*تحقيق - هلال الثبيتي: تعتبر المحاورات (القلطة) من الموروث الشعبي الذي يحظى بمتابعة شريحة كبيرة من الجماهير التي دائماً تبحث عن المحاورة الجيدة التي تتسم بالقوة في المعنى وجزالة الكلمات التي ترضي اذواق هذه الجماهير.. ولكن المتابع للساحة (ساحة المحاورات) يجد انه في الآونة الاخيرة ان هذه الساحة افرزت الكثير من المتغيرات ابتداء بالموال ومروراً بالرباعية واخيراً الحان الفنانين المغناة في شعر القلطة مما جعل بعض الشعراء والجماهير يقف امام هذا التوظيف الخطير في ساحة المحاورة مذهولاً. اما البعض الآخر فقد فسر هذه الظاهرة بالاقتباس او التطوير. واكد الفريق الاخير ان اللحن اذا اجاد الشاعر فإنه يعتبر تطويراً يخدم ساحة المحاورة. ونحن هنا نقول هل هذا الاقتباس أو التطوير يدل على افلاس شعراء المحاورة؟ لا نطيل عليكم تعالوا معنا الى اجابات ضيوف مدارات شعبية. في البداية أكد الشاعر محمد بن طمحي ان توظيف بعض الالحان المغناة من قبل الفنانين في ساحة المحاورات يعتبر تطويراً وليس افلاساً لان معظم الجماهير تطالب بما هو جديد خاصة مثل هذه الالحان ولا بد للشاعر في هذه الحالة ارضاء جماهيره التي حضرت. وقال: رغم نزولي ساحة المحاورات منذ فترة الا انني لم اغن مثل هذه الالحان الا مرة واحدة والابتعاد عنها غنيمة. وبين ابن طمحي ان شعر القلطة في الماضي لم يكن به مثل هذه الالحان وكان الشعراء يعتمدون على الحانهم الخاصة بهم، وهذا دليل على قوة مستوى الشعراء في هذه الفترة. أما الشاعر عواض الشهيب قال: ليس كل الشعراء يقتبسون من الحان الفنانين ولم يكن وجود هذه الالحان سابقاً ولكن لقربها من الشعر الشعبي والشاعر المتمكن لا يهتم باللحن ولكن الجماهير احياناً تجبر الشاعر على تلبية رغباتهم ويطالبون الموال على الحان الفنان محمد عبده (ولا يا شيب عيني) او لحن اغنية (الكفة) للفنان محمد السليمان الذي اتى به تركي الغين. وأكد ان مثل هذه الالحان ايام مطلق الثبيتي ومحمد بن تويم وعبدالله المسعودي لم تكن موجودة، وكان هناك الحان عادية. وأول من طور المجالس وادخله ساحة المحاورات على شكل الالحان هما الشاعران بكر الحضرمي وعمر الخالدي. واضاف: ان الشاعر المتمكن لا يهمه اللحن بقدر ما يهمه المعنى وقوة الشعر الذي امامه. أما الشاعر عبدالغني السيالي اكد ان هذه الظاهرة تعتبر خطيرة ومنعطفا خطيرا لشعر المحاورة خاصة وان الالحان المغناة من قبل الفنانين تخصهم، فكيف يجروء شعراء المحاورة على اخذ هذه الالحان والزج بها في ساحة المحاورات. وقال: من وجهة نظري ان الشاعر عندما يقوم بغناء الألحان مغناة في ساحة المحاورات هو دليل افلاس الشاعر الذي ربما عجز عن مجاراة الشعراء الكبار على الحانهم الخاصة بهم. وطالب السيالي الشعراء في الساحة الترفع عن مثل هذه الامور واحترام جماهيرهم الكبيرة التي تبحث عن الكلمة واللحن الجميل الخاص بشعر القلطة. الشاعر عويد المطرفي قال: شعر المحاورة (القلطة) فن له محبوه ومتابعوه منذ زمن بعيد. وقد توهج هذا الفن وكسب جماهيرية عريضة في فترة تعتبر العصر الذهبي لهذا الفن. وقد ساهم في هذا الازدهار وجود شعراء كبار امثال عبدالله المسعودي ومطلق الثبيتي وصياف الحربي والجبرتي وغيرهم من معاصريهم من الشعراء الكبار. واكد ان شعر القلطة اثبت انه فن راقٍ جدير بالابتكار والتجديد وكان محل اهتمام وتقدير كل المتابعين لاشتماله على اهم مقومات (القلطة) وهو النقض والفتل ولكن في وقتنا الحالي تدهور شعر القلطة وانجرف الى السطحية والغوغائية وما دخول فن ما يسمى الموال على شعر القلطة الا بداية نهاية الروعة والقوة في هذا الفن. وبين ان ما يقوم به بعض شعراء القلطة من اقتباس لبعض الالحان المغناة والتي تمثل اغاني مشهورة صرح بها الفنانون الا دليل على افلاس وانحدار في مستوى القلطة، واتمنى ان يعود شعر القلطة لقوته وجماله حتى لا يخسر اهتمام ومتابعة محبيه. ومن جانبه اكد الشاعر فهد العازمي ان ما يحدث في ساحة المحاورة (القلطة) من توظيف لبعض الحان الفنانين المغناة من قبل فنانين معروفين انما هو تلاعب من قبل فئة معينة من شعراء القلطة. وبين العازمي ان ساحة المحاورة ما زالت بخير رغم كل ما يحدث فيها وان هناك شعراء قادرين على الابداع وايجاد الحان (طاروق) خاص بالقلطة دون الحاجة الى ما يسمونه اقتباس. واوضح ان هذا الاقتباس لا يدل على افلاس شعراء القلطة وانما هو دليل على افلاس من اتى به الى الساحة وادعى التجديد او التطوير رغم ان الساحة في غنى عن مثل هذا الاقتباس. أما مساعد الثبيتي فيرى ان هذه الظاهرة هي ظاهرة صحية تجعل الساحة في ثوب التجديد خاصة اذا كانت هذه الالحان تخدم ساحة المحاورات. وأكد ان توظيف مثل هذه الالحان يعتمد على الشاعر نفسه عندما يجيد هذا اللحن ويجعل من اللحن الذي اتى به تطويرا للساحة ولنفسه في نفس الوقت. واضاف قائلاً: انا من متابعي ساحة المحاورات وقد اصيبت الساحة في الفترة الاخيرة بالكثير من الجمود الذي افقدها الكثير من عشاقها خاصة بعد ان فقدت العديد من الشعراء الذين لهم وزنهم في ساحة المحاورة. وبين ان الالحان المغناة عندما يأتي بها الشاعر فهي تحمل في طياتها جانبا سلبيا وجانب آخر ايجابيا. اما الجانب السلبي فهي توحي ان ساحة المحاورة يوجد بها قصور كبير. اما الجانب الايجابي وهذا نسبة قليلة هو اضافة وتطوير لشعر القلطة.
|