استطاعت المملكة العربية السعودية خلال الأيام القليلة الماضية أن تجتذب أنظار العالم إعجاباً وانبهاراً بتنظيم موسم الحج بكفاءة عالية لدرجة أنه رغم مشاركة أكثر من ثلاثة ملايين حاج من الخارج والداخل فإنه لم يقع فيه أي حادث يعكر صفو هذا الموسم العظيم الذي سخرت له المملكة جل إمكاناتها المادية والأمنية التي أشاد بها كل رؤساء بعثات الحج التي وفدت من جميع أنحاء العالم، وصرح بها الحجاج أنفسهم لوسائل الإعلام في بلادهم قبل أن يصرحوا بها لوسائل الإعلام في المملكة. وها هي المملكة مرة أخرى تجتذب أنظار العالم في الشهر نفسه إذ تتبوأ موقعاً آخر من مواقع الريادة التي كثيراً ما تبوأتها في عدة مجالات، حيث تحتضن على أرضها أكبر تجمع عالمي رسمي لمكافحة الإرهاب دعت إليه المملكة ليحضره (285) وزيراً وخبيراً من 57 دولة ومنظمة إقليمية، وذلك خلال المدة من 26 إلى 28 من ذي الحجة برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس الحرس الوطني، الذي سيشرّف المؤتمر بافتتاحه وإلقاء كلمة فيه عن جهود المملكة ودورها الريادي في مكافحة الإرهاب على اعتبار أنها من أوائل الدول التي عانت منه، كما سيرأس صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية أعمال المؤتمر ويلقي كلمة في حفل الافتتاح. وتزامنا مع بدء أعمال المؤتمر تنطلق يوم السبت الخامس والعشرين من ذي الحجة الحملة الوطنية التضامنية ضد الإرهاب في جميع مناطق المملكة لمدة أسبوعين برعاية أصحاب السمو الملكي أمراء المناطق، وتتضمن الحملة إقامة عدد من الفعاليات الثقافية، والإعلامية، والرياضية، التي تبرز سماحة الدين الإسلامي، ونبذ الفكر الإرهابي، وتعزيز الجهود الأمنية بتضافر المواطنين مع رجال الأمن في مكافحة الإرهاب. وفي إطار هذه الحملة التضامنية التي تشارك فيها بعض الوزارات، اعتمد معالي وزير التربية والتعليم الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد، البرامج والفعاليات التي ستنظمها الوزارة من يوم السبت 25- 12-1425هـ وحتى الأربعاء 7-1-1426هـ، موجها معاليه جميع إدارة التربية والتعليم والمدارس بضرورة استشعار المسؤولية التربوية والأمنية في رعاية الطلاب والطالبات وحفظ أفكارهم وصيانة عقولهم وتأكيد الولاء في نفوسهم لله عز وجل ثم لولاة أمر هذا الوطن وتفعيل حب الوطن ورعاية مكتسباته والمساهمة الفاعلة والبناء مع رجال الأمن لحماية أمن هذه البلاد والقضاء على الإرهاب. وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأكرر ما قلته في كتابات سابقة من أنه إذا كان مناخ الأمن المستتب ضرورة للأسوياء من البشر فإنه أكثر ضرورة لذوي الاحتياجات التربوية الخاصة، ولهذا فنحن في الأمانة العامة للتربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم ندعم ونساند الخطة التي وضعتها الوزارة للتضامن مع الحملة الوطنية لمكافحة الإرهاب من أجل الحفاظ على المكتسبات التي تحققت للوطن والمواطنين وخصوصاً ذوي الاحتياجات الخاصة منهم، ونجدد العهد لولاة الأمر في بلادنا - يحفظهم الله - أننا على إخلاصنا للوطن ولهم باقون، وعلى دروب الخير التي فتحوها لنا سائرون.
( * ) المشرف العام على التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم |