واقعاً مشاهداً في حياتنا اليومية مع ربنا ثم مع رسولنا ومع والدينا وأزواجنا وأولادنا وأحبابنا وكل المسلمين.. ونجتنب الخجل في ذلك فما هي كلمة معيبة حيث نستغرب قلة استخدامها في المجتمع التي قد يكون من أسباب ذلك جو الصحراء وتأثيره على المشاعر والأحاسيس التي تتصحر اذا لم تجد من يرويها بالنبل والحب والاحترام والرقة والرحمة واللطف، وأنها دعوة اقولها عبر هذه الصفحة الغالية يا من لم تجرب سحر هذه الكلمة أدعوك لتعطر قلبك بها وتحلِّي لسانك يشهدها وتجمل شفتيك بأناقتها، ولتكن أجواء العيد الرائعة التي ما زلنا نتضوع عبيرها ونستمتع بعبقها فرصة لتدريب ألسنتنا عليها فالحب سلاح نافذ ومؤثر يستهدف القلوب ويطربها ويجعل أصحابها يستمتعون بالحياة ويستلذونها رغم ما فيها من أكدار ومنغصات.
فلا تبخل - أخي - على نفسك ومن حولك وكن كريماً فياضاً بألفاظك العذبة وكلماتك اللطيفة فالكلمة الطيبة صدقة وما أجمل قول المتنبي:
لاخيل عندك تهديها ولامال
فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
ولعزيزتي الجزيرة ومحررها وقرائها فائق التحيات

عبدالله بن سعد الغانم
تميز ص.ب42

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved