في مثل هذا اليوم من عام 1950 أعلن الرئيس الأمريكي هاري ترومان عن قراره بتأييد تطوير القنبلة الهيدروجينية، وهو سلاح يفوق نظرياً بمئات المرات قوة القنابل الذرية التي ألقيت على اليابان أثناء الحرب العالمية الثانية. وكانت الولايات المتحدة قد فقدت قبل خمسة أشهر من ذلك تفوقها وسيادتها النووية عندما فجر الاتحاد السوفيتي بنجاح قنبلة ذرية في موقع تجاربه الذرية في كازاخستان. وبعد عدة أسابيع، توصلت المخابرات الأمريكية وبريطانية إلى الاستنتاج المذهل بأن عالماً رفيع المستوى وألماني المولد يعمل في البرنامج النووي الأمريكي ويدعى كلاوس فوكس كان جاسوساً للاتحاد السوفيتي. وقد أدى هذان الحدثان بالإضافة إلى حقيقة أن السوفيت عرفوا كل شيء فعله الأمريكيون بخصوص كيفية صناعة قنبلة هيدروجينية بالرئيس ترومان إلى الموافقة على تخصيص اعتمادات مالية هائلة للسباق من أجل إنجاز أول قنبلة سوبر في العالم حسب وصف ترومان لها في يوم 31 يناير. وفي الأول من نوفمبر 1952، فجرت الولايات المتحدة بنجاح القنبلة (مايك)- وهي أول قنبلة هيدروجينية في العالم- في إلجيلاب آتول في جزر مارشال بالمحيط الهادي. وتم صناعة القنبلة النووي الحرارية التي بلغت قوتها 10.4 ميجا طن على أساس مبادئ تيللر- أولاً المتعلقة بالانفجار الإشعاعي الداخلي من مراحل. وأدى الانفجار على الفور إلى اختفاء جزيرة بكاملها ولم يترك وراءه إلا حفرة بلغ عرضها أكثر من ميل. وكانت القوة التفجيرية الرهيبة (لمايك) ظاهرة بوضوح أيضاً من الارتفاع العمودي الهائل لسحابة عشر الغراب والذين وصل في خلال 90 ثانية إلى 57 ألف قدم ودخل طبقة الاستراتوسفير. ووصل بعد دقيقة واحدة إلى 108 ألف قدم، واستقر في النهاية عند ارتفاع 120 ألف قدم. وبعد نصف ساعة من التجربة امتد عرض سحابة عش الغراب لمسافة 60 ميلاً، مع وصول ارتفاع قاعدة الرأس المتصلة بالساق إلى 45 ألف قدم. وبعد ثلاثة أعوام وفي 22 نوفمبر 1955، فجر الاتحاد السوفيتي أول قنابله الهيدروجينية على أساس نفس الانفجار الإشعاعي. وأصبحت القوتان العظيمتان تمتلكان (القنبلة الجحيم) في ظل تهديد الحرب النووية الحرارية للمرة الأولى في التاريخ.
|